غريفيث لـ«الشرق الأوسط»: طائرتي منزلي... وجولاتي الخليجية أثمرت

كشف عن عودة قريبة للمشاورات... وتمسك بالتفاؤل رغم لحظات إحباط وخيبة

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (أ.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (أ.ب)
TT

غريفيث لـ«الشرق الأوسط»: طائرتي منزلي... وجولاتي الخليجية أثمرت

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (أ.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (أ.ب)

في حوار بدأ بسؤال: «هل تخشى الفشل؟»، وانتهى بإجابة عن سؤال آخر: «نحن في حاجة إلى وقف التصعيد الآن»، طرقت «الشرق الأوسط» باب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وأمطرته بالأسئلة. ولأن بابه ليس كأي باب، فهو يقول إن منزله طائرته، ولأن الوقت مع المبعوث خلال لقاء في لندن خلال مايو (أيار) الماضي لم يسع لتحديث المستجدات، كان البريد الإلكتروني الحل الوحيد.
يحذر غريفيث مما قال إنه «خطر سقوط اليمن رهينة للتوترات الإقليمية»، ويقول إنه لا يمكنه إجبار الأطراف على تنفيذ أي اتفاق كما أنه ليس من سلطاته تحديد مواعيد التنفيذ النهائية، مشيراً إلى أن عملية استئناف المشاورات مع الجانب الحكومي والجماعة الحوثية ستستأنف في أقرب وقت وفق المرجعيات الثلاث دون أن يحدد موعداً لذلك، وذلك في إطار رده على الانتقادات الموجهة له من الأطراف اليمنية.
وعبّر المبعوث عن رغبته في تنفيذ اتفاق استوكهولم بشكل عاجل، لكنه ربط ذلك بتحقق المسؤولية الجماعية لدى الأطراف المعنية. وبسؤاله عما إذا كان سيغادر مهمته الأممية من تلقاء نفسه إذا شعر بالتعثر، أكد المبعوث الذي يمارس مهامه منذ مارس (آذار) 2018، أنه مستمر في وظيفته ما دام أنه يحظى بثقة الأمين العام للأمم المتحدة. وفيما يلي تفاصيل الحوار...

> هل تخشى الفشل، وهل تعتقد أنك ما زلت قادراً على جلب التفاؤل إلى مختلف الأطراف كما فعلت في السويد؟
- لا أستطيع فقدان التفاؤل. هناك بالطبع لحظات أشعر فيها بالإحباط وخيبة الأمل. وهذا أمر طبيعي. فهناك الكثير من التحديات التي تواجه عملية السلام في هذا الصراع الشائك المعقّد. وكل يوم ينقضي دون الاقتراب من الحل السياسي يعني المزيد من المعاناة للشعب اليمني. لكن كما قلت من قبل، إنني لا أفقد الأمل أبداً، يحدوني إلى ذلك التأكيدات التي تلقيتها من الأطراف، فضلاً عن دعم المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة. وكل ذلك حوافز جيدة للغاية لي ولمكتبي لمواصلة مساعينا من أجل تحقيق السلام في اليمن. لقد شهدنا مؤخراً تصعيداً عسكرياً لدى كلا الجانبين، لكنهما امتنعا عن الاشتباك القريب الذي خبرناه في الماضي. وواصلت حض الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتنفيذ الاتفاق، وإيجاد بيئة مواتية وبنّاءة لاستئناف عملية السلام. لا مجال أبداً للمزيد من المغامرات العسكرية.
> كيف تصف علاقة مكتب المبعوث الخاص مع دول التحالف؟ ومع الحكومة اليمنية، ولا سيما بعد حالة الاستياء التي وقعت مؤخراً؟
- يقضي دوري الرئيسي وسيطاً بأن أعمل على إنهاء الحرب في اليمن ومساعدة الشعب اليمني على التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يصنعه اليمنيون وحدهم... وإنني على تواصل مستمر مع الحكومة اليمنية، ومع دول التحالف، ومع «أنصار الله»، فضلاً عن أصحاب الشأن الإقليميين والدوليين ممن يستطيعون دعم وإسناد بعثتنا هناك. ولقد عقدت في الآونة الأخيرة اجتماعات مثمرة وبنّاءة للغاية في الرياض، وأبوظبي، ومسقط مع الأطراف المعنية ودول التحالف. ولقد أعربت، من بين أمور أخرى، عن عزمي مواصلة ودفع عملية السلام إلى الأمام، استناداً إلى نتائج الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واستئناف المشاورات في أقرب وقت ممكن.
> يقول يمنيون إن اتفاقية الأسرى والمعتقلين تتضمن أحكاماً واضحة بشأن الإفراج عن السجناء كافة المعترف بهم، بما في ذلك الأشخاص الأربعة البارزون، ومنهم وزير الدفاع محمود الصبيحي الذي ورد اسمه في قرار مجلس الأمن. ولم ينفذ الحوثيون هذا الاتفاق، كما لم يعلن مكتبكم عن أي جديد يتعلق بالأمر، فكيف تفسرون ذلك؟
- دعونا نكن واضحين، بصفتي المبعوث الخاص، لا يمكنني إجبار الأطراف على تنفيذ أي اتفاق ولا فرض المهل. أنا أرغب بصفة شخصية في تنفيذ اتفاق استوكهولم اليوم، لكنها مسؤولية جماعية من الأطراف المعنية. لقد استأنفت اتصالاتي مع مختلف الأطراف المعنية لدفع تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك ما اتفق عليه حول تعز وتبادل السجناء. وبذل الطرفان الكثير من الجهود فيما يتعلق بملف المعتقلين والسجناء على وجه الخصوص. ونمر الآن بالمرحلة التي يتعين ترجمة المناقشات الجادة خلالها بين الأطراف إلى أفعال على أرض الواقع. وتتحمل الأطراف المسؤولية الأخلاقية والالتزام الجاد بتنفيذ الاتفاق. هذا مع حرص الآلاف من العائلات اليمنية على لمّ شملها مع أحبائها. وأنا على ثقة من أن الأطراف كافة حريصة هي الأخرى على السماح بتنفيذ وسريان هذا الاتفاق، بصرف النظر عن التحديات القائمة، كما أننا نعمل جميعاً على بلوغ هذا الهدف.
> هناك من يرى أن المبعوث يريد القفز على اتفاق استوكهولم والانطلاق نحو الحل الشامل. ما مدى صحة ذلك؟
- من شأن اتفاق استوكهولم، إن جرى تنفيذه بحسن نية، أن يعود بفوائد حقيقية وملموسة على آلاف اليمنيين، وبناء الثقة بين الطرفين. على سبيل المثال، تبادل السجناء والمعتقلين مع أمن الموانئ، كلها تعتبر من الأعمال الحقيقية التي اتفقت الأطراف على الاضطلاع بها. وكما قلت في غير مناسبة سابقة، نحن نعمل عبر الإطار المكلفين به من قِبل مجلس الأمن وقراراته ذات الصلة، ونتائج الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآلية تنفيذها. ولذلك؛ لدينا إطار محدد المعالم، ولدينا أيضاً غاية نهائية تتمثل في وضع حد للصراع القائم. ولا يمكننا بلوغ هذه الغاية إلا من خلال اتفاق سياسي شامل في اليمن.
> يتساءل بعض اليمنيين عن الغرض من زيارتكم إلى روسيا وسلطنة عمان مع العلم بقبول تواجدكم في العواصم ذات الصلة المباشرة بالأزمة الراهنة. بالإضافة إلى ذلك، هل هناك عقبة ما من شأنها الحيلولة دون زيارتكم إلى صنعاء والاجتماع بقادة الحوثيين؟ وما هو الهدف من وراء هذه الزيارات؟
- تحملني طبيعة مهمتي على السفر إلى الكثير من الأماكن. وأنا على اتصال دائم بالأطراف، ومع أصحاب الشأن الآخرين كذلك، فضلاً عن المنظمات المعنية بمساعدتنا في الوصول لحلّ للنزاع الراهن. الطائرة هي المنزل الحقيقي للمبعوث الأممي الخاص. وأنا أتشجع كثيراً بالدعم الذي أتلقاه من الجميع لمهمتي. أنا ممتن للجميع ولالتزام الكثير من أصحاب الشأن الدوليين بدعمي ودعم مهمتي.
> هناك مطالب تتعلق بتحديد الطرف المعرقل لجهود السلام، ولا سيما أن قرار مجلس الأمن ينص على ضرورة أن يرفع رئيس لجنة إعادة الانتشار تقريراً بشأن التقدم المحرز على مسار تنفيذ الاتفاق؟
- يرفع رئيس لجنة إعادة الانتشار تقاريره بانتظام إلى مجلس الأمن بشأن التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الحديدة. ومجلس الأمن على اطلاع وافٍ على العقبات والتحديات من خلال هذه التقارير والإحاطات الدورية. ولقد امتنعت بصفة شخصية ودائمة عن إدانة هذا الجانب أو ذاك. ولطالما نالني الكثير من الانتقادات بسبب موقفي هذا. لكن وظيفتي وسيطاً تقضي بألا أحكم على الآخرين. ومهمتي هي خدمة الأطراف ومساعدتهم على التوصل إلى اتفاق. ولقد أكدت في غير مناسبة أن الأمل وحسن النية هما وجها العملة التي يستعين بها الوسيط.
> طالبت بعض الأصوات اليمنية تغيير المبعوث الأممي الخاص. هل ستتوقف من تلقاء نفسك إن وجدت أنك غير قادر على القيام بمهمتك الخاصة بصرف النظر عن الظروف المحيطة؟
- أنا أقوم بمهامي بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة. ويشرفني تمثيل السيد غوتيريش ومنظمة الأمم المتحدة في هذا الصدد، وسوف أواصل الاضطلاع بمهمتي طالما أحظى بثقته.
> من خلال خبرتكم الطويلة في الوساطة السياسية، ما هو الأمر الذي وجدتموه في اليمن ولم تجدوه في أي مكان آخر؟
- يتسم كل صراع بالقسوة وانعدام الرحمة. ولا يعتبر الصراع اليمني استثناءً عن ذلك من واقع ما رأيته في أي مكان آخر. ومع ذلك، فإن تعقيدات الصراع اليمني من حيث علاقته بـ«الديناميات الإقليمية» الأخرى هو من الأمور النادرة الحدوث. ويواجه اليمن خطراً حقيقياً في أن يسقط رهينة التوترات الإقليمية. ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك. ولا يمكننا السماح للمواطنين اليمنيين العاديين أن يكونوا ضحايا هذه التوترات. نحن في حاجة إلى وقف التصعيد الآن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.