وقفة احتجاج أمام أملاك مسيحية في القدس استحوذت عليها جمعية استيطان يهودية

شارك ممثلون عن الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة، أمس الخميس، في وقفة احتجاج وصلاة أمام أملاك للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، في البلدة القديمة المحتلة في القدس، استحوذت عليها جمعية استيطانية بعد فشل البطريركية في إلغاء صفقة بيعها.
وصادقت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو (حزيران) الماضي على بيع أملاك تعود للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية إلى جمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية بعد فشل محاولات بطريركية الروم الأرثوذكس إلغاء البيع عبر الطعن بقرار المحكمة المركزية التي أقرت عملية البيع في 2017. ورأت المحكمة أنه «في غياب أدلة على ارتكاب مخالفات، نعتقد أن المحكمة كانت على حق في التحقق من صحة البيع».
وصلى ممثلو الكنائس المسيحية بالعربية والإنجليزية واليونانية من أجل «أن يحل السلام في مدينة القدس» في وقفتهم أمام المباني، ومن بينهم بطريرك اليونان الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث الذي دعا مسيحيي العالم للمشاركة في يوم عالمي للصلاة على نية الجماعات المسيحية في القدس في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وفي الختام، عبر البطريرك ثيوفيلوس عن رفضه الأعمال «التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في محاولتها إضعاف وحدة وهوية حارة النصارى»، وطالب بتطبيق حكم سيادة القانون «ضد أي محاولة للاستيلاء على ممتلكات الكنيسة بالقوة».
وقال عيسى مصلح، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذه قضية تزوير لأوراق من قبل أناس يتعاملون مع شركات استيطانية (...) المستوطنون يريدون الاستيلاء على إرثنا وإرث أجدادنا، وهو ملك لنا عبر العصور والتاريخ»، واصفاً قرار المحكمة الإسرائيلية بأنه «سياسي».
وترجع قضية العقارات إلى 2004 عندما حصلت 3 شركات إسرائيلية مرتبطة بجمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية على «حكر» عقارات تملكه الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية؛ بينها فندقا «البتراء» و«إمبريال» الواقعان على مدخل باب الخليل في الحي المسيحي، وبيت «المعظمية» في الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة. وعلقت على مبنى فندق «إمبريال» لافتة كبيرة كتب عليها: «كنائس القدس تقف موحدة ضد الإجراءات غير الشرعية لطرد المستأجرين من أملاك الكنيسة».
وبني فندق «إمبريال» الجديد في سنة 1893، وكان من أول زبائنه القيصر الألماني ويليام الثاني، وهو يضم 45 غرفة، وعلى بعد خطوات منه يقع فندق «البتراء» المكون من 4 طوابق، ويطل الفندقان على البلدة القديمة. وبامتلاكها هذه العقارات؛ تصبح «عطيرت كوهانيم» مالكة لأغلب المباني الواقعة عند مدخل باب الخليل؛ أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة والسوق العربية. وينطلق من باب الخليل كل مواكب البطاركة المسيحيين في احتفالاتهم الدينية.
وناشد الناطق عيسى مصلح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ «لكي يقفا معنا لإظهار قضيتنا أمام العالم». وقال: «صلاتنا واحتجاجنا من أجل الضغط على الإسرائيليين، فهذا المدخل الرئيسي لكنيسة القيامة...».
وانقسم المسيحيون الأرثوذكس في فلسطين وإسرائيل بين مؤيد ومعارض للبطريرك ثيوفيلوس الثالث، الذي اتهمه البعض ببيع عقارات في مدن يافا وقيصارية والقدس وحيفا.
وتنشط الجمعيات الاستيطانية اليهودية بشكل مكثف في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها في 1967، وللاستيلاء على الممتلكات؛ تلجأ إما إلى قانون أملاك الغائبين، أو سماسرة، أو أساليب قانونية، وغير قانونية، ولا تخفي أهدافها. وقد أعلنت مراراً أنها تريد «جعل القدس مدينة يهودية مع أقلية عربية».