حملات ابتزاز حوثية وفرض إتاوات جديدة على تجار صنعاء

TT

حملات ابتزاز حوثية وفرض إتاوات جديدة على تجار صنعاء

جددت الميليشيات الحوثية في صنعاء فرض إتاوات على أصحاب المحلات التجارية والقطاع الخاص، استمراراً لحملاتها الممنهجة والواسعة لجباية الأموال وتدمير الاقتصاد اليمني، وتهجير رأس المال من مناطق سيطرتها، وإحلال تجار موالين لها.
وأكدت مصادر مطلعة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثي نفذت حملات واسعة، ولليوم الثالث على التوالي، أجبرت من خلالها عدداً من المحال التجارية والمنشآت الخاصة وشركات الصرافة والاتصالات والمدارس والجامعات الأهلية على دفع مبالغ مالية تحت ذريعة التأمين عليها.
ووفقاً للمصادر المطلعة، فقد فرضت الميليشيات الحوثية الانقلابية على أصحاب المحلات والمنشآت الخاصة دفع مبالغ مالية طائلة بحجة التأمين عليها، وأجبرتهم على توريد تلك المبالغ إلى فرع البنك المركزي التابع لها في صنعاء.
وشكا تجار ورجال أعمال تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من استمرار مضايقات الميليشيات الحوثية لهم، وأكدوا أن الميليشيات تشن حملات متواصلة لجمع إتاوات وجبايات نقدية بالقوة تحت تسميات عدة، أبرزها تمويل عملياتها المسلحة في جبهات القتال.
وتحدث أحد التجار في عن الإرهاب الذي لا يزال يُمارس في حقهم من قبل المشرفين الحوثيين، وقال إن أحد المشرفين الحوثيين أقدم، أمس (الخميس)، برفقة مسلحين على اقتحام أحد محلاته بصنعاء، وابتزاز عماله، وإثارة الخوف والرعب في أوساطهم، مطالباً بدفع مبلغ 300 ألف ريال كتأمين على محلين تجاريين. وأكد أن الميليشيات اقتحمت عدداً من المحال التجارية في الشارع نفسه، وأرغمت أصحابها على توريد المبالغ المالية غير القانونية التي فرضتها عليهم إلى فرع البنك المركزي التابع لها في غضون 24 ساعة.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الاقتحامات الحوثية للمحال، وما تبقى من الشركات والمؤسسات التجارية والاقتصادية في صنعاء ومناطق سيطرتها، شكا مدير شركة صرافة بصنعاء هو الآخر من استمرار عمليات البطش والنهب والابتزاز التي تمارسها الميليشيات الحوثية في حق القطاع المصرفي بصنعاء.
واتهم مدير شركة الصرافة الميليشيات الحوثية بمواصلة عمليات النهب والسطو على موارد اليمنيين ومدخراتهم. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تواصل حالياً استكمال برنامجها الممنهج في تهجير ما تبقى من القطاعات التجارية والاقتصادية في اليمن بهدف إحكام السيطرة عليها.
وصعَّدت الميليشيات الإرهابية في الآونة الأخيرة من حدة إجراءاتها التعسفية وتضييقها المستمرّ على أصحاب المحلات التجارية، والمنشآت الخاصة، من خلال فرض جبايات وإتاوات غير قانونية تحت تسميات كثيرة من بينها دعم ما يسمى بـ«المجهود الحربي»، و«تسيير قوافل غذائية لدعم الجبهات».
وفرضت منتصف الشهر الماضي إتاوات مالية على أصحاب المحلات التجارية بصنعاء تحت ذريعة تسيير قوافل مساعدات غذائية لدعم جبهات القتال التابعة لها.
وبحسب المصادر، فقد جابت الميليشيات حينها عدداً من شوارع العاصمة صنعاء بمكبرات الصوت ودعت التجار والمواطنين لتسيير قوافل غذائية متنوعة دعماً لجبهاتها القتالية. ومن وقت لآخر، تفرض الميليشيات جبايات وإتاوات مالية غير مبررة تطال معظمها أصحاب المحلات التجارية وشركات القطاع الخاص.
وعبّر مصدر في الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية عن استنكاره الشديد لتلك الممارسات التي وصفها بـ«غير القانونية»، والتي قال إنها تُمارَس بشكل متواصل في حق القطاع التجاري بالعاصمة صنعاء.
وكشف المصدر في حديثه مع «الشرق الأوسط» عن اجتماع مرتقب للغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة مع عدد من التجار، لمناقشة ما يتعرض له التجار من عمليات ابتزاز ونهب وتعسف.
وأكد رفض الاتحاد لكل أساليب الابتزاز والاقتحامات والتخويف والاحتجاز التي يتعرض لها في الوقت الحالي عدد من التجار في أمانة العاصمة، وقال إن «مثل تلك الحملات والممارسات كانت السبب الرئيسي وراء تهجير قطاع كبير من التجار والقطاع الخاص من العاصمة ومناطق يمنية أخرى».
ولفت إلى وجود سياسة تطفيش ممنهجة تسعى من خلالها الجماعة الحوثية للقضاء على القطاع الخاص اليمني برمته، وإحلال تجار جدد محسوبين على كبار قادة الجماعة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.