نواب ليبيون يحذّرون من تسليح تركيا لميليشيات طرابلس

شددوا خلال لقائهم في القاهرة على ضرورة وقف تمويل الجماعات المسلحة

صورة جماعية لوفد البرلمان الليبي في مجلس النواب المصري أمس (الشرق الأوسط)
صورة جماعية لوفد البرلمان الليبي في مجلس النواب المصري أمس (الشرق الأوسط)
TT

نواب ليبيون يحذّرون من تسليح تركيا لميليشيات طرابلس

صورة جماعية لوفد البرلمان الليبي في مجلس النواب المصري أمس (الشرق الأوسط)
صورة جماعية لوفد البرلمان الليبي في مجلس النواب المصري أمس (الشرق الأوسط)

حذّر نواب ليبيون خلال زيارتهم للقاهرة، أمس، من «خطورة الدور التركي على استقرار بلادهم»، بسبب ما وصفوه بـ«مدّ الميليشيات الإرهابية بالسلاح»، مؤكدين «حرصهم على مد جسور التعاون مع مصر، وتعزيز سبل التواصل معها للقضاء على الإرهاب في بلادهم».
والتقى أمس 75 نائباً ليبياً، يمثلون التيارات السياسية كافة داخل البلاد، في القاهرة، للتباحث حول عدة قضايا تهمّ الشأن الليبي، يتقدمها الانقسام الحاد بين أعضاء البرلمان، ووقف تمويل الميليشيات المسلحة، ومحاربة الإرهاب.
ومنذ مطلع مايو (أيار) الماضي، قاطع نحو 60 نائباً جلسات البرلمان المنعقد في طبرق، برئاسة عقيلة صالح، وبدأوا في عقد جلسات موازية في فندق «ريكسوس» الشهير بالعاصمة، حيث انتخب 49 منهم الصادق الكحيلي رئيساً للبرلمان.
ويضم مجلس النواب الليبي المنتخب عام 2014 والذي يحظى باعتراف دولي، 188 نائباً، وهو يمارس مهامه إلى جانب الحكومة المؤقتة في الشرق برئاسة عبد الله الثني، في موازاة حكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً، والتي يرأسها فائز السراج.
وقال النائب الصالحين عبد النبي لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد الليبي زار مجلس النواب المصري، أمس، وأطلع قيادته على المتغيرات السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن الوفد المكون من 75 نائباً سيتوجه، اليوم (الأحد)، إلى جامعة الدول العربية للقاء المسؤولين هناك، والتباحث معهم حول عدة شواغل تخص البلاد.
ولفت عبد النبي إلى أن الاجتماعات المرتقبة للوفد من المسؤولين المصريين «ستتمحور حول كيفية نزع الخلافات البينية، وإعادة اللُّحمة بين الليبيين، في إطار التفاهمات المشتركة حول مصالح الوطن».
في السياق ذاته، أكدت ابتسام الربيعي، عضو مجلس النواب الليبي، أهمية الدور المصري في دعم أمن واستقرار ليبيا، ووقف التدخلات الخارجية التي تؤثر سلباً على استقرار الشعب الليبي، لافتة إلى خطورة الدور التركي، ووقوفه إلى جانب الميليشيات المسلحة.
بدوره، قال النائب الليبي عبد المطلب ثابت، على هامش الزيارة، أمس: «إننا نسعى من خلال لقاءاتنا أمس في مجلس النواب، والجامعة العربية اليوم، للعمل على توحيد الجهود العربية لمواجهة التدخل التركي في ليبيا»، مبرزاً أن «الدول العربية قادرة على إيقاف مشروع إردوغان في المنطقة، مثلما فعل الشعب المصري في ثورة 30 يونيو (حزيران)». كما أكد «حرص البرلمان الليبي على وحدة بلاده وسعي القوى السياسية للوصول إلى صياغة حل توافقي يُرضي جميع الأطراف، ويدعم مدنية الدولة»، قبل أن يضيف: «ستتم مخاطبة البرلمانات الدولية، بالإضافة إلى زيارة الاتحاد الأوروبي من أجل شرح الأوضاع في ليبيا، والجهود المبذولة من القوات المسلحة، جنباً إلى جانب القوى السياسية من أجل مواجهة الإرهاب».
في السياق ذاته، قال نائب رئيس البرلمان العربي سعد الجمال: «لن نسمح أبداً بتقسيم ليبيا شعباً وأرضاً، ونثق بحرص الشعب الليبي على وحدة بلاده، وسيقف الليبيون خلف وطنهم، وسيوحّدهم الهتاف (نموت ويحيا الوطن)».
وتمنى الجمال أن تكون زيارة الوفد الليبي «مدخلاً من أجل لمّ الشمل، وإعلاء المصلحة العليا لليبيا، وجعلها فوق كل الاعتبارات، سواء كانت سياسية أو طائفية أو جغرافية»، آملاً أن يعودوا من هذه الزيارة بحوار هادف «يصل إلى الوفاق الوطني وإعلاء المصلحة العامة».
من جانبه، قال النائب علي السعيدي، عضو مجلس النواب الليبي، إن «الجيش الوطني يدرك تماماً أنه لا بد من تطهير طرابلس من الجماعات المتطرفة، ولذلك قام بشن عملية ثانية في العاصمة للسيطرة عليها، واستعادتها من قبضة الميليشيات».
وأضاف السعيدي، على هامش زيارته للقاهرة، أن مجلس النواب الليبي «ستكون له اليد العليا بكل فاعلية في بناء الدولة الحديثة»، لافتاً إلى أن «أمن ليبيا من أمن مصر، والعكس بالعكس، ومصر تبحث دائماً عن استقرار ليبيا».
أما محمد الرعيض، عضو مجلس النواب المقاطع عن مدينة مصراتة، فقال إن خمسة أعضاء فقط من المجتمعين في طرابلس شاركوا في الاجتماع المنعقد في القاهرة. وأضاف الرعيض، في تصريح لقناة «ليبيا بانوراما»، التابعة لجماعة الإخوان، أن المجتمعين في «ريكسوس» أبلغوا كل من يريد حضور اجتماع القاهرة أنه لا يمثل إلا نفسه فقط.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.