«غوغل» تفتح باب التقديم في مبادرة «الابتكار الرقمي في الأخبار»

متحدث من «غوغل» ضمن أول فعالية للمبادرة في مدينة دبي
متحدث من «غوغل» ضمن أول فعالية للمبادرة في مدينة دبي
TT

«غوغل» تفتح باب التقديم في مبادرة «الابتكار الرقمي في الأخبار»

متحدث من «غوغل» ضمن أول فعالية للمبادرة في مدينة دبي
متحدث من «غوغل» ضمن أول فعالية للمبادرة في مدينة دبي

أعلنت شركة «غوغل» عن فتح باب التقديم في مبادرة «غوغل للابتكار الرقمي في الأخبار» Google News Initiative حتى الثاني من سبتمبر (أيلول) العام الجاري، التي تدعم المشاريع والأفكار الجديدة في قطاع الأخبار، والتي من شأنها بناء مستقبل أفضل للصحافة الرقمية، وتعتبر الأحدث ضمن مبادرات «غوغل» العالمية للأخبار.
وتدعو الشركة جميع ناشري المحتوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتقديم مشاريع تساهم في استحداث بيئة مستدامة للأخبار الرقمية في المنطقة عبر تطوير نماذج جديدة للعمل والتفاعل مع القراء (مثل التحاليل والتخصيص والتطبيقات الصوتية والاشتراك والعضوية وبرامج الولاء، وغيرها). وسيتم تقييم المشاريع من خلال لجنة تضم ممثلين من شركة «غوغل» ومجموعة من الخبراء في قطاع التقنية، وستمول المشاريع المختارة بدعم مادي يصل إلى 150 ألف دولار أميركي وما يصل إلى 70 في المائة من التكلفة الإجمالية للمشروع، في حين يبقى تمويل التكاليف التشغيلية ذاتيا، وقد يقوم الحكام بإعادة النظر في الحد الأعلى لتكلفة المشروع بناء على حجم وتأثير الجهد المبذول فيه. وتتضمن المصاريف المسموحة النفقات الشخصية والتكاليف الهندسية وثمن أو كلفة ترخيص المعدات والأدوات والأجهزة والبرمجيات وباقي الأصول والمواد اللازمة للمشروع، بالإضافة إلى مصاريف التسويق (يمكن رفع قيمتها إلى 20 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب). ولا تعتبر تكاليف التحرير ضمن المصاريف المسموحة ولن يتم تعويضها، كما لا يغطي التمويل المصاريف العامة.
وتأتي مبادرة «غوغل للابتكار الرقمي في الأخبار» ضمن جهود الشركة للدعم الرقمي للناشرين من خلال التركيز على ثلاث قواعد: تعزيز مستوى جودة الصحافة، وتطوير نماذج العمل لتحقيق النمو المستدام، وتمكين مؤسسات الأخبار للاستفادة من الابتكار الرقمي المتاح.
ويجب أن يقدم الطلب أوصافا ومخططات مفصلة للمشروع ومعلومات عن الميزانية، كما يجب على المتقدم الموافقة على شروط وأحكام التقدم لتحدي الابتكار من مبادرة أخبار «غوغل» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. المبادرة مفتوحة أمام المنظمات من جميع الأحجام، بما في ذلك المستقلون والمتداولون الوحيدون، وهي تهدف إلى إنتاج صحافة مبتكرة وأصلية وتنوير المواطنين بمحتوى صحافي موثوق، تركز مشاريعهم على تشجيع النظام البيئي الأخبار أكثر استدامة. وترحب الشركة بجميع الأفكار، ولكنها تشدد على أن تحتوي المشاريع على مؤشرات توضح فائدتها بالنسبة للمستخدم أو للشركة (مثل مؤشرات الجمهور، وخطة الأعمال عند الاقتضاء، وغيرها)، ويجب تنفيذ المشاريع المقبولة في غضون عام واحد. يمكن أن تكون المشاريع تجريبية شرط أن تكون قابلة للقياس وبأهداف محددة. ويمكن تعزيز فرص مشاريع القراء بالفوز عبر تقديم مؤشرات أداء رئيسية واضحة، التي يجب أن تشتمل على محتوى رقمي هام.
وسيتم تقييم المشاريع وفقاً لأربعة معايير رئيسية، الأول هو التأثير على المنظومة الإخبارية، حيث يجب أن تبرهن المشاريع عن قدرتها على إنشاء مصادر إيرادات جديدة أو تغيير طريقة استهلاك الناس للأخبار الرقمية. المعيار الثاني هو الابتكار، حيث ستكون الأفضلية للمشاريع المبتكرة (من حيث استخدام التقنية ونموذج الأعمال وأساليب تفاعل القراء الجديدة وغيرها) التي تحقق نقلة نوعية للمتقدم والمستخدمين. المعيار الثالث هو الجدوى الاقتصادية، ذلك أنه يجب أن يحدد المشروع مؤشرات ومقاييس واضحة أو حتى خطة أعمال عند الحاجة، بالإضافة إلى تحديد المخاطر الرئيسية وخطوات الحد منها. المعيار الرابع هو الإلهام، وذلك بتوضيح كيف سيساعد المشروع المؤسسات الإخبارية على التعلم من بعضها عبر تحفيزها على تبادل الخبرات، وشيفرات المصدر المفتوح أو المساهمة في تحسين المنظومة الإخبارية بشكل عام.
أما المشاريع التي لن تتأهل لتحصل على تمويل تحدي الابتكار، فهي المشاريع التي تقتصر على التغطية الإخبارية أو على ترجمة المحتوى الإخباري إلى لغات أخرى، أو تحديث لأنظمة النشر السابقة، أو مشاريع تقتصر على جمع البيانات وإعداد قوائم لها (مثل نشر قوائم الوظائف، أو بيانات البورصة، أو إعادة نشر مقالات الشبكات الإخبارية)، أو المشاريع التي تقتصر على التدريب والتعليم، أو المشاريع التي لا تتضمن أي عائد نقدي، أو المشاريع التي لا تؤثر في أي مؤسسة إخبارية، أو المشاريع التي تعتمد الأبحاث ولا تطبقها.
وسيتم تقييم الطلبات المقدمة إلى تحدي الابتكار من مبادرة «غوغل للابتكار الرقمي في الأخبار» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل لجنة تحكيم وفريق خاص بالمشروع. وسيقوم الفريق باستعراض جميع الطلبات ومقابلات المتقدمين وإعطاء توصياته حول المشاريع التي تستحق التمويل. ويتضمن فريق المشروع على سبيل المثال لا الحصر جويس باز، مديرة العلاقات العامة والاتصالات في غوغل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولودوفيك بليشر، رئيس الابتكار في مبادرة «غوغل»، وسارة هارتلي، مدير شؤون المتقدمين والمستفيدين في مبادرة أخبار «غوغل»، وأكبر غفور، مدير الخدمات المهنية لشركة gTech في الأسواق الناشئة، ودايو أويولند، مدير شراكات المحتوى لدى Youtube في أفريقيا. وستتولى لجنة التحكيم المؤلفة من مديرين تنفيذيين لدى «غوغل» وخبراء خارجيين في قطاع الأخبار من الشرق الأوسط وأفريقيا تحكيم المشاريع والإشراف، وغيرهم.



مشهد الحرب طغى على شاشات المحطات اللبنانية

انفجار أجهزة البايجر أدّى الى تصاعد الحرب (أ.ف.ب)
انفجار أجهزة البايجر أدّى الى تصاعد الحرب (أ.ف.ب)
TT

مشهد الحرب طغى على شاشات المحطات اللبنانية

انفجار أجهزة البايجر أدّى الى تصاعد الحرب (أ.ف.ب)
انفجار أجهزة البايجر أدّى الى تصاعد الحرب (أ.ف.ب)

طغى مشهد الحرب على أحداث لبنان لسنة 2024، لا سيما في الأشهر الأخيرة من العام، وهي أشهر أمضاها اللبنانيون يترقّبون بقلق مصير بلدهم غير آبهين بأي مستجدات أخرى تحصل على أرضهم أو في دول مجاورة. وشكّلت محطات التلفزة الخبز اليومي للمشاهدين، فتسمروا أمام شاشاتها يتابعون أحداث القصف والتدمير والموت.

توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شكّل مفاجأة للبنانيين

المشهد الإعلامي: بداية سلسة ونهاية ساخنة

عند اندلاع ما أُطلق عليها «حرب الإسناد» في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يتأثر المشهد الإعلامي في لبنان، فقد أبقى أصحاب المحطات المحلية مع بداية عام 2024 على برامجهم المعتادة، وخاضت التلفزيونات موسم رمضان بشكل عادي، متنافسة على تقديم الأفضل للمشاهد. لم تتبدل أجندة البرامج في محطات «إل بي سي آي»، و«الجديد»، و«إم تي في». وتابع اللبنانيون برامج الترفيه والحوارات السياسية والألعاب والتسلية، وكأن لا شيء غير عادي يحدث. وفي موسم الصيف، ركنت المحطات كعادتها إلى إعادات درامية وحلقات من برامج ترفيهية. فهذا الموسم يتسم عادة بالركود، كون المُشاهد عموماً يتحوّل إلى نشاطات أخرى يمارسها بعيداً عن الشاشة الصغيرة.

لكن منذ أن جرى تفجير أجهزة الاستدعاء (البيجر) بعناصر «حزب الله»، في 17 سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، انقلب المشهد الإعلامي رأساً على عقب. وضعت جميع المحطات مراسليها ومقدمي نشرات الأخبار لديها في حالة استنفار، وصار المشهد السائد على الشاشة الصغيرة، من حينها، يتألّف من نقل مباشر وحوارات سياسية متواصلة.

حالة استنفار عام سادت محطات التلفزة لمواكبة أحداث الحرب

مقتل صحافيين خلال الحرب

لم توفر الحرب الدائرة في لبنان منذ بداياتها الجسم الإعلامي الذي خسر عدداً من مراسليه على الأرض. وُصف استهدافهم بـ«جريمة حرب» هزّت المشهد واستدعت استنكاراً واسعاً.

ولعل الحدث الأبرز في هذا المجال هو الذي جرى في أكتوبر 2024 في بلدة حاصبيا الجنوبية.

فقد استهدفت غارة إسرائيلية فندقاً كان قد تحول إلى مقر إقامة للصحافيين الذين يغطون أخبار الحرب؛ مما أسفر عن مقتل 3 منهم وإصابة آخرين. قُتل من قناة «الميادين» المصوّر غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا، كما قُتل المصوّر وسام قاسم من قناة «المنار». ونجا عدد آخر من الصحافيين الذين يعملون في قناة «الجديد»، ووسائل إعلامية أخرى.

وضع لبنان على اللائحة الرمادية (لينكد إن)

تمديد أوقات البث المباشر

أحداث الحرب المتسارعة التي تخلّلها اغتيالات، وقصف عنيف على لبنان، سادت المشهد الإعلامي. وشهدت محطات التلفزة، للمرة الأولى، تمديد أوقات البث المباشر ليتجاوز 18 ساعة يومياً.

وجنّدت محطات التلفزة مراسليها للقيام بمهمات يومية ينقلون خلالها الأحداث على الأرض. وتنافست تلك المحطات بشكل ملحوظ كي تحقّق السبق الصحافي قبل غيرها، فقد مدّدت محطة «إم تي في»، وكذلك «الجديد» و«إل بي سي آي»، أوقات البث المباشر ليغطّي أي مستجد حتى ساعات الفجر الأولى.

وحصلت حالة استنفار عامة لدى تلك المحطات. فكان مراسلوها يصلون الليل بالنهار لنقل أحداث الساعة.

برامج التحليلات السياسية والعسكرية نجمة الشاشة

أخذت محطات التلفزة على عاتقها، طيلة أيام الحرب في لبنان، تخصيص برامج حوارية تتعلّق بهذا الحدث. وكثّفت اللقاءات التلفزيونية مع محللين سياسيين وعسكريين. وبسبب طول مدة الحرب استعانت المحطات بوجوه جديدة لم يكن يعرفها اللبناني من قبل. نوع من الفوضى المنظمة ولّدتها تلك اللقاءات. فاحتار المشاهد اللبناني أي تحليل يتبناه أمام هذا الكم من الآراء. وتم إطلاق عناوين محددة على تلك الفقرات الحية. سمّتها محطة الجديد «عدوان أيلول». وتحت عنوان «تحليل مختلف»، قدّمت قناة «إل بي سي آي» فقرة خاصة بالميدان العسكري وتطوراته. في حين أطلقت «إم تي في» اسم «لبنان تحت العدوان» على الفقرات الخاصة بالحرب.

أفيخاي أدرعي نجماً فرضته الحرب

انتشرت خلال الحرب الأخبار الكاذبة، وخصّصت بعض المحطات مثل قناة «الجديد» فقرات خاصة للكشف عنها. وبين ليلة وضحاها برزت على الساحة الإعلامية مواقع إلكترونية جديدة، وكانت مُتابعة من قِبل وسائل الإعلام وكذلك من قِبل اللبنانيين. ومن بينها «ارتكاز نيوز» اللبناني. كما برز دور «وكالة الإعلام الوطنية»، لمرة جديدة، على الساحة الإعلامية؛ إذ حققت نجاحاً ملحوظاً في متابعة أخبار الحرب في لبنان. وشهدت محطات تلفزة فضائية، مثل: «العربية» و«الجزيرة» و«الحدث»، متابعة كثيفة لشاشاتها ومواقعها الإلكترونية.

أما الحدث الأبرز فكان متابعة اللبنانيين للمتحدث الإعلامي للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. فالحرب فرضته على اللبنانيين لتوليه مهمة الكشف عن أسماء قادة الحزب الذين يتمّ اغتيالهم. كما كان يطل في أوقات متكررة، عبر حسابه على «إكس»، يطالب سكان مناطق محددة بمغادرة منازلهم. فيحدد لهم الوقت والساعة والمساحة التي يجب أن يلتزموا بها، كي ينجوا من قصف يستهدف أماكن سكنهم.

عودة صحيفة إلى الصدور

في خضم مشهد الحرب الطاغي على الساحة اللبنانية، برز خبر إيجابي في الإعلام المقروء. فقد أعلنت صحيفة «نداء الوطن»، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، استئناف صدورها، ولكن بإدارة جديدة. فقد سبق أن أعلن القيمون عليها في فترة سابقة عن توقفها. وكان ذلك في شهر مايو (أيار) من العام نفسه.

توقيف حاكم مصرف لبنان يتصدّر نشرات الأخبار

سبق انشغال الإعلام اللبناني بمشهد الحرب خبر توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. كان الخبر الأبرز في نشرات الأخبار المتلفزة. لم يتوقع اللبنانيون في 3 سبتمبر من عام 2024 أن يستيقظوا على خبر شكّل مفاجأة لهم. ففي هذا اليوم تم توقيف رياض سلامة على ذمة التحقيق، وذلك بتهم تتعلّق بغسل أموال واحتيال واختلاس. جاءت هذه الخطوة في إطار تحقيق يتعلّق بشركة الوساطة المالية اللبنانية «أبتيموم إنفيست»، وقبل أسابيع قليلة من تصنيف لبنان ضمن «القائمة الرمادية» لمجموعة العمل المالي «فاتف» (FATF)؛ مما يهدّد النظام المالي اللبناني المتأزم.

اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله تصدّر مشهد الحرب

أخبار تصدّرت المشهد الإعلامي لعام 2024

تصدّرت المشهد الإعلامي لعام 2024 سلسلة من الأحداث. شملت أخبار اغتيالات قادة «حزب الله»، وفي مقدمهم أمينه العام حسن نصر الله في 27 سبتمبر. كما انشغلت نشرات الأخبار المتلفزة بالحديث عن وضع لبنان على «القائمة الرمادية»، وهو تصنيف من شأنه أن يفاقم معاناة البلاد اقتصادياً في ظل الأزمة المالية المستمرة منذ عام 2019. أما أحدث الأخبار التي تناقلتها محطات التلفزة فهو قرار الإفراج عن المعتقل السياسي جورج إبراهيم عبد الله بعد قضائه نحو 40 عاماً في السجون الفرنسية.

وقف إطلاق النار يبدّل المشهد المرئي

في 27 نوفمبر أُعلن وقف إطلاق النار، بعد توقيع اتفاق مع إسرائيل. فتنفّست محطات التلفزة الصعداء. وانطلقت في استعادة مشهديتها الإعلامية المعتادة استعداداً لاستقبال الأعياد وبرمجة موسم الشتاء.