قيادي حوثي ينهب الباعة في صنعاء ويحول موارد المدينة لأقاربه

TT

قيادي حوثي ينهب الباعة في صنعاء ويحول موارد المدينة لأقاربه

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن القيادي البارز في الجماعة الحوثية حمود عباد والمعين من قبلها أمينا للعاصمة كثف من أنشطته القمعية بحق التجار والباعة وقرر فرض مبالغ مالية كبيرة من أجل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم في أسواق صنعاء.
وذكرت المصادر المطلعة على ما يدور في أروقة الجماعة الحوثية أن القيادي خمود عباد لم يعد له هم سوى السيطرة على أسواق صنعاء وجمع الإتاوات من ملاك المحلات وبائعي الأرصفة في سياق سعيه للإثراء وتوزيع الأموال على أقاربه الذين عينهم في كل مفاصل العمل المالي في مديريات العاصمة المختطفة. وأكدت المصادر أن عباد قام مؤخرا بتكليف أشخاص من أقاربه القيام بأعمال البطش والقمع ضد أصحاب المحلات وبائعي الأرصفة واستغلالهم حيث يتم إلزامهم بدفع ما يقارب 150 ألف ريال (الدولار نحو 550 ريالا) إضافة إلى الرسوم الأخرى التي يتم دفعها للمجهود الحربي أو النظافة أو التحسين أو الضرائب أو الزكاة.
وفي حين ضاعفت هذه الأعمال القمعية من معاناة آلاف الأسر التي يعتمد عائلوها على عمليات التجارة البسيطة والبيع على الأرصفة داخل الأسواق، ذكرت المصادر أن القيادي عباد قام بزج العشرات منهم داخل السجون في صنعاء وأن عملية الإفراج عنهم لا تتم إلا بعد دفع المبالغ المفروضة عليهم.
ويعد القيادي عباد واحدا من أذرع الميليشيات الحوثية وكان محافظا للجماعة في محافظة ذمار قبل أن تقوم الميليشيات بنقله إلى صنعاء بعد أن أثبت ولاءه لها وقدم أحد أبنائه ليقتل في صفوفها في جبهة البيضاء العام الماضي، في الوقت الذي تسعى لفرضه ليصبح أمينا عاما لحزب «المؤتمر الشعبي» الذي كان منتميا له قبل مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وكشفت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن القيادي حمود عباد أنه أصبح صاحب الكلمة الأولى في أقسام شرطة صنعاء ومديري المديريات المعينين من قبل الجماعة الحوثية من خلال فرض أقاربه في جميع المديريات والأقسام وتسخيرهم لجبابة الأموال والتسلط على التجار والباعة في مختلف مناطق العاصمة.
وقالت المصادر إن القيادي الحوثي حمود عباد اجتمع في وقت سابق مع التجار وأصحاب البسطات التجارية على الأرصفة في محاولة منهم لثنيه عن ظلمهم غير أن الأخير صرخ في وجههم في نهاية الاجتماع، مشددا على دفع الأموال مقابل السماح لهم بالعمل أو الذهاب إلى جبهات القتال. وبحسب ما أوردته المصادر، فإن القيادي عباد يقول للموظفين الذين يعملون تحت إمرته إنه لا يخشى أحدا وإن رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط أطلق يده في العاصمة صنعاء ليفعل ما يحلو له، وإنه يحظى بثقة مطلقة من قبل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وأشارت المصادر إلى وجود نوع من التناغم بين القيادي حمود عباد والقيادي الحوثي خالد المداني المعين مشرفا على العاصمة من قبل الجماعة الحوثية، بسبب اتفاق الشخصين على تقاسم الأموال المنهوبة من جيوب التجار وصغار الباعة المنتشرين في شوارع صنعاء.
وشكا العشرات من التجار الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من حملات القمع الحوثية المتكررة التي يقودها عباد وأقرباؤه، مشيرين إلى أنهم يجبرون على دفع الإتاوات بشكل شهري وموسمي، وأحيانا بشكل أسبوعي مقابل السماح لهم بمزاولة العمل.
وقال أحد الباعة لـ«الشرق الأوسط»: «يقومون بإذلالنا كل مرة حيث يتم الاعتداء علينا بالهراوات وأعقاب البنادق ويودع البعض السجون، حيث ندفع الأموال مقابل السماح بالعمل، فضلا عن نظرة الاستعلاء التي تمارس بحق الباعة المحسوبين في أغلبهم على مناطق إب وتعز ووصاب وريمة».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.