الخارجية العراقية: ترحيل 33 من أطفال «داعش» إلى روسيا

TT

الخارجية العراقية: ترحيل 33 من أطفال «داعش» إلى روسيا

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس (الاثنين)، عن ترحيل 33 من أطفال «داعش» الذين ولدوا لأمهات روسيات متهمات بالانتماء لتنظيم «داعش»، إلى روسيا، ودعت جميع الدول إلى تكثيف الجهود لتسلم رعاياها المنخرطين ضمن صفوف التنظيم الإرهابي، الذي احتل نحو ثلث مساحة الأراضي العراقية بعد يونيو (حزيران) عام 2014، قبل أن تتمكن القوات العراقية من هزيمته في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017.
وقالت الوزارة في بيان، إنها «تعمل عبر الدائرة القانونية بجهد عال مع الجهات المُختصة، وهي مجلس القضاء الأعلى، ووزارة العدل، والأجهزة الأمنية، لحسم ملف ترحيل أطفال الدواعش إلى بلدانهم».
وتابعت بأنه ومن خلال «التنسيق مع السفارة الروسية لدى بغداد، قامت السلطات العراقية بترحيل 33 طفلاً من أطفال المتهمات الروسيات إلى جمهورية روسيا الاتحادية منتصف الشهر الجاري، إذ جرت هذه العملية بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فيما يخص التأكد من رعايتهم، وتوفير الضمانات القانونية لحماية حقوقهم».
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن، نهاية مايو (أيار) الماضي، تسليم 188 طفلاً تركياً خلفهم تنظيم «داعش»، إلى أنقرة.
وأوضح بيان الخارجية العراقية أنها قامت باستثمار «اللقاءات الثنائية، وتوجيه البعثات العاملة في الخارج إلى دعوة جميع الدول التي لديها رعايا منضمون لتنظيم «داعش» الإرهابي من نساء وأطفالهن وأحداث، ممن انتهت مدة محكوميتهم، أن تنسق مع العراق عن طريق القنوات الدبلوماسية لأجل تسلمهم؛ وهو ما يعكس رغبة السلطات العراقـية الجادة والحقيقـية في التعاون الكامل بهذا الصدد».
وعن عدد عمليات ترحيل الأطفال والدول التي ينحدرون منها، أشار بيان الخارجية إلى أنها «شاركت في عدد من عمليات ترحيل الأطفال من مختلف الجنسيات، وعددهم 473، ومنها: الروسية، والطاجيكية، والأذرية، والألمانية، والفرنسية، والجورجية، والبيلاروسية، والفنلندية، والأوكرانية، والتركية».
ودعت وزارة الخارجية في بيانها، جميع الدول إلى تكثيف الجهود لتسلم رعاياها المنخرطين ضمن صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي، من الأطفال المُودعين مع أمهاتهم المحكومات لدى دوائر الإصلاح العراقية، إضافة إلى الأحداث الذين انتهت مدة محكوميتهم.
ولم تعلن السلطات العراقية إجمالي عدد الأطفال المولودين لأمهات «داعشيات»؛ لكن مراصد حقوقية محلية تتحدث عن المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال مع أمهاتهم في السجون المكتظة في فصل الصيف.
وقدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في وقت سابق، عدد الأطفال الذين تحتجزهم السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان بنحو 1500 طفل، بشبهة الانتماء إلى تنظيم «داعش»، بينهم 185 أجنبياً على الأقل، أدينوا بتهم متصلة بالإرهاب.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.