حركة الشباب تعلن مسؤوليتها عن قتل ضابط كبير بالأمن الوطني في الصومال

الضحية كان يشغل منصبا حساسا في إدارة مكافحة الإرهاب

أرشيفية لجندي صومالي يمشي بجانب سيارة تضررت من الانفجار في مقديشو أمس (رويترز).
أرشيفية لجندي صومالي يمشي بجانب سيارة تضررت من الانفجار في مقديشو أمس (رويترز).
TT

حركة الشباب تعلن مسؤوليتها عن قتل ضابط كبير بالأمن الوطني في الصومال

أرشيفية لجندي صومالي يمشي بجانب سيارة تضررت من الانفجار في مقديشو أمس (رويترز).
أرشيفية لجندي صومالي يمشي بجانب سيارة تضررت من الانفجار في مقديشو أمس (رويترز).

في أحدث اندلاع لأعمال العنف، قتل مسؤول أمني صومالي كبير أثناء مروره بسيارته في أحد أحياء مقديشو، أمس، وذلك بعد اختيار حركة الشباب زعيما جديدا لها قبل أسبوع.
وقال ضابط مخابرات، طلب عدم نشر اسمه، إن الضحية هو محمد قانوني، الذي تولى أخيرا منصب نائب مدير الأمن الوطني المسؤول عن أنشطة مكافحة الإرهاب، فيما قالت الشرطة إنه شغل المنصب بعد مقتل سلفه بالأسلوب نفسه قبل شهرين. ومباشرة بعد الهجوم أعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن اغتيال قانوني وشخص آخر في الهجوم، حيث قال شيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية للشباب لوكالة «رويترز»: «قتلنا نائب قائد قوة مكافحة الإرهاب وزميلا له في مقديشو اليوم.. وهو أحد الذين يتنصتون على الهواتف».
من جهته، قال ضابط الشرطة الميجور بيلي حسين: «لقد أغلق المسلحون الطريق أمام سيارته بسيارة أخرى، ثم فتحوا النار عليه، والرجل الذي قتل اليوم خلف ضابطا كبيرا آخر قتل قبل شهرين».
وكان المسؤولون الصوماليون قد أعلنوا حالة التأهب منذ مقتل زعيم الشباب أحمد غودان في غارة جوية أميركية الشهر الجاري.
من جهة ثانية، أفاد مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن الاستخبارات الفرنسية تعاونت مع واشنطن في تنفيذ الضربة الجوية الأميركية التي أدت إلى قتل قائد الشباب الإسلاميين في الصومال أحمد عبدي غودان في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، وقال المصدر ذاته إن «فرنسا ورئيس الجمهورية ساندا العملية من خلال المعلومات الاستخباراتية والتنسيق»، مؤكدا بذلك جزئيا معلومات نشرتها أسبوعية «لو بوان» الفرنسية، لكنه أضاف موضحا أن «العملية على الأرض لم تكن فرنسية، لأن فرنسا لم تشارك في التدخل».
وكان غودان، البالغ من العمر 37 سنة والمعروف بلقب أبو زبير، من العشرة الأوائل المطلوبين لدى الولايات المتحدة في قضايا الإرهاب. ومباشرة بعد مقتله أكدت حركة الشباب أنها ستنتقم لمقتل غودان، وعينت خلفا له يدعى أحمد عمر أبو عبيدة.
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت مقتل غودان في غارة جوية بصواريخ «هلفاير»، وأسلحة توجيه بالليزر استهدفت اجتماعا لمسؤولين كبار في حركة الشباب في جنوب مقديشو. وأفادت الأسبوعية الفرنسية بأن «العناصر التي أتاحت العملية، أي تحديد شاحنته بدقة والطريق الذي سيسلكه، أبلغها جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية إلى البنتاغون بأمر صريح من رئيس الجمهورية».
ويعد غودان مسؤولا عن اختطاف عنصرين من الجهاز الفرنسي في 14 يوليو (تموز) 2009 بحسب أسبوعية «لو بوان»، وأضافت أن «الشخص الأول معروف باسم مستعار هو مارك أوبريار وقد تمكن من الفرار، لكن الثاني المدعو دوني أليكس بقي رهينة لدى غودان في ظروف شديدة الهمجية».
وقد فشلت عملية عسكرية فرنسية في 11 يناير (كانون الثاني) 2013 في تحرير الرهينة الذي قتل إلى جانب عنصرين من فرقة الكوماندوز الفرنسية، و17 عنصرا على الأقل من الشباب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.