مقتل جندي وإصابة 5 أشخاص في تفجير انتحاري وسط الصومال

TT

مقتل جندي وإصابة 5 أشخاص في تفجير انتحاري وسط الصومال

قُتل جندي بالحكومة الصومالية وأصيب خمسة أشخاص آخرون جراء تفجير انتحاري استهدف مقهى قبالة مقر الإدارة المحلية في مدينة طوسمريب، عاصمة ولاية جملدغ وسط الصومال، بحسب مصدر أمني أمس. وذكر مسؤولون أنه تم زرع القنبلة في المقهى ومن بين الجرحى عضو إقليمي في البرلمان وصاحب المقهى. وفجرت هيئات الأمن بنجاح عبوة ناسفة ثانية، تم العثور عليها بالقرب من نقطة تفتيش.
ويقيم بالمدينة، رئيس الوزراء حسن علي خيري، إلى جانب مسؤولين من حكومته، وأعضاء من البرلمان. وطوقت قوات أمنية مقر الإدارة المحلية تحسباً لوقوع تفجيرات أخرى. ومن المتوقع أن تعقد القوات الأمنية اجتماعاً عاجلاً مع رئيس الوزراء، لبحث حيثيات هذه التفجيرات، الأولى من نوعها بالمدينة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى «حركة الشباب»، التي غالباً ما تتبنى مثل هذه العمليات الانتحارية. وذكر قائد بارز بالجيش الوطني الصومالي أمس أن قواته قتلت 15 مسلحاً من جماعة «الشباب» الصومالية في عملية عسكرية بالمناطق الجنوبية من الصومال، جرى تنفيذها أول من أمس بعد يوم من مقتل أكثر من 20 شخصاً في هجوم دموي من قبل الجماعة الإرهابية، طبقاً لما ذكرته إذاعة «شبيلي» الصومالية أمس.
وأضاف القائد العسكري أن القوات نفذت الهجوم ضد الجماعة في بلدة وانلاوين في منطقة شبيلي السفلى. وتابع القائد: «تقدمت قواتنا للسيطرة على مناطق من قبضة متطرفي الشباب: قتلنا 15 منهم وسيطرنا على عدة قرى». وتابع أن «القوات ستمضي قدماً في العمليات حتى طرد المسلحين من منطقة شبيلي السفلى بأكملها». وذكر السكان أنهم سمعوا صوت تبادل كثيف لإطلاق النار بين المسلحين والجيش».
وكان مهاجمون مسلحون قد هاجموا فندقاً فاخراً بمدينة كيسمايو الساحلية الصومالية أول من أمس بعد هجوم انتحاري، واحتجزوا من بداخله. وقال رئيس إقليم جوبا لاند - الذي يتمتع بشبه استقلال في مؤتمر صحافي أول من أمس إن «26 شخصاً قتلوا في الهجوم و(سقط) 56 جريحاً، ومن بين القتلى هناك أجانب: ثلاثة كينيين وكندي وبريطاني وأميركيان وثلاثة تنزانيين، وهناك جريحان صينيان أيضاً. وأشار رئيس الإقليم إلى أن بين قتلى الهجوم مرشحاً لرئاسة الإقليم في الانتخابات المحلية المقبلة وعدداً من الصحافيين. وأعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تحاول الإطاحة بالحكومة الضعيفة المدعومة من الأمم المتحدة، مسؤوليتها عن الهجوم الذي يعد الأعنف في تاريخ المدينة منذ طرد مسلحي الحركة منها في عام 2012.
وأكد وزير التخطيط في جوبالاند، جاست أو حرسي، على «تويتر»، مقتل عدد من الصوماليين البارزين. وكتب في تغريدة: «نقر بأن فؤادنا انفطر لمقتلهم المفاجئ بهذا العنف. لكن تأكدوا أننا غاضبون بشدة بسبب ذلك».
فيما نقلت مصادر أمنية أن قياديين في «حركة الشباب» قتلوا في غارة شنتها طائرات أميركية من دون طيار على سيارة تقل عناصر ومسؤولين من الحركة، في بلدة ساكو بإقليم جوبا.
وتضيف المصادر أن هذه السيارة كانت تقل قياديين من حركة الشباب المناهضة لجهود الحكومة الفيدرالية الرامية إلى فرض سيطرتها على البلاد. ويؤكد قادة القوات الصومالية المسلحة في جوبا لاند أن هذه الغارة أسفرت عن مقتل قياديين من حركة الشباب المتشددة دون ذكر عددهم. ويخوض الصومال حرباً منذ سنوات ضد حركة الشباب التي تأسست مطلع 2004. وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم «القاعدة» وتبنت العديد من التفجيرات التي أودت بحياة المئات.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.