جعجع: جولات باسيل أعادت إحياء أجواء الحرب

TT

جعجع: جولات باسيل أعادت إحياء أجواء الحرب

اتهم رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع وزيرَ الخارجية جبران باسيل بإعادة إحياء أجواء الحرب خلال الجولات التي يقوم بها على مختلف المناطق، ووصف موازنة عام 2019 بـ«العادية»، سائلاً عن سبب عدم اتخاذ قرار بإقفال معابر التهريب.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس انتقد جعجع توقف جلسات الحكومة، وعدّ أن جولات وزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل «أعادت إحياء جوّ الحرب الأهلية، ولا يمكن للمسؤول أن يسمح لنفسه أن يقول ما يشاء، وإلى جانب القانون؛ هناك حسن التدبير»، مشيراً إلى أن «ما يتحدث عنه باسيل هي أمور حدثت في الحرب التي تختلف ظروفها عن ظروف السلم».
وأضاف: «ما علاقة حادثة الجبل بعمل مجلس الوزراء؟ لماذا التعطيل الذي عودنا عليه فريق (8 آذار) منذ 15 سنة، ولا أفهم من يعطل الدولة وهو في السلطة»، مؤكداً أن «المطلوب العودة فوراً إلى عمل مجلس الوزراء».
وفي حديثه عن الموازنة، قال جعجع إنها «تتعاطى مع الأمور وكأن وضع البلد عادي»، مشيراً إلى أن وزراء «القوات» طرحوا هذا الأمر أكثر من مرة في مجلس الوزراء «ولم يتم التجاوب ونوقشت الموازنة كما هي».
ومع تأكيده أنه كان يفترض أن ترافق الموازنة إصلاحات في ظل الأزمة الفعلية في لبنان، عدّ أن «الرسم على الاستيراد لن يؤثر على أسعار البضائع في لبنان»، مشدداً على أن «وقف التهريب والمعابر غير الشرعية يعود بأموال طائلة على الدولة». وسأل: «ما الذي يمنعنا من إقفال هذه المعابر؟».
وقال: «كل المطلوب أن ينتظم عمل الجمارك، وعلى وزارة المال أن تتحرك في هذا الاتجاه لتحديد القوانين بين المجلس الأعلى ومدير الجمارك وتحديد مسؤوليات كل منهما»، لافتاً إلى أن «هناك شركات تحقيق عالمية يمكن تلزيمها المرافق غير المضبوطة مقابل رسم قليل وهي تحدد مكامن الفساد».
وأكد أن «هناك تهرباً ضريبياً في لبنان، وعندما طرح الموضوع قالت وزارة المالية أن ليس لديها فرق العمل المناسبة»، عادّاً أن «المؤسسات العامة هي الثقب الأسود في الدولة، وهي مصدر الدخل الرئيسي»، مشيراً إلى أن «(مؤسسة كهرباء لبنان) تكلف الدولة سنوياً مليار دولار خسارة».
ولفت إلى أنه «لم يتم تعيين مجلس إدارة جديد بعد 4 أشهر على إقرار خطة الكهرباء؛ رغم أن هذا البند كان أول بنودها».



بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد به ثلاثة مسؤولين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومتراً، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

وقال كريم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء: «بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات يعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي».

ورجّح أن يكونوا جميعهم متحدّرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّراً أن يكون عددهم «لا يقلّ عن مائة»، غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.

وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في عام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة «إبادة» آلاف الأكراد في إطار «عمليات الأنفال» التي شنها عام 1988.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مائة ألف كردي اختفوا قسراً في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.

وأوضح كريم أن عدداً كبيراً من الضحايا «أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة»، مرجّحاً مع ذلك أن يكون البعض الآخر «دُفنوا وهم أحياء»، إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجماتهم.

من جهته، أشار أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى «صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها، إذ بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع» حين قُتلوا.

وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، «تم العثور على مقبرة جماعية أخرى» بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.

وتقع تلك المقبرة، وفق قوله، في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان السيئ الصيت، حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، من جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.

وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم «داعش». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.