مسؤول في «حماس» يدعو لـ «ذبح اليهود» ويهدد بمصنع أحزمة ناسفة ومفجّرين

نتنياهو يقول إن أي تصعيد سيقابل بعملية مؤلمة في القطاع... ويرفض إرسال أموال جديدة

TT

مسؤول في «حماس» يدعو لـ «ذبح اليهود» ويهدد بمصنع أحزمة ناسفة ومفجّرين

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ عملية «مؤلمة» في قطاع غزة، مؤكدا للوفد الأمني المصري، التزام حكومته بحالة الهدوء ما التزمت بها «حماس» والفصائل في قطاع غزة.
ونقل تلفزيون «آي نيوز 24» الإسرائيلي عن نتنياهو قوله بأن «الجيش ينتظر مني ضوءاً أخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة ستؤلم حماس إذا لم تلتزم بالتهدئة». وأضاف «أن عمليات التصفية لرموز الإرهاب في غزة لم ولن تتوقف وستكون جزءاً من أي عملية عسكرية لنا في غزة».
لكنه شدد على أن عملية قتل المسؤول الميداني في «حماس» محمود الأدهم لم تكن مقصودة. وكان الجيش الإسرائيلي، قتل محمود الأدهم (28 عاما)، أحد عناصر «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بالرصاص قرب الحدود يوم الخميس.
وبشكل نادر، أصدر الناطق باسم الجيش تصريحا قال فيه بأن الأدهم لم يكن «إرهابيا» وأنه «سيتم التحقيق في الحادث». وردت «كتائب القسام» بتهديد إسرائيل بأن العملية لن تمر مرور الكرام. وجاء قتل الأدهم في خضم توترات كبيرة واتهامات متبادلة حول التصعيد في ظل تباطؤ تنفيذ اتفاق التهدئة.
وذهب قيادي في حركة «حماس» بعيداً بتهديد إسرائيل بمصنع أحزمة ناسفة وصواريخ متطورة، وبدعوته الفلسطينيين في كل مكان إلى ذبح اليهود أينما وجدوا في العالم. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة فتحي حماد، في كلمة وجهها لمتظاهرين في القطاع، إن الحركة تُمهل إسرائيل «أسبوعاً واحداً»، لتنفيذ تفاهمات التهدئة.
وأضاف: «نقول للوسطاء الموجودين في غزة، بأننا لن نسكت ولا نقبل باعتذار العدو بقتله وسنثأر له. لن نسكت لن نسكت أيها الوسطاء».
وهاجم حماد الوسطاء المصريين ضمناً، متهماً إياهم بأنهم يأتون لتهدئة الحركة فقط. وزاد: «هذه رسالة للوسطاء ولإسرائيل إذا لم يكسر الحصار فلن نسكت. لدينا الكثير ولسنا عاقلين». وهدد إسرائيل بأنها إذا لم ترفع الحصار «لن نموت واقفين سنموت ونحن نجز رؤوسكم».
ثم قال بأن حركته جهزت مصانع أحزمة ناسفة لإرسال الشبان والبنات إلى الحدود وأنها جاهزة لتفجير الإسرائيليين وقال: «ستقتلون بأحزمتنا شغلنا مصانع جديدة للأحزمة. فليسمع العدو سنموت ونحن نفجر ونقطع رقاب اليهود».
ودعا حماد أهل الضفة الغربية و7 ملايين فلسطيني في الخارج بقتل اليهود أينما وجدوا وزاد: «يجب أن نهجم على أي يهودي ذبحا وقتلا». وتحدث عن صواريخ مطورة ووحدات إضافية لاستهداف الإسرائيليين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها مسؤول في «حماس» بالتصعيد لكنها سابقة فيما يخص الدعوة لشن هجمات خارج فلسطين والمرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول رسمي عن استهداف اليهود وليس الإسرائيليين بعدما غيرت «حماس» ميثاقها وأسقطت منه العداء لليهود وركزت فقط على الاحتلال. ورفض مسؤولون في الفصائل وحتى في «حماس» هذه اللغة. وفي المقابل، هدد نتنياهو «حماس» في حال قيامها بأي تصعيد جديد. ونقل عنه التلفزيون الإسرائيلي قوله للوفد المصري: «حماس في التصعيد الأخير طالبتكم بالتدخل لاحتواء الموقف، واستمرارها بالتصعيد في الجنوب، سيدفعني لاتخاذ قرار جريء، وفي حينه لن أقبل وساطتكم، ووساطة الأمم المتحدة، وحتى وساطة قطر، إلا بتحقيق الأهداف كاملة من عمليتي».
وأبلغ نتنياهو المصريين «صعوبة نقل أي دولارات لكتائب القسام وحركة حماس في غزة»، وقال لهم بأن هذا «القرار نهائي ولا رجعة عنه». ورغم تهديدات نتنياهو، اتهم عمير بيرتس زعيم حزب العمل الإسرائيلي، رئيس الوزراء بتجنب مواجهة «حماس».
وقال بيرتس أثناء جولة قام بها أمس في تجمعات سكنية بدوية في الجنوب: «إن المعادلة التي يطرحها نتانياهو توضح أنه يخشى إخضاع حماس وقهرها عسكريا من جهة، ويتحسب من العملية السياسية مع السلطة من جهة أخرى. هذه معادلة غير مقبولة».
وأضاف: «يبدو أن رئيس الوزراء يتعامل مع سكان المناطق المحيطة بقطاع غزة والنقب، على أنهم مواطنون أقل أهمية عن سائر مواطني الدولة». وأوضح «لو أن حقول المستوطنات احترقت مثل حقول المناطق اليهودية المحيطة بالقطاع، لكان رد فعل رئيس الوزراء مغايرا». وأردف أن «هذه السياسة لم تعد تطاق، وحزبنا سيسعى لتغييرها خلال الانتخابات المقبلة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».