توقعت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن تبصر الحكومة اللبنانية النور «نهاية الأسبوع الحالي»، إذا لم يطرأ ما لم يكن في الحسبان. وأشارت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إلى أن «البحث بدأ بشكل جدي في توزيع الحقائب، وقد تولى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مهمة «تذليل العقبات» حيال البيان الوزاري الذي كان يصر بعض أفرقاء «14 آذار»، ولا سيما المسيحيين منهم، أي حزبي الكتائب والقوات، أن يتفق عليه أولا أو على الأقل الحصول على ضمانات تنفيذه قبل تشكيل الحكومة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن اقتراح بري هو أن «تتولى اللجنة الوزارية التي ستشكل بعد تأليف الحكومة، البحث في البيان الوزاري على مدى 30 يوما وفق الدستور، وتحديدا النقطة المتعلقة بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» (أي ما يتعلق بسلاح حزب الله) و«إعلان بعبدا» القاضي بتحييد لبنان عن أزمة سوريا.
وفي حين كانت لافتة أمس حركة اللقاءات المكثفة بين المسؤولين اللبنانيين والتصريحات الإيجابية التي رافقتها، وهو الأمر الذي رأى المتابعون أنه دليل على تقدم ملحوظ على خط المباحثات والكلام حول الجهود التي تبذل لتأليف الحكومة قبل مؤتمر «جنيف 2»، قال النائب في كتلة القوات اللبنانية أنطوان زهرا لـ«الشرق الأوسط» إن «المعطيات التي يملكها حزبه وما تداول به فريق 14 آذار، والمعلومات التي نقلها «تيار المستقبل»، في اللقاء الذي جمعهم، مساء أول من أمس، أكدت أن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي يتولى مهمة التفاوض مع الرئيس بري، لم يحصل على إجابات عن الأسئلة السياسية الأهم التي يتوقف عليها قرار مشاركتنا في الحكومة أو عدمها، أي التخلي عن «ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة» في البيان والالتزام بـ«إعلان بعبدا».
وحول المعلومات التي أشارت إلى تأجيل البحث بالبيان الوزاري إلى ما بعد التأليف، قال زهرا: «نتعامل مع فريق سبق له أن تراجع عن ما سبق أن وقع عليه، قاصدا بذلك إعلان بعبدا ودخول حزب الله في القتال في سوريا، متسائلا: «فكيف لنا أن نثق به؟، وأضاف: «نطالب بالتزامات وضمانات لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه في البيان الوزاري».
وفي ظل معلومات أفادت بإمكانية تفرد «تيار المستقبل» بقرار المشاركة في الحكومة بمعزل عن حلفائه، كرر زهرا ما سبق للحريري أن أعلنه، لجهة «التأكيد على وحدة موقف فريق (14 آذار)، والتمسك بالتحالف القائم بين هذه القوى ضمن الثوابت والمبادئ التي وضعتها». وقال: «حزب القوات لم يطلب من (تيار المستقبل) أن لا يدخل في الحكومة من دون حلفائه، لكن الأخير يبدي حرصه على عدم المشاركة بمعزل عن حلفائه».
وكانت لقاءات أمس جمعت كلا من الرئيس سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام من جهة، وسليمان ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، موفدا من جنبلاط بعد عودته أمس من السعودية، من جهة أخرى، كما حصل لقاء بين معاون بري السياسي، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وسلام.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمور الأساسية قد أنجزت والعمل الآن على اللمسات الأخيرة، والتركيز على البيان الوزاري، في ظل
إصرار قوى (14 آذار) على البحث به قبل التأليف، فيما يحاول الرئيس بري وفريقه السياسي العمل على تأجيله إلى مرحلة لاحقة»، من دون أن تستبعد أن «تطرأ بعض الخلافات البسيطة أو الاعتراض على توزيع الحقائب».
وشدد سليمان بعد لقائه سلام أمس، على أهمية «إفادة الأفرقاء من الفرصة المتاحة راهنا، للإسراع في التفاهم على حكومة متوازنة»، مشيرا إلى «ضرورة أن تتولى الحكومة الجديدة المسؤولية في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات الداخلية والخارجية».
كما أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن اعتقاده أنه «إذا لم تحصل تغييرات، فإن عملية تشكيل الحكومة جرى التوافق بشأنها». ولم ينف ميقاتي، في دردشة مع الصحافيين اللبنانيين من الكويت، على هامش انعقاد مؤتمر المانحين، أن «الإيجابية في تشكيل الحكومة اللبنانية هي ثمرة حلحلة خارجية»، قائلا: «حتما هناك شيء من هذا القبيل قد حصل، لا سيما لجهة الاتفاق الإيراني - الغربي وهناك ترجمة تدريجية لهذا الموضوع». وأبدى ثقته بحكمة بري وقدرته على إيجاد المخرج المناسب للموضوع الخلافي بشأن «معادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وفي هذا السياق أيضا، نقل النواب عن بري بعد «لقاء الأربعاء» الأسبوعي، قوله «إن إصرارنا وسعينا القويين لتشكيل الحكومة نابعان من حرصنا على مصلحة لبنان، ورحمة باللبنانيين»، معتبرا أنه «إذا صفت النيات بالنسبة إلى الحكومة فلن نعدم وسيلة من أجل إيجاد حل لنقاط الخلاف». وأضاف: «أتطلع إلى أن تكون الحكومة، لا حكومة انفراج سياسي فحسب، بل أن تنطوي أيضا على بعد إصلاحي من خلال المداورة الشاملة والعادلة».
من جهته، قال النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض، إن «الوزير أبو فاعور (موفد جنبلاط) حمل من السعودية تطمينات وإشارات إيجابية إلى بري بأن السعودية لا تمانع تشكيل حكومة ومشاركة (حزب الله) فيها»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «بري لا يزال ينتظر من السنيورة و(14 آذار) الأجوبة النهائية على الأسئلة التي طرحت».
في المقابل، أعلن النائب عن حزب الكتائب سامي الجميل، أن الحزب «لا يزال على موقفه الذي أعلنه منذ اليوم الأول في الشأن الحكومي»، وقال: «شكل الحكومة لا يهمنا، بل المهم هو برنامج عملها وبيانها الوزاري ومشروعها للبنان، فإذا كان واضحا فستسير إما في الاتجاه الخطأ أو الصح»، في حين أكد النائب في «كتلة المستقبل» عمار حوري، أن تشكيل الحكومة «قد قطع شوطا لا بأس به، والبحث يرتكز على البيان الوزاري».
واعتبر حوري «أن التباين في وجهات النظر داخل قوى (14 آذار) دليل ديمقراطية»، وأيا تكن النتائج في موضوع التشكيل الحكومي ستبقى قوى 14 آذار متماسكة».
توقعات بتأليف الحكومة نهاية الأسبوع والبحث يطال الحقائب الوزارية
مصادر سليمان: بري تولى «تذليل عقبات» البيان الوزاري.. و«القوات» تنفي الإيجابية
توقعات بتأليف الحكومة نهاية الأسبوع والبحث يطال الحقائب الوزارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة