الأردن: عودة الجدل حول ضحايا إطلاق النار في الأعراس

إطلاق النار في الأعراس
إطلاق النار في الأعراس
TT

الأردن: عودة الجدل حول ضحايا إطلاق النار في الأعراس

إطلاق النار في الأعراس
إطلاق النار في الأعراس

ما زال خبر «إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس يخلف قتلى وإصابات»، يتصدر قائمة الأخبار الأكثر قراءة في الأردن، في حوادث متعددة من الأعراس، خروج الضيوف فيها سالمين لا يعني اختفاء ظاهرة إطلاق الرصاص فرحا. وفي عامي 2017 و2018 سجّل إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات، 3 وفيات و48 مصابا، ما زالت إصابات بعض الجرحى قائمة بفعل عاهات جسدية تركتها أو ندبات لا يمكن تجاوزها، فيما يبقى العام الحالي مزدحما بالحوادث الشبيهة وفي انتظار أن تصدر إحصائيات إجمالية في 2019. وفي قراءة إحصائية للأرقام التي تتحدث عنها السلطات المحلية سنويا، لا يخفي المقدم عامر السرطاوي المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تسجيل تراجع ملموس في ضحايا الأعيرة النارية، في أعقاب حملات متتالية تبنتها الجهات الرسمية للحد من الظاهرة، عبر تغليظ العقوبات المترتبة على استخدام الأعيرة النارية.
لكن على مستوى إطلاق الأعيرة النارية بالمجمل في المملكة، سجل عام 2018 ارتفاعا في عددها بواقع 1845 مقابل 1786 قضية في عام 2017. وفقا لإحصائيات رسمية منشورة. وتتسع العقوبات التي ينفذها الحاكم الإداري في أي من مناطق المملكة، منذ لحظة الإبلاغ عن حالات إطلاق النار، حيث سمحت السلطات بضبط السلاح الناري ومستخدمه معا، أو سجن صاحب الدعوة وفي أحيان كثيرة «العريس ذاته» فيما إذا تعذر تحديد هوية الفاعل، ليقضي العقوبة بديلا عنه. وساهمت ظاهرة انتشار الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد كبير في ضبط حالات جرم إطلاق النار في المناسبات، غير آبهة بالأضرار التي قد تخلفها في محيط ارتداد الطلقات المتناثرة، كما أسهمت تحركات وجهاء عشائر بالتخفيف من الظاهرة حيث وقع كثير من العشائر الأردنية في مناطق مختلفة من المملكة وثائق شرف لعدم إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح.
ويتفاعل الأردنيون مع الحادثة كلما تعلق الأمر بإزهاق أرواح الأبرياء، والأطفال الذين ينشطون في ساحات الأفراح، غير أن بعض ضحايا مثل تلك المسلكيات، كانوا عرضة للوفاة أو الإصابة بفعل ارتداد الرصاص في ساحات البيوت البعيدة عن محيط الفرح، وبذلك تنتهي القضية عند خبر: «وفاة طفلة برصاصة مجهولة المصدر».
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد أطلق تصريحات شديدة اللهجة في 2015 حول مطلقي الأعيرة النارية، داعيا قبل سنوات، إلى تطبيق القانون على مطلق النار في الأعراس حتى لو كان «ابنه». وتعتبر الشابة الأردنية نسرين العبابنة التي تخرجت حديثا من الجامعة، من أبرز القصص التي تم تداولها محليا، إذ أصيبت بعيار طائش في سن مبكّرة، خلفت لديها إعاقة دائمة، وروت قصتها قبل أعوام عبر تسجيل نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتوصل رسالتها إلى «المستهترين» في مجتمعها. وتروي العبابنة لـ«الشرق الأوسط» قصتها مجددا مع رصاص الأفراح الذي اغتال طفولتها في عمر الرابعة على حد قولها، عندما كانت تلعب أمام منزلها، في لحظة عجت فيها منطقة سكنها في محافظة إربد (80 كلم) شمال البلاد، بأربعة أعراس كان صوت الرصاص المنبعث منها يُنذر بوقوع الكارثة.
تقول نسرين بعد 17 عاما من الحادثة إن ساعة فرح صادرت منها أحلى سنوات طفولتها وشبابها بعد أن خلفت إصابتها برصاصة فرح طائشة إعاقة حركية في يدها وقدمها، رغم إجرائها سلسلة عمليات في رأسها المصاب بعيار ناري، إذ خلفت الحادثة لها تلفا في الأعصاب المسؤولة عن حركة يدها وقدمها. القضية بالنسبة لنسرين لا يمكن تجاوزها، فيما قيدت السلطات الأمنية قضيتها ضد مجهول، في وقت تشهد إصابتها على سلوك يستند إلى موروث خاطئ في التعبير عن الفرح بإطلاق النار، وسط حالة لامبالاة في التفكير عما تخلفه مثل هذه الأفعال التي ترقى إلى جريمة القتل العمد. اليوم تنطلق نسرين بعد تخرجها في الجامعة حاملة الشهادة الجامعية الأولى في تخصص التربية الخاصة، واختارت أن تعمل في مديرية الأمن العام، في حقل إنساني في صلب تخصصها ضمن مجال مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في إنجاز معاملاتهم، حاملة رسالة للمجتمع تنذرهم من مغبة الفرح على حساب سلامة الآخرين.وفي محاولة للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات، يقاطع وجهاء وشيوخ عشائر ومسؤولون أيا من تلك المناسبات، وشاهدت «الشرق الأوسط» بواحدة من هذه الأعراس، خروج نواب ووزراء عندما سمعوا إطلاق النار، ولم تثنهم رجاءات أهل المناسبة ووعدهم بالتوقف عن مثل تلك المسلكيات، بعد تسجيل انتهاكات لمواثيق شكلت إجماعا لشيوخ ووجهاء العشائر في محافظات الأطراف ومناطق البادية الأردنية. وفي حادثة قريبة، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الشباب يقومون بإفراغ مخازن أسلحتهم في الهواء فرحا بخطبة صديق لهم، وعُرف منهم واحد من أبناء النائب في البرلمان الأردني الحالي، محمود العدوان.
وفور انتشار الفيديو قام النائب بتسليم ولده للأمن العام، في رسالة أراد منها إلزام الجميع بالقانون، والتأكيد لأقربائه بعدم قبوله الواسطة لمن يقدم على هذا الفعل. ويعول مراقبون القضاء على ظاهرة إطلاق الرصاص بالمناسبات في حال تعديل قانون الأسلحة والذخائر المعروض على جدول أعمال الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب الأردني التي تبدأ مع الثلث الأخير من الشهر الحالي.
وكان رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، كشف في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» عن غايات القانون الجديد في ترشيد مفهوم اقتناء السلاح في البلاد، وتنظيم حيازته.
وأضاف العودات أن القانون يريد تنظيم التعامل مع الأسلحة، مع الإبقاء على حق الجميع بالاقتناء والحيازة، مع التمييز في حق امتلاك نوع السلاح بين الخفيفة منه والأوتوماتيكية، وتحديد مواقع انتشار السلاح المرخص، وتشديد العقوبات على ظاهرة انتشار السلاح غير المرخص.
ويقول العميد الركن المتقاعد جمال السواعير لـ«الشرق الأوسط» إن عادة إطلاق الرصاص بالأفراح عادة متوارثة، إذ كانت الناس في التجمعات البعيدة ونظرا لعدم توفر وسائل الاتصال، يلجأون إلى إطلاق الرصاص بالهواء نوعا من الدعوة للمشاركة في الفرح.
ويضيف السواعير وهو خبير عسكري، أن هذا الموروث له اتصال أيضا بالتفاخر بعرض السلاح ونوعه، ومهارة مطلقه، غير أنه في السابق لم تكن التجمعات الإنسانية في مناطق الأطراف والبادية مزدحمة بالسكان وبالمباني، التي من الممكن أن يرتد إليها الرصاص مخلفا ضحايا أو إصابات.
ويشرح السواعير بأن ارتداد الرصاص ومدى خطورته يعتمد على نوع السلاح، مشيرا إلى أن بعض أنواع السلاح يكون ارتدادها قاتلا ضمن مساحة 500 متر مربع، ومؤثرا ضمن مساحة ألف متر مربع، وتتوسع المساحات القاتلة والمؤثرة ضمن تطور نوع السلاح المستخدم.
ويؤكد السواعير أن إطلاق الرصاص بالأفراح والمناسبات يشكل خطرا كبيرا بفعل ارتداد الطلقة التي تهبط على الأرض بسرعة إطلاقها نفسها من بيت النار، وذلك بعد أن تبلغ مداها بالسماء، الأمر الذي يخلف ضحايا وإصابات إذا وقعت ضمن محيط سكني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.