ودّعت مصر الناقد السينمائي وموسوعة السينما العالمية، يوسف شريف رزق الله، الذي توفي أمس، عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد صراع مع المرض. وشيعت الجنازة بعد صلاة الجمعة من مسجد السلطان حسين، وشارك فيها عدد من النقاد والفنانين.
ونعت وزارة الثقافة المصرية وجميع هيئاتها، الناقد الراحل، وقالت في بيان صحافي أمس، إن «الراحل كان أحد رموز النقد السينمائي، ومؤرخاً ومعلماً لأجيال كثيرة، وكان موسوعة السينما العالمية والأب الروحي لنادي السينما».
واعتبر رزق الله موسوعة السينما العالمية المتنقلة، وكان يوصف بأنه «يوتيوب جيله»؛ حيث أثرى الساحة السينمائية بتحليلات ومعلومات عن الحركة الفنية، وقدم كثيراً من البرامج التلفزيونية التي ساهمت في تعريف جيل كامل بحركة السينما العالمية ومدارسها ونجومها.
وواصل رزق الله شغفه وعشقه للسينما حتى الأيام الأخيرة من حياته؛ حيث كان آخر ظهور له قبل نحو 20 يوماً، في اجتماع اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي له؛ حيث عمل فيه منذ عام 1987 في منصب السكرتير الفني، ثم أصبح مديراً فنياً للمهرجان منذ عام 2000 وحتى الآن.
وتحدث الناقد الفني طارق الشناوي عن الناقد الراحل، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «آخر لقاء مع رزق الله كان قبل نحو 20 يوماً في اجتماع اللجنة العليا لمهرجان القاهرة السينمائي»، مشيراً إلى أن «الراحل حضر قبل موعد الاجتماع، وشارك برأيه في جميع التفاصيل المتعلقة بما في ذلك التكريمات، وحسم كثيراً من القرارات».
وتابع: «رزق الله رغم الضعف الذي بدا على جسده يوم الاجتماع، فإن ذاكرته كانت حديدية، وآراؤه كانت حاسمة». وهو ما أكده المخرج شريف البنداري في تغريدة له على «تويتر»؛ لكنه قال: «حضر رزق الله بجرح في رقبته، ورغم التعب الذي كان بادياً عليه، فإنه كان شديد التركيز في اجتماع اللجنة العليا لمهرجان القاهرة السينمائي، ويعمل بشغف كالعادة وبمنتهى الهدوء، كأحد فرسان الظل».
ونعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الناقد الراحل، الذي اعتبره «الأب الروحي والأستاذ والمعلم والقامة السينمائية والإعلامية الكبرى، التي ساهمت في قيادة دفة المهرجان على مدار أربعين عاماً، ليساهم بكل جهده في دفع المهرجان للأمام، بعد أن منح الحياة السينمائية عمره، وتتلمذت على يديه أجيال متعاقبة من النقاد والسينمائيين».
وقال المهرجان، في بيان صحافي، أمس: «نودع اليوم الأب الروحي ورمز المهرجان التاريخي، عاشق السينما، والعلامة الفريدة في عالم السينما، ليس في مصر فقط؛ بل والعالم العربي أجمع، الرجل الذي ساهم في زرع حب السينما في آلاف القلوب، والذي يدين له المهرجان بالكثير. نودع يوسف شريف رزق الله، الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني النبل والشرف»، مضيفاً: «آن الأوان لفارس السينما أن يترجل».
كما نعاه الكاتب والسيناريست مدحت العدل، والمخرج عمرو سلامة، والناقد الفني مجدي الطيب، بالإضافة إلى جمعية نقاد السينما المصريين.
ولد رزق الله في 5 سبتمبر (أيلول) عام 1942، وحصل على تعليمه الأساسي في مدرسة «الجزويت» التي تخرج فيها عام 1961. واعتاد التردد على دور السينما، وفي سن الخامسة عشرة حصل على جائزة من مجلة «راديو موند» الصادرة بالفرنسية، لزيارة موقع تصوير فيلم «أنا حرة» للكاتب إحسان عبد القدوس، وإخراج صلاح أبو سيف. ورغم عشقه للسينما الذي ظهر منذ الطفولة، فإنه استجاب لرغبة والديه والتحق بإحدى كليات القمة، بعد حصوله على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في شهادة الثانوية العامة، ليتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عام 1966.
وبدأ رزق الله حياته المهنية محرراً بهيئة الاستعلامات، ثم انتقل للتلفزيون ليعمل محرراً للنشرات الإخبارية، وفي مراقبة الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأصبح رئيساً لتحرير النشرات الإخبارية، ثم رئيساً لقناة «النيل» الدولية في الفترة من 1997 وحتى عام 2000، وتولى رئاسة قطاع التعاون الدولي بمدينة الإنتاج الإعلامي في الفترة من 2007 وحتى 2011، ورئاسة جهاز السينما بالمدينة في الفترة من 2011 وحتى 2012.
وعمل رزق الله معداً لبرنامج «نادي السينما» في التلفزيون المصري من عام 1975، ثم برنامج «أوسكار» عام 1980، وغيرها من البرامج السينمائية الجماهيرية على شاشة القناة الثانية في التلفزيون المصري، وشارك في لجان تحكيم عدد من مهرجانات سينمائية مثل ستراسبورغ، وميلانو، وروتردام، ومونبيلييه، وتولى رئاسة جمعية الفيلم بالقاهرة، في الفترة من 1978 إلى 1994.
الموت يغيب «عرّاب» السينما الأجنبية يوسف شريف رزق الله
أصدقاؤه وصفوه بأنه «يوتيوب جيله»
الموت يغيب «عرّاب» السينما الأجنبية يوسف شريف رزق الله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة