فلسطين والإرهاب على طاولة وزراء الإعلام العرب اليوم

TT

فلسطين والإرهاب على طاولة وزراء الإعلام العرب اليوم

يعقد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب اجتماعه الحادي عشر، اليوم (الثلاثاء)، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة السعودية، وعضوية كل من مصر، وتونس، والإمارات، والعراق، والصومال، والسودان؛ لمناقشة توصيات اللجنة الدائمة للإعلام العربي وإعداد مشاريع القرارات وجدول أعمال الدورة الوزارية الخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب المقررة غداً (الأربعاء) بالقاهرة.
وقال السفير بدر الدين علالي، الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، إن الاجتماع سيناقش عدداً من الموضوعات التي ستعرض على مجلس وزراء الإعلام العرب، وتتناول هذه الموضوعات أهم القضايا التي تشغل المنطقة العربية، وتأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، ويأتي في هذا السياق بحث كيفية التصدي للقرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف علالي في تصريحات صحافية، أمس، أن المكتب سيناقش أيضاً دور الإعلام في التصدي للإرهاب، وكذلك الخريطة الإعلامية حول تحقيق التنمية المستدامة وتصحيح صورة العرب والمسلمين لدى الغرب، موضحاً أن كل هذه الموضوعات تندرج في إطار الاستراتيجية الإعلامية العربية.
كما يناقش تنفيذي مجلس وزراء الإعلام العرب بنداً حول الارتقاء بالإعلام العربي إلى مستوى أعلى ليكون داعماً لبرامج التوعية ومناصرة القضايا الحيوية للمنطقة العربية، في إطار خطة التحرك العربي في الخارج باعتبار الإعلام بصفة عامة في الفترة الأخيرة يشهد انتشار الأخبار الزائفة وانتهاكات سلوكية.
وحول دور الإعلام العربي في نشر قيم التسامح باعتباره المحور الفكري للدورة الوزارية للمجلس، قال السفير علالي، إن الأمانة العامة في إطار تنفيذ قرار بخصوص هذا الموضوع نظمت اجتماعاً خاصاً حول دور الإعلام في نشر قيم التسامح وصدر عن ذلك عدد من التوصيات، من أهمها التعرف على الممارسات الجيدة في هذا المجال، والعمل على أن تكون هناك استراتيجيات خاصة للتعريف بنشر قيم التسامح أن يتم أيضاً إدراج قيم التسامح والتعايش في إطار المناهج الدراسية للدول الأعضاء، وحث الإعلاميين على نهج خطاب الاعتدال في كل رسائلهم.
وحول الدور الإعلامي لنشر قيم التسامح وتسخيرها لمكافحة الإرهاب في الوقت ذاته، أكد علالي ضرورة التركيز على نشر هذه القيم في الخطابات الإعلامية، ومن ثم الإسهام بقوة في تقليص العنف والتطرف بصفة عامة.
وفي رده على سؤال بشأن مدى إسهام عملية اختيار عاصمة عربية كل عام للإعلام العربي في دعم الإعلام العربي، وبخاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، قال علالي، إنه تم الاتفاق على اختيار عاصمة الإعلام العربي كل عام، وتم اختيار الرياض هذا العام، وسيتم خلال الاجتماع اختيار عاصمة جديدة للإعلام العربي للعام المقبل، وهذا يهدف بشكل عام لتحفيز الدول العربية والعواصم أن تلعب دوراً مهماً في المجال الإعلامي وتقديم أنشطة مختلفة للتعريف بالقضايا الحيوية العربية وتنفيذ قرارات القمم ومجلس وزراء الإعلام العرب.
واختتمت اللجنة الدائمة للإعلام العربي أعمال دورتها الـ93 أمس على مستوى رؤساء أجهزة الإعلام العربية. وأكد الدكتور خالد الغامدي، رئيس اللجنة العربية الدائمة للإعلام والمشرف العام على الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية، خلال ترؤسه أعمال اللجنة، أهمية الاجتماع في إطار دعم وتعزيز العمل العربي المشترك، حيث ناقش 18 بنداً تصب جميعها في مصلحة العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، التي يأتي على رأسها القضية الفلسطينية والاستراتيجية الإعلامية العربية.
ولفت إلى أن الاجتماع يناقش عدداً من البنود التي تحظى بأهمية خاصة منها إنجاز ميثاق الشرف الإعلامي، موضحاً أن الاجتماع يأتي استكمالاً للاجتماعات السابقة في إطار المقترحات التي قدمتها الدول العربية.


مقالات ذات صلة

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعتها 11 دولة، بينها السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».