استهداف محطة مياه في معرة النعمان

خروج 20 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة جراء حملة التصعيد

صور تناقلتها مواقع للدمار في محطة المياه والخزان الرئيسي في معرة النعمان جرّاء الغارات الروسية أمس
صور تناقلتها مواقع للدمار في محطة المياه والخزان الرئيسي في معرة النعمان جرّاء الغارات الروسية أمس
TT

استهداف محطة مياه في معرة النعمان

صور تناقلتها مواقع للدمار في محطة المياه والخزان الرئيسي في معرة النعمان جرّاء الغارات الروسية أمس
صور تناقلتها مواقع للدمار في محطة المياه والخزان الرئيسي في معرة النعمان جرّاء الغارات الروسية أمس

استهدف الطيران الحربي الروسي، أمس (الأحد)، محطة الضخّ والخزان الرئيسي لمياه الشرب في مدينة معرة النعمان جنوب مدينة إدلب، ما أدى إلى خروج محطة المياه المغذية للمدينة عن الخدمة، بحسب ناشطين سوريين في المنطقة. وتزامنت الغارات مع استمرار المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في المنطقة.
وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف السوري والروسي منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن محطة ضخ المياه في معرة النعمان وخزان المياه المغذي للمدينة خرجا عن الخدمة جراء استهدافهم بغارات جوية من قبل طائرات روسية «في إطار السياسة الممنهجة من قبل الروس والنظام باستهداف المرافق الحيوية والمنشآت العامة».
وقال رئيس المجلس المحلي بلال ذكرى في تصريح لموقع «سمارت»، إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بشكل مباشر المحطة وخزان المياه الرئيسي بست غارات، ما أسفر عن إصابة خمسة من الكادر الفني للمحطة بجروح خفيفة نقلوا على أثرها إلى نقطة طبية قريبة.
وأضاف ذكرى أن الخزان سعته 5000 متر مكعب وكان يخدم 120 ألف نسمة من سكان معرة النعمان، لافتاً إلى أن القصف يُعتبر الثالث من نوعه الذي يستهدف محطات المياه. وأشار ذكرى إلى أن القصف تسبب في أضرار مادية كبيرة، والمولدات والمحولات الكهربائية وخزانات الوقود، وملحقات محطة المياه.
استهدف الطيران الحربي الروسي، اليوم (الأحد)، محطة الضخ والخزان الرئيسي لمياه الشرب في مدينة معرة النعمان بإدلب، ما أدى إلى خروج محطة المياه المغذية للمدينة عن الخدمة.
وكانت محطة مياه «بسيدا» في مدينة معرة النعمان، قد تعرضت، في 5 من يوليو (تموز) الحالي، لقصف جوي من طيران النظام السوري، تسبب بخروج أجزاء من المحطة عن الخدمة، وتُعد بسيدا المحطة الرئيسية التي تغطي منطقة معرة النعمان وريفها بالمياه الصالحة للشرب.
وفي السياق ذاته، تتواصل عمليات القصف الجوي والبري ضمن منطقة ما يُسمى بـ«خفض التصعيد»، حيث ارتفع إلى 15 عدد الغارات التي نفذتها طائرات روسية منذ صباح أمس حتى ما بعد الظهر على كل من محيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وكفرزيتا واللطامنة وتل ملح والجبي بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، كما ارتفع إلى 34 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على كل من خان شيخون وأطرافها ومحيط العامرية وكفرسجنة ومعرة حرمة وأطراف بسنقول، وكفرزيتا والأربعين.
في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بخروج 20 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة جراء حملة التصعيد السورية والروسية الأعنف، المتواصلة منذ نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي على ريفي إدلب وحماة، آخر معاقل المعارضة الرئيسية في سوريا.
وقال المرصد، في بيان صحافي، إن «النظام السوري وحليفه الروسي يعمدان، ضمن حملة التصعيد، إلى استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر، عبر قصفها بالطائرات الحربية بهدف تدميرها وإخراجها عن الخدمة، وهي مشفى جسر الشغور ومشفى كيوان في كفرعويد، ومشافي الشام المركزي وكفرنبل الجراحي والسيدة مريم والخطيب والأورينت في كفرنبل، ومشفى نبض الحياة في حاس، ومشفى التح ومشفى سرجة ومشفى بلشون ومشفى الـ112 في قلعة المضيق، ومشفى المغارة ومشفى شام في بلدة اللطامنة، بالإضافة لـمراكز صحية في كفرنبودة ومعرة حرمة والهبيط والركايا وكفروما». وتسبب التصعيد الأخير في سوريا، التي مزقتها الحرب، في نزوح الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من انهيار هدنة كان قد تم التوصل إليها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بإدلب، لمنع هجوم قوات النظام السوري على إدلب.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.