شرطة بريطانيا لـ {الشرق الأوسط»: أطلقنا حملة لمحاربة شركات الحج الوهمية.. والخسائر 800 ألف دولار سنويا

عصابات منظمة وراء جرائم الاحتيال على حجاج المملكة المتحدة.. وضعف البلاغات وراء انتشارها

جانب من استقبال الحجاج في أحد المطارات السعودية (واس)
جانب من استقبال الحجاج في أحد المطارات السعودية (واس)
TT

شرطة بريطانيا لـ {الشرق الأوسط»: أطلقنا حملة لمحاربة شركات الحج الوهمية.. والخسائر 800 ألف دولار سنويا

جانب من استقبال الحجاج في أحد المطارات السعودية (واس)
جانب من استقبال الحجاج في أحد المطارات السعودية (واس)

تكثّف السلطات البريطانية مجهوداتها لمحاربة النصب والاحتيال، خصوصا مع اقتراب موسم الحج الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد ضحايا الاحتيال في صفوف المسلمين المقيمين بالمملكة المتحدة، والتواقين إلى زيارة بيت الله الحرام.
ومن هنا أطلقت سلطات العاصمة البريطانية (سيتي أوف لندن) بالتعاون مع جمعية حجاج بريطانيا ومؤسسة «أكشن فرود» حملة توعوية لمحاربة ما يسمى بـ«محتالي رحلات الحج».
وتعتمد حملة التوعية على 5 نصائح عملية، منشورة بسبع لغات، وموجهة لمسلمي بريطانيا تحت شعار «لا تترك فرصة لمحتال أن يفسد عليك حجك»، حيث تبين بيانات السلطات البريطانية أن 25000 بريطاني مسلم يتوجه لأداء مناسك الحج كل سنة وينفقون ما يقارب 125 مليون جنيه. تتراوح المبالغ التي يخسرها ضحايا عمليات الاحتيال المتعلقة بموسم الحج بين 1000 و33000 جنيه إسترليني للشخص الواحد.
وتؤكد مؤسسة حجاج بريطانيا في هذا السياق أنه على الرغم من فظاعة عمليات النصب على المتوجهين لأداء مناسك الحج ومجهودات السلطات لرفع مستويات الوعي بهذه الظاهرة، إلا أن 3 في المائة فقط من الضحايا يعلنون عن تعرضهم للاحتيال.
وتعيد شرطة لندن سبب ازدهار عمليات النصب على الحجاج إلى انخفاض نسبة التبليغ عنها من طرف الضحايا، حيث يقول مسؤول المباحث في «شرطة لندن»، كيفن إيفس، لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن نسبة التبليغ منخفضة جدا بالمقارنة مع نسبة عمليات الاحتيال، وقد يرجع السبب إلى إحساس الضحايا بالخجل إزاء وقوعهم في فخ المجرمين».
وعن طبيعة «نصب الحج» يوضح إيفس أن معظم المشتبه بهم مؤسسات إجرامية منظمة وليسوا أفرادا، مشيرا إلى أن احتيال الحج نوعان، الأول يتمثل في ذهاب الضحايا إلى الحج لأداء مناسكهم فيفاجأون بعدم توفر إقامة أو تأمين أو بردائة هذه الخدمات، وبخلاف ما جرى الاتفاق عليه، أما الضحايا من النوع الثاني فتنتهي رحلتهم قبل أن تبدأ، بعد أن يكتشفوا في المطارات أو قبل الرحلة بأيام أن تذاكرهم زائفة وأنهم وقعوا ضحية شركات وهمية.
يضيف أيفس أن السلطات البريطانية تلقت 84 بلاغا العام الماضي (2013)، خسر 77 منهم ما يقارب نصف مليون جنيه إسترليني (800 ألف دولار)، حيث احتيل على 34 في المائة من هؤلاء الضحايا من خلال الحجز عبر الإنترنت وعلى 34 في المائة، آخرين عبر وكالات سفر»، مشيرا إلى أنهم هذا العام لم يتلقوا إلا 5 بلاغات، ويتوقعون ارتفاع هذا العدد بعد نهاية موسم الحج».
وتركز حملات التوعية لمواجهة محاولات الاحتيال على حجاج بريطانيا على ضرورة التأكد من صحة الرحلات وموثوقيتها، حيث احترفت الجمعيات الإجرامية المنظمة نهب الأموال عن طريق عروض مغرية (باكجز) تشمل تذاكر الطيران وتسهيلات الاستضافة وغيرها.
يقول قاري محمد مكي، مدير مؤسسة «الأمانة للحج والعمرة» اللندنية، لـ«الشرق الأوسط»: «ظاهرة النصب والاحتيال ظاهرة مقلقة، وتؤثر على الشركات الرسمية، والمتاح لها العمل من قبل وزارة الحج والحكومة البريطانية، حيث تنشط كثير من الشركات في سوق رحلات الحج والعمرة من دون أن تتوفر على الأوراق الرسمية الكاملة».
ويضيف: «يأتي على رأس هذه الأوراق تصريح الأياتا، منظمة الاتحاد الدولي الجوي العالمي وهي شهادة اعتماد الوكالة، والآتول، التي تغطي التأمينات السياحية للحجاج، وتصريح من قبل وزارة الحج السعودية».
وعن مدى التعاون بين الشركات المستقرة في المملكة المتحدة ووزارة الحج في السعودية، يوضح مكي: «تتوفر شركات الحج والعمرة على بابين. الباب الأول يتعلق بحق ممارسة مهنة العمرة عن طريق نظام الأياتا عن طريق الشركات السعودية المصرح لها من قبل وزارة الحج. وبناء على تصريح الأياتا، يمكن فتح حساب عمرة مع شركة سعودية بعد وضع ضمان بنكي لا يقل عن 100 ألف ريال سعودي». ويتابع مكي: «هناك عدد من الشركات في السوق لا تتوفر على نظام الأياتا مما قد يعرض المعتمرين إلى عدد من المتاعب في غياب التواصل المباشر مع الشركة الأم. أما الباب الثاني، فيتعلق بالحج، حيث يصدر تصريح من وزارة الحج بكوتا (حصّة) معين لكل شركة رسمية تزاول هذه المهنة، لكن كثيرا من الشركات تأخذ تأشيرات من الخارج، أما فيما يتعلق بنظام الآتول، فهو يلعب دور التأمين السياحي، حيث يغطي سفر الحاج وتنقلاته وتكلفة إرجاعه إلى البلد الأم إن صار مكروها. وبناء على ذلك، فكل الشركات القانونية ملزمة بدفع مبلغ معين لمنظمة الآتول والأياتا سنويا». هذا ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بـ2.8 مليون نسمة حسب آخر الإحصاءات التي أعلن عنها «مجلس مسلمي بريطانيا». ويحتل الإسلام بذلك المرتبة الثانية من حيث عدد المعتنقين في المملكة المتحدة.



روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا: «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول عام 2030. على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، بفضل المطورين الموهوبين ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.

ويُعدّ «سبيربنك» في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، التي تحتل حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة على مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «تورتويز ميديا» البريطانية، متأخرة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين، وكذلك عن بعض أعضاء مجموعة «البريكس»، مثل الهند والبرازيل.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال فيدياخين: «أنا واثق من أن روسيا قادرة على تحسين وضعها الحالي بشكل كبير في التصنيفات الدولية، بحلول عام 2030، من خلال تطوراتها الخاصة والتنظيمات الداعمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي». وأضاف أن روسيا تتخلف عن الولايات المتحدة والصين بنحو 6 إلى 9 أشهر في هذا المجال، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية قد أثَّرت على قدرة البلاد على تعزيز قوتها الحاسوبية.

وأوضح فيدياخين قائلاً: «كانت العقوبات تهدف إلى الحد من قوة الحوسبة في روسيا، لكننا نحاول تعويض هذا النقص بفضل علمائنا ومهندسينا الموهوبين».

وأكد أن روسيا لن تسعى لمنافسة الولايات المتحدة والصين في بناء مراكز بيانات عملاقة، بل ستتركز جهودها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية، مثل نموذج «ميتا لاما». واعتبر أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية باللغة الروسية يُعدّ أمراً حيوياً لضمان السيادة التكنولوجية.

وأضاف: «أعتقد أن أي دولة تطمح إلى الاستقلال على الساحة العالمية يجب أن تمتلك نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها». وتُعدّ روسيا من بين 10 دول تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الوطنية الخاصة بها.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركائها في مجموعة «البريكس» ودول أخرى، في خطوة تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية، في واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.

وقال فيدياخين إن الصين، خصوصاً أوروبا، تفقدان ميزتهما في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح المفرطة، معرباً عن أمله في أن تحافظ الحكومة على لوائح داعمة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وقال في هذا السياق: «إذا حرمنا علماءنا والشركات الكبرى من الحق في التجربة الآن، فقد يؤدي ذلك إلى توقف تطور التكنولوجيا. وعند ظهور أي حظر، قد نبدأ في خسارة السباق في الذكاء الاصطناعي».

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي قد غادروا روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد حملة التعبئة في عام 2022 بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن فيدياخين أشار إلى أن بعضهم بدأ يعود الآن إلى روسيا، مستفيدين من الفرص المتاحة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي.