فريق حقوقي ينشط في وضع خطير بكولومبيا.. يفوز بجائزة للأمم المتحدة

تلقين تهديدات بالقتل، وأجبرن على ترك منازلهن والعيش وسط حروب عصابات المخدرات، لكن ذلك لم يوقف نشاط عضوات فريق كولومبي يعنى بحقوق المرأة، فاز العام الحالي بجائزة تمنحها وكالة تابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد حصل فريق «شبكة الفراشات ذات الأجنحة الجديدة لبناء المستقبل»، الذي يقع مقره في مدينة بوينافينتورا على ساحل المحيط الهادي، على «جائزة نانسن للاجئين»، التي تمنحها مفوضية شؤون اللاجئين سنويا، وذلك لتمكنه من مساعدة أكثر من 1000 امرأة عانين على أيدي الفصائل المتقاتلة في الحرب الدائرة في كولومبيا منذ 50 عاما.
وقالت ماري مدينا، وهي إحدى 3 نساء من فريق «الفراشات» سيتلقين الجائزة نيابة عن الفريق في جنيف، الشهر الحالي: «النساء اللاتي تعرضن للنزوح القسري واللاتي قتل أزواجهن وأبناؤهن أو اختفوا، هن بلا حماية، نحن نساعدهن، وكذلك اللواتي عانين من الاعتداء الجنسي، على إعادة بناء حياتهن والخروج من أزماتهن»، وأضافت لوكالة «رويترز»، وهي تسير في أحد أحياء بوينافينتورا الفقيرة المطلة على الساحل: «نحن نحارب التمييز والعنف ضد المرأة».
وتعد هذه المهمة محفوفة بالمخاطر في مدينة ترتبط فيها العصابات المسلحة بمجموعات شبه عسكرية سابقة تفرض منطق الترويع على أحياء بأكملها في سعيها الحثيث للسيطرة على طرق تهريب المخدرات ومناجم الذهب غير المشروعة في الغابات الجبلية المطيرة المحيطة بمدينة بوينافينتورا. وقال القس جون رينا «الخوف يسود المدينة، فهو ينبع من عمليات القتل المروعة التي ترتكبها جماعات مسلحة. أبلغتني نساء أنهن يسمعن صراخ أناس أثناء تقطيعهم إربا في منازل. وتظهر أجزاء بشرية في الشوارع وفي البحر».
وتعد نساء المدينة وفتياتها مستهدفات على نحو خاص، وقالت غلوريا أمبارو، النشطة المحنكة في مجال حقوق المرأة التي ساعدت في إنشاء شبكة الفراشات عام 2010، إن « الجماعات المسلحة تستغل جسد المرأة لإظهار قوتها وسلطانها، إنها تسعى للانتقام من خلال اغتصاب أو قتل صديقة عضوة في جماعة منافسة».
وأجبر مثل هذا العنف أكثر من 50 ألف شخص على النزوح عن ديارهم في بوينافينتورا خلال السنوات الـ3 الماضية، حسبما تشير الأرقام الرسمية، وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن كولومبيا تأتي في المرتبة الثانية بعد سوريا؛ من حيث عدد النازحين في الداخل؛ إذ إن هناك 5.7 مليون نسمة أجبروا على النزوح، وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: «إن هؤلاء النساء يقمن بعمل خارق في أصعب الظروف، ويسعين كل يوم لمعالجة جراح النساء والأطفال في بوينافينتورا؛ حيث يعرضن حياتهن للخطر. إن شجاعتهن لا توصف. والوضع في بوينافينتورا يظهر التأثير المدمر للصراع على الأسر ومدى أهمية عمل فريق الفراشات»، ويعتزم فريق الفراشات استخدام جائزة المفوضية التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار في بناء أول ملجأ في بوينافينتورا للنساء المقهورات.