الحكومة المصرية تشرع في تطبيق قانون التصالح بمخالفات البناء

كلفت لجنة من «الإسكان» بتذليل أي عقبات إدارية

TT

الحكومة المصرية تشرع في تطبيق قانون التصالح بمخالفات البناء

شرعت الحكومة المصرية، أمس، في تطبيق قانون التصالح بمخالفات البناء. وكلفت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بتشكيل لجنة للرد على استفسارات الجهات الإدارية بشأن التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها. وقال مصدر مطلع، تحفظ عن ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تطبيق القانون سوف يراعي البعد الاجتماعي لإنهاء الإجراءات مع المواطنين لتقنين أوضاع البنايات الخاصة بهم بسهولة وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية، ولاستقرار أوضاع المصريين والحفاظ على الثروة العقارية».
ووافق رئيس مجلس الوزراء المصري، قبل أيام، على اللائحة التنفيذية لقانون التصالح في بعض مخالفات البناء، التي توضح آلية وإجراءات التنفيذ والحالات المخالفة التي سوف يتم التصالح معها، وكذلك الحالات التي يحظر فيها التصالح، والتي نص عليها مشروع القانون. وتسعى الحكومة المصرية لإنهاء أزمة مخالفات البناء، التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، من خلال بدء تطبيق القانون، الذي يعنى به آلاف المواطنين.
وأوضحت نفيسة محمود، رئيس قطاع الإسكان والمرافق بوزارة الإسكان، رئيس اللجنة، أنه «تم تشكيل هذه اللجنة تنفيذاً للائحة التنفيذية للقانون لتذليل أي عقبات أو إشكاليات قد تواجه الجهات خلال التطبيق».
وأكد النائب علاء والي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أن «قانون التصالح بدأ تنفيذه فعلياً أول من أمس، بإصدار اللائحة التنفيذية للقانون ونشرها في الجريدة الرسمية»، مشيراً إلى أن «اللائحة التنفيذية راعت ظروف المواطنين في القرى والمدن، وأتاحت في نصوصها سداد قيمة مقابل التصالح على أقساط ربع سنوية متساوية خلال 3 سنوات، بالإضافة إلى أنها تحمل إيجابيات كثيرة تصب في صالح ملايين المواطنين، لكي يتم تقنين أوضاعهم بكل سهولة ويسر».
في حين قال النائب عادل عامر، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن «بدء تنفيذ قانون التصالح في مخالفات البناء خطوة مهمة، وسيكون له دور في القضاء على المباني العشوائية».
في غضون ذلك، نفت الحكومة المصرية، أمس، ما تردد بشأن استحداث وزارة للسعادة، مؤكدة أن «هذا الكلام لا أساس له من الصحة».
كان مسؤول حكومي مصري قد كشف في أحد البرامج الحوارية، عن «توجه لدى الدولة لإنشاء وزارة للسعادة في القريب العاجل، بهدف تعزيز مستويات ثقة المواطن بأجهزة الدولة المختلفة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين». وأشار المسؤول المصري إلى أن «هناك تعاوناً مع دولة الإمارات لنقل تجربتها في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين لتطبيقها في مصر».
إلا أن الحكومة علقت، في بيان رسمي لها، أمس، أن «رد الدكتور طارق الرفاعي، مدير منظومة الشكاوى الحكومية بمصر، على السؤال الذي وجه له في أحد البرامج الحوارية كان حول جودة الخدمات، وتواصل الموظفين مع المواطنين، وجائزة التميز الحكومي في أداء الخدمات مثل الإمارات».
في سياق آخر، أطلقت وزارة الهجرة المصرية، أمس، المؤتمر الأول الخاص بالكيانات المصرية بالخارج، ويستمر لمدة يومين بالقاهرة، للاستماع إلى استفساراتهم ومقترحاتهم، وتعزيز التواصل المباشر بينهم وبين الجهات الحكومية المختلفة، بمشاركة 55 من الكيانات المصرية بالخارج.
وقال مراقبون إن «المؤتمر ينظر له باعتباره فرصة جيدة للتعاون بين الدولة والكيانات المصرية بالخارج لضمان آلية مؤسسية لتوحيد المفاهيم الوطنية، والاستفادة من أطروحات الكيانات ومقترحاتهم في الاستثمار بمصر وخدمة المشروعات القومية والسياحة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».