لامبارد لا يخشى «قوة اللاعبين» في مهمته كمدير فني لتشيلسي

يستبعد وجود مؤامرات من النجوم داخل غرفة خلع الملابس لإقالة المدربين

لامبارد يتابع لاعبي تشيلسي في التدريبات للموسم الجديد
لامبارد يتابع لاعبي تشيلسي في التدريبات للموسم الجديد
TT

لامبارد لا يخشى «قوة اللاعبين» في مهمته كمدير فني لتشيلسي

لامبارد يتابع لاعبي تشيلسي في التدريبات للموسم الجديد
لامبارد يتابع لاعبي تشيلسي في التدريبات للموسم الجديد

بالنسبة إلى من هم خارج نادي تشيلسي الإنجليزي، فإن قوة اللاعبين كانت هي السبب وراء البطولات والألقاب التي حصل عليها النادي خلال السنوات التي لعبها فرانك لامبارد بقميص الفريق اللندني، كما كانت هي السبب أيضاً في إقالة عدد من المديرين الفنيين. ودائماً ما كانت «قوة اللاعبين» سلاحاً ذا حدين يكتنفه قليل من الغموض في تشيلسي.
وفي رحلته الثانية إلى «ستامفورد بريدج»، كخليفة للمدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري، ربما كان من المتوقع أن يرغب لامبارد في فرض سيطرته الكاملة على اللاعبين، بل والقضاء على قوتهم ونفوذهم داخل غرف ملابس النادي. لكن الحقيقة مختلفة تماماً عن ذلك، حيث قال لامبارد: «أنا أريد قوة اللاعبين في غرفة خلع الملابس. أعتقد أن اللاعبين يجب أن تكون لديهم شخصية قوية. لقد كانت لدينا غرفة ملابس قوية، وكان ذلك جزءاً من أسباب النجاح في النادي».
لقد كان هناك تصور في الماضي أنه عندما كان يفقد فرانك لامبارد وجون تيري وديدييه دروغبا وآخرون ثقتهم بمديرين فنيين مثل لويز فيليبي سكولاري أو أندريه فيلاش بواش أو أي مدير فني آخر، فإن كل ما يتطلبه الأمر هو إجراء مكالمة هاتفية بمالك النادي، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، لمطالبته بإجراء تغيير. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يستطيع لاعبو الفريق الحالي القيام بالشيء نفسه ضد لامبارد إذا ساءت الأمور؟ يقول لامبارد: «لن يفعلوا. ونحن لم نفعل ذلك بكل تأكيد».
ربما يكون أبراموفيتش هو الأيقونة التي لا يمكن المساس بها داخل النادي، حتى لو كان قراره بالاعتماد على فرانك لامبارد –الهداف التاريخي لتشيلسي– في القيادة الفنية للفريق يحتوي على قدر كبير من الرومانسية. وكان من المهم أن تسمع لامبارد وهو يقول إنه لم يتحدث إلى أبراموفيتش على الإطلاق في أثناء عملية التفاوض لتوليه مهمة تدريب الفريق، وإنه التقى فقط مساعدته، المدير التنفيذية للنادي مارينا غرانوفسكايا.
ويعترض لامبارد على الحديث الذي يشير إلى أن الفريق الحالي لتشيلسي يفتقر إلى الشخصيات التي كانت توجد في النادي بالسابق، ويقول: «من السهل جداً قول أي من هذه الأشياء من الخارج. بالتأكيد لا يمكنني القول بأنه لا توجد هناك قوة أو شخصية للاعبين عندما تتحدث عن لاعبين مثل ديفيد لويز أو سيزار أزبيليكويتا أو نغولو كانتي، الذي فاز بكأس العالم قبل عام، أو جورجينيو الذي انضم للنادي الصيف الماضي، أو أوليفر جيرو، الذي فاز بكأس العالم مع فرنسا، أو ويليان».
وأضاف: «يُظهر اللاعبون شخصياتهم بطرق مختلفة. يجب ألا يكون لديك بالضرورة جون تيري وديدييه دروغبا، اللذان كانا يتميزان بالقوة في الشخصية واللعب على حد سواء. يمكن أن يكون لديك لاعبون يبدون ضعفاء، لكنهم في الحقيقة لديهم قوة بطرق مختلفة. أنا أريد منهم أن يعملوا على تقوية هذه الجوانب، لأنني أريد أن يكون اللاعبون أقوياء».
وتابع: «لا يوجد شيء خاطئ في نادٍ يتسم بالشفافية. النادي الحديث لا يقوم على الديكتاتورية من جانب المدير الفني، الذي يرى كل شيء، وإذا تحدث شخص ما بطريقة مختلفة فإنه سيعامله بطريقة سيئة! أنا لست مغرورا أو ساذجاً لكي أعتقد أنه لن تكون هناك أحاديث تدور في نادٍ بحجم تشيلسي، لكن ما يمكنني التحكم فيه هو التدريبات كل يوم، وسوف أتحكم في ذلك بكل تأكيد».
لقد كانت قدرة لامبارد على التواصل مع لاعبيه سمة من السمات المميزة له في أول موسم له في عالم التدريب مع نادي ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. ومن المأمول أن يتمكن لامبارد من إقناع كالوم هدسون أودوي بتوقيع عقد جديد مع النادي، حيث يدخل عقد اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً عامه الأخير مع تشيلسي.
وقال لامبارد عن ذلك: «لقد رأيت كالوم وهو يتطور بشكل رائع، ويمكن أن يكون إحدى الركائز الأساسية لهذا الفريق، ويمكنه أن يكون أحد العناصر الأساسية في صفوف المنتخب الإنجليزي أيضاً. لذلك سأقول إنني أريد أن أعمل معه، وأريد أن أساعده على التطور والتقدم نحو الأفضل. يمكنه أن يتطور هنا في النادي الذي انضم لأكاديمية الناشئين به، وأنا على يقين بأنه سيكون لاعباً من طراز عالمي».
وبالنظر إلى تاريخ لامبارد الطويل مع تشيلسي، من الإنصاف القول بأنه سيكون في الكثير من الأوقات بمثابة نقطة مرجعية لكثير من اللاعبين، سواء أعجبه ذلك الأمر أم لا. وإذا كان هودسون قد شعر بالإحباط الموسم الماضي بسبب قلة مشاركاته مع الفريق تحت قيادة ساري، فإن لامبارد يمكنه أن يحكي قصة مماثلة حدثت معه عندما كان في أواخر سن المراهقة في نادي وست هام يونايتد.
يقول لامبارد عن ذلك: «لم أكن جيداً مثل كالوم في تلك السن، لكنني شعرت بالإحباط لأن هاري ريدناب لم يكن يدفع بي في المباريات. أتذكر أنني كنت أرى نايغل كواشي يلعب مع كوينز بارك رينجرز وكنت أشعر بإحباط شديد لأنني كنت أريد أن ألعب مع وستهام يونايتد. وكان جودي موريس أيضاً يلعب لتشيلسي. إن هذه الأشياء –إذا تصرفت بطريقة صحيحة– ستساعدك على العمل في إطار صحيح من المنافسة. أستطيع أن أقول ذلك الآن وأنا في الحادية والأربعين من عمري، لكن ذلك كان جيداً بالنسبة إليّ لأنه دفعني إلى الأمام. الشيء الأكثر أهمية هو موقف اللاعب نفسه، وكيف يقود المدير الفني الفريق وكيف يحفز اللاعبين ويدفعهم للأمام».
ولا يرى لامبارد أن قبوله مهمة تدريب تشيلسي مخاطرة وأنه لن يطلب النصيحة من مدربيه السابقين مع بدء «أكبر تحدٍّ» في مسيرته.
وقال لامبارد، الذي سجل 211 هدفاً خلال 648 مباراة مع تشيلسي بين عامي 2001 و2014: «لست ساذجاً... لا أرى ذلك مخاطرة. لا أخشى السلبيات. مستعد لمواجهة هذا الجانب من المهمة. نعم إنه أكبر تحدٍّ يواجهني. مسيرتي كلاعب انتهت. وبدأت مسيرة أخرى كمدرب. سأخضع للتقييم لما أقدمه هنا وسأمضي قدماً».
وأضاف لامبارد، الذي فاز بثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة كلاعب، أنه لا يظن أن مكانته في النادي ستمنحه وضعاً خاصاً من مجلس الإدارة، وأوضح: «أنا واقعي وآخر شيء أريد فعله هو طلب أي خدمات. لم يمر أحد بطريق سهل في كرة القدم. لم أتحدث مع أيٍّ من المدربين الذين سبق لهم تدريبي، ولا أنوي الاتصال بأحدهم. الأسئلة يتم توجيهها دائماً في كرة القدم ويتم سؤالي مرة أخرى. أحب ذلك حقاً».
ولا تبدو مهمة لامبارد سهلة في إعادة تشيلسي إلى المنافسة على لقب الدوري الممتاز عقب انتقال إيدن هازارد إلى ريال مدريد هذا الصيف، وتعرض النادي لضربة أخرى بسبب عقوبة الاتحاد الدولي (فيفا) حظر التعاقد مع لاعبين جدد.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.