الحريري يشدد على التزامه تطوير القدرات البحرية للبنان

الحريري مع قائد بحرية {اليونيفيل} أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري مع قائد بحرية {اليونيفيل} أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري يشدد على التزامه تطوير القدرات البحرية للبنان

الحريري مع قائد بحرية {اليونيفيل} أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري مع قائد بحرية {اليونيفيل} أمس (دالاتي ونهرا)

جدد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التزامه والتزام الحكومة القرار 1701، والقرار 2433، الذي ينص على أن يقوم لبنان بوضع خطة لتعزيز وتطوير قدراته البحرية، مشيراً إلى أنه «حان الوقت للتنفيذ الكامل لجميع الأحكام ذات الصلة بقرار مجلس الأمن 1701».
وزار الحريري أمس القيادة البحرية لـ«اليونيفيل» في مرفأ بيروت؛ حيث قدم قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول عرضاً لرئيس الوزراء، عما تقوم به القيادة البحرية في المياه اللبنانية، لافتاً إلى أن «عمليات التدريب البحرية المشتركة التي تجري بتنسيق وثيق بين البحرية التابعة للجيش اللبناني و(اليونيفيل) تهدف إلى تعزيز القدرات اللبنانية، لتمكينها من تأمين حماية المياه، والسيطرة على الممرات البحرية اللبنانية والمياه الإقليمية».
وقال الحريري إن «وجودي معكم على متن سفينة قوة المهام البحرية هذه، هو للتأكيد مجدداً على التزامي والتزام الحكومة القرار 1701 والقرار 2433 الذي ينص على أن يقوم لبنان بوضع خطة لتعزيز وتطوير قدراته البحرية. وأنا أعمل من دون كلل للقيام بذلك، وأنا فخور وسعيد جداً لإخباركم بأنه تم إطلاعي الأسبوع الماضي على المراحل الأخيرة لهذه الخطة، وسأبذل قصارى جهدي لكي يقرها مجلس الوزراء قبل 31 أغسطس (آب) المقبل، وهو تاريخ تجديد ولاية (اليونيفيل)».
وأشار إلى أن «هذه الخطة تندرج ضمن أولوياتي لتعزيز مؤسسات أمن الدولة، والحفاظ على سلطتها على المياه الإقليمية اللبنانية، من أجل مكافحة الأنشطة الإرهابية والهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، وتهريب البضائع والمواد غير المشروعة». كما يأتي ذلك «في وقت أعمل فيه جاهداً على بدء مفاوضات بشأن حدودنا البحرية، وهذا الموضوع والمفاوضات المتعلقة بشأنه سيتعين علينا في النهاية اتخاذ قرارات بشأنها في مجلس الوزراء، كما أن تعزيز قدرات القوات البحرية اللبنانية سيلعب دوراً محورياً في حماية مواردنا الوطنية من النفط والغاز».
وأضاف: «لا يمكن القيام بذلك من دون دعم من المجتمع الدولي. لقد حان الوقت للتنفيذ الكامل لجميع الأحكام ذات الصلة من قرار مجلس الأمن 1701. يجب أن نعمل جميعاً ومعاً لضمان تمكين قوات (اليونيفيل) من القيام بوظيفتها بأقصى طاقتها، مع العمل على تعزيز القوات المسلحة اللبنانية والقوات البحرية، حتى تتمكن من تحمل هذه المسؤوليات شيئاً فشيئاً».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.