الحكومة تتعهد بمكافحة أعمال العنف بالجامعات خلال العام الدراسي الجديد

حبس 9 من طلاب «الإخوان» 5 سنوات.. وإحالة خلية البدرشين «الإرهابية» إلى الجنايات

الحكومة تتعهد بمكافحة أعمال العنف بالجامعات خلال العام الدراسي الجديد
TT

الحكومة تتعهد بمكافحة أعمال العنف بالجامعات خلال العام الدراسي الجديد

الحكومة تتعهد بمكافحة أعمال العنف بالجامعات خلال العام الدراسي الجديد

تعهدت الحكومة المصرية، أمس، بمواصلة جهودها لمكافحة جميع أعمال العنف خلال العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ في الجامعات المصرية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وأكد رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، أن «العام الدراسي الجديد يقترب من بدايته، والدولة حريصة على التواصل مع الشباب واحتوائهم وحمايتهم من الأفكار المغرضة»، لافتا في تصريحات خلال احتفالية تكريم أوائل الثانوية العامة من مرضى السرطان بـ«مستشفى 57357» أمس، أن «الدولة لن تتهاون مع من يسعى من الطلاب أو الأساتذة لتكرار محاولات تكدير صفو العام الدراسي مثلما حدث العام الماضي»، مضيفا أن «الدولة ستتصدى لهم بالقانون، فالجامعة مكان لتلقي وتحصيل العلم فقط».
وشددت السلطات الأمنية أمس، من العمليات الميدانية الموسعة في مدن شمال سيناء وعدد من محافظات مصر، وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، أن «عناصر الجيش وتشكيلات الأمن المركزي تمكنت من مداهمة أوكار العناصر الإرهابية بمحافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية والمنيا ودمياط، وأسفرت عن مقتل أحد العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، وضبط 45 من العناصر الإرهابية، وضبط وتدمير 11 سيارة و33 دراجة بخارية». بينما أكد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أنه جار التنسيق على أعلى مستوى بين مصر والدول العربية لمواجهة الإرهاب المسلح، مطمئنا الشعب المصري بأن الوزارة على أعلى درجات الاستعداد والحذر لوأد الإرهاب في مهده.
وأشار الوزير إبراهيم خلال بيان عملي لقوات الأمن بالإسكندرية أمس، إلى أن الوزارة ستكشف قريبا عن خلية إرهابية قبض عليها أخيرا.
يأتي ذلك في وقت، هاجم مجهولون نقطة للشرطة العسكرية بالقرب من كمين القاهرة - السويس الصحراوي عند الكيلو 26 على طريق القاهرة – السويس، وقال مصدر أمني، إن «تبادلا لإطلاق النار وقع بين قوة الكمين والعناصر الإرهابية»، مضيفا أن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل مجند وإصابة 5 آخرين نتيجة إطلاق مجموعة مسلحة النار بشكل مكثف على قوة الكمين.
وأعلنت مديرية أمن السويس حالة الاستنفار الأمني الكامل بأنحاء المحافظة أمس، وقالت مصادر أمنية وعسكرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش والشرطة نشرا أمس قوات على طول المجرى الجنوبي لقناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي، وشددا من إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة وعلى السيارات الآتية من وإلى السويس وعلى طريق سيناء والقاهرة وجميع الطرق الصحراوية والعين السخنة والموانئ، لضبط الجناة وأي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون».
في السياق ذاته، واصلت قوات الجيش الثاني الميداني إحكام سيطرتها على مختلف النقاط الأمنية في محافظة شمال سيناء، خاصة الاتجاه الواقع عليه مدن العريش والشيخ زويد ورفح، في إطار العمليات العسكرية التي يقوم بها ضد الجماعات التكفيرية. وتشن القوات المسلحة، بالتعاون مع قوات الشرطة، حملة أمنية موسعة في سيناء منذ أشهر للقضاء على المتشددين.
وعانت سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، حالة غياب أمني منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) من العام الماضي. وأشارت المصادر العسكرية والأمنية إلى أن «العمليات الانتقامية من أنصار الرئيس الأسبق ضد الجيش والشرطة ما زالت متوقعة، تقابلها إجراءات أمنية على مستوى عال».
في سياق آخر، قال مصدر مطلع بمجلس الوزراء لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة جددت تعهدها أمس بمواصلة جهودها لمكافحة جميع أعمال العنف في الجامعات المصرية خلال العام الدراسي الجديد، فضلا عن إحكام السيطرة وتأمين المدارس خلال العام الدراسي الذي سيبدأ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي».
وشهدت الجامعات خلال العام الماضي مظاهرات نظمها طلاب «الإخوان» للمطالبة بوقف الدراسة وعودة شرعية مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم في الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عزل مرسي عن السلطة، ووقعت أحداث مؤسفة في عدد من الجامعات شملت إحراق عدد كبير من المباني والكليات، فضلا عن وقوع عشرات القتلى والمصابين من الطلاب. وقال المصدر المسؤول في مجلس الوزراء إن «السلطات المصرية ستضع إجراءات استثنائية لمواجهة أي أعمال عنف على أبواب الجامعات بتفتيش الطلاب والطالبات ذاتيا، لمنع دخول أي أدوات تستخدم في تعطيل الدراسة والتحريض على العنف».
ويقول مراقبون إن «الحكومة تبذل مجهودات كبيرة لضبط الأوضاع الأمنية بالبلاد خلال الفترة المقبلة»، وقضت محكمة جنح مدينة نصر (شرق القاهرة) أمس، بمعاقبة 9 من طلاب جماعة الإخوان بجامعة الأزهر بالحبس 5 سنوات وغرامة 50 ألفا لكل منهم، لضلوعهم في الاشتباكات التي شهدتها المدينة الجامعية بجامعة الأزهر في 14 مايو (أيار) الماضي. وأسندت النيابة إلى المتهمين تهم إثارة الشغب والتجمهر والبلطجة، ومقاومة السلطات وإتلاف الممتلكات العامة، والانضمام إلى جماعة مسلحة تهدف إلى تكدير السلم العام.
بينما أمر النائب العام، المستشار هشام بركات، أمس، بإحالة أعضاء خلية البدرشين «التكفيرية» والمكونة من 4 عناصر إلى المحاكمة الجنائية. وكشف بيان صادر عن النيابة العامة عن أن النيابة تلقت إخطارا من الشرطة في أعقاب قيام الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات فض اعتصامي «النهضة» و«رابعة العدوية» بالقاهرة في 14 أغسطس (آب) من العام الماضي، بقيام المتهم الأول بإيواء عناصر هاربة بمسكنه في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة. وقال البيان إن «الأجهزة الأمنية ضبطت المتهمين وبحوزتهم بندقية آلية وبندقية خرطوش نصف آلية وكمية كبيرة من الذخائر و3 عبوات معبأة بمادة شديدة التفجير ومفجرات حرارية معدة للاستخدام على المفرقعات».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.