ثلاث عائلات على رأس السلطة في اليونان

كوستاس كارامنليس
كوستاس كارامنليس
TT

ثلاث عائلات على رأس السلطة في اليونان

كوستاس كارامنليس
كوستاس كارامنليس

هاتان عائلتان بعائلة واحدة، جمعهما الزواج والسياسة والمنطقة المحيطة بمدينة خانيا العاصمة السابقة لجزيرة كريت. وأول من لمع من هذه العائلة «مؤسس اليونان الحديثة» و«أبو استقلالها» إيليفثيريوس فينيزيلوس. ولقد حكم فينيزيلوس اليونان رئيساً للوزراء 8 مرات بين 1910 و1920، ثم 1928 و1933. وبعده تولى ابنه سوفوكليس فينيزيلوس رئاسة الحكومة 3 مرات عام 1944 و1950 و1951.
إيليفثيروس فينيزيلوس كان متزوجاً من شقيقة قسطنطين ميتسوتاكيس (الجد) وكان محامياً وصحافياً ونائباً برلمانياً عن كريت إبان الحكم العثماني كما أسس الحزب الليبرالي. وورث مكانته السياسية ابنه كيرياكوس ميتسوتاكيس (الجد) الذي سار على خطى أبيه فكان نائباً عن خانيا كما كان من الأبطال المتطوعين في حرب البلقان. ثم برز ابنه قسطنطين ميتسوتاكيس، الذي دخل البرلمان وظل فيه نحو 58 سنة، وتولى رئاسة الحكومة بين 1991 و1993، كما تولى حقائب وزارية أهمها الخارجية وتولى رئاسة حزب «الديمقراطية الجديدة» – الذي كان قد أدمج فيه حزبه «الحزب الليبرالي الجديد» عام 1985. وبعده لمع نجم ابنته الكبرى دورا باكوياني التي تولّت منصب عمدة أثينا (2003 – 2006) كما شغلت منصب وزيرة الخارجية (2006 – 2009) ووزيرة الثقافة (1992 – 1993)، وهي أرملة البرلماني الراحل بافلوس باكويانيس ووالدة كوستاس باكويانيس عمدة أثينا الحالي. وها هو، أخيراً، يطل على الساحة رئيس الحكومة الجديد كيرياكوس ميتسوتاكيس.

عائلة باباندريو
تعود أصول عائلة باباندريو إلى منطقة آخايا (عاصمتها مدينة باتراس، إلى الغرب من أثينا)، ولقد برزت على المسرح السياسي عام 1944، عندما رأس جورج (يورغوس) باباندريو (الجد) أول حكومة له وهو في المنفى، ثم ترأس أول حكومة يونانية بعد الحرب العالمية الثانية، ‏ وشكل عام ‏1961‏ حزب الاتحاد الليبرالي لمواجهه الحزب اليميني المناهض للشيوعية. وبعدها حقق باباندريو نجاحا لافتاً في انتخابات ‏1964‏ نال فيها ‏53 في المائة من الأصوات مقابل ‏35 في المائة ‏ لصالح حزب قسطنطين كارامنليس المحافظ، لكن حكومته لم تعش أكثر ‏16‏ شهراً إذ أقاله الملك قسطنطين بسبب خلافات حول السيطرة على وزاره الدفاع. وتوفي عام 1968 عن عمر يناهز الثمانين سنة بعد ‏3‏ سنوات من إقالته، وهو رهن الاعتقال المنزلي إبان الحكم العسكري.
في هذه الفترة بدأ يلمع نجم ابنه الأكثر يسارية، أندرياس باباندريو. ولقد أسس أندرياس – الذي يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد - حزب «باسوك» (الحزب الاشتراكي لعموم اليونان) الاشتراكي عام 1974، بعدما عانت البلاد 7 سنوات من الحكم العسكري الديكتاتوري بين 1967 إلى 1974. ونجح أندرياس باباندريو في الوصول للحكم لفترات بسيطة عام 1974 وعام 1977، ‏قبل أن يكتسح الساحة عام 1981. ولقد تولى رئاسة الحكومة بين 1981 و1989. ثم بين 1993 و1996 حتى وفاته. أما ثالث الزعماء من العائلة فهو جورج (الحفيد) ابن أندرياس، الذي تولى مناصب وزارية إبان عهد أبيه، وخلف أبيه كوستاس سيميتيس، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة بين 2009 و2011. كما أنه اختير رئيساً لـ«الدولية الاشتراكية» عام 2006 وحتى اليوم.

عائلة كارامنليس
عائلة كارامنليس (من شمال البلاد)، هي إحدى العائلات الثلاث التي تناوب أفراد منها حكم اليونان. وكانت قد ظهرت على المسرح السياسي في البلاد عام 1955. حين تولى المحامي السياسي المحافظ قسطنطين كارامنليس (48 سنة) رئاسة الحكومة، وكان في حينه رئيس الوزراء الأصغر سناً. وتولى رئاسة الوزراء بعد فوز «التجمع اليوناني» المحافظ الذي كان ينتمي إليه، ثم وفاة رئيس الحكومة في حينه، ألكسندروس باباغوس، فخلفه في المنصب. وشغل رئاسة الحكومة 3 مرات بين 1955 و1963. وبعد الديكتاتورية العسكرية، عاد من منفاه الفرنسي عام 1974 ليؤسس حزب «الديمقراطية الجديدة» ويقوده للفوز بالانتخابات أعوام 1974 و1975 و1977. ويشغل رئاسة الحكومة بين 1974 1980. ثم أصبح رئيساً للجمهورية عام 1980 وحتى 1985، ومرة أخرى بين 1991 و1995 وتوفي بعد تقاعده بشهور عن 91 سنة.
ثاني أفراد العائلة، كوستاس كارامنليس، الذي هو ابن شقيق الرئيس قسطنطين كارامنليس. كوستاس عضو البرلمان الحالي، كان زعيم حزب «الديمقراطية الجديدة» المحافظ وتولى رئاسة الحكومة من 2004 إلى 2009. وللعلم، تضم الحكومة اليونانية الجديدة كوستاس أشيلياس كارامنليس وزير البنية التحتية والنقل.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»