قتلى وجرحى في هجوم لـ«داعش» جنوب الموصل

بالتزامن مع بدء الصفحة الثالثة من عملية «إرادة النصر»

TT

قتلى وجرحى في هجوم لـ«داعش» جنوب الموصل

في وقت أطلقت فيه وزارة الدفاع الصفحة الثالثة من عملية «إرادة النصر» لمطاردة عناصر «داعش» في عدد من المناطق الحدودية العراقية، أعلن مصدر أمني أمس مقتل وجرح عدة أشخاص بينهم ضابط بانفجار مزدوج في قضاء الشرقاط جنوب الموصل.
وقال المصدر في تصريح إن «عبوتين انفجرتا بالتعاقب بعد زرعهما من قبل عناصر (داعش) الإرهابي بالقرب من مشروع ماء قرية شاطي الجدر في الشرقاط». وأضاف أن «الانفجار أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم عقيد متقاعد وإصابة ثلاثة آخرين بينهم مشغل مشروع الماء».
ويتزامن هذا الهجوم مع بدء الصفحة الثالثة من عملية «إرادة النصر» التي أطلقها الجيش العراقي والحشد الشعبي بمؤازرة طيران التحالف الدولي لمطاردة عناصر «تنظيم داعش» في المناطق الصحراوية على الحدود العراقية - السورية الرابطة بين ثلاث محافظات هي نينوى وصلاح الدين والأنبار. وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان أمس إنه «بعد أن حققت الصفحتان الأولى والثانية من عملية (إرادة النصر) أهدافها المرسومة، انطلقت على بركة الله صباح اليوم (أمس) الصفحة الثالثة بإشراف قيادة العمليات المشتركة». وأضافت أن القطعات شرعت ضمن قاطع عمليات صلاح الدين بالعملية من خمسة محاور بمشاركة الحشد الشعبي والفوجين التكتيكي و«سوات» من مديرية شرطة صلاح الدين التي عثرت على معمل تفخيخ يحتوي 11 عبوة ضد الدروع و4 صمامات هاون عيار 120 ملم و5 كيلوغرامات من الكرات الحديدية مختلفة الأنواع، مشيرة إلى أنه تم تفجيرها تحت السيطرة دون حادث يذكر.
وتابع البيان «أما قيادة عمليات نينوى فقد شرعت قطعات فرقة المشاة الـ20 والحشدان الشعبي والعشائري بالصفحة الثالثة أيضا من عملية (إرادة النصر)، لتطهير صحراء الجزيرة ومن ثلاثة محاور»، مبينة أنه اشترك في هذه العملية ضمن هذا القاطع اللواء 60 واللواء 43 وقوات الحشد الشعبي، لتمكن طيران الجيش من تدمير حفارة وعجلة وحرق خيمة وقتل 4 إرهابيين.
من جهتها أعلنت قوات الحشد الشعبي أنها قتلت «والي الجزيرة» في «تنظيم داعش» خلال عمليات «إرادة النصر». وقال بيان للحشد إن «قوة من الحشد الشعبي تمكنت من قتل ما يسمى بـ(والي الجزيرة) في (تنظيم داعش) الإرهابي المدعو حامد عبد محل».
وبشأن استمرار تحركات «تنظيم داعش» في وقت تواصل القوات العراقية هجماتها ضده، يقول الخبير الأمني الدكتور أحمد الشريفي لـ«الشرق الأوسط» إن «(تنظيم داعش) وعقب ظهور زعيمه أبو بكر البغدادي لأول مرة منذ اختفائه قبل خمس سنوات مثّل حافزا جديدا لمعاودة أنشطته عبر صيغ وأساليب بعضها جديد، الأمر الذي بات يحتم على القوات الأمنية الاستعداد لهذه الصفحة الجديدة من المواجهة معه». وأضاف الشريفي أن «(تنظيم داعش) بات يعمل على تنويع عملياته بالضد من القوات العسكرية مع التركيز على البعد الأمني، خصوصا أنه وصل إلى قناعة بأنه لم يعد بمقدوره تعويض خسارته الأرض التي فقدها في العراق بعد تحقيق النصر عليه عام 2017».
من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري أن «انطلاق عملية (إرادة النصر) الواسعة للقضاء على فلول (داعش) خطوة مهمة جدا». وأضاف أن «العملية انطلقت بالتعاون مع الأهالي وقضت على الكثير من مضافات (داعش)»، مطالبا رئيس الوزراء ووزير الداخلية بـ«ضرورة نشر اللواءين الـ15 والسادس اللذين كانا يمسكان الحدود العراقية السورية بدءا من ناحية ربيعة إلى حصيبة». وأشار إلى أن «ما يهمنا هو مسك الحدود العراقية وضرورة مسك الأرض بعد تطهير أي منطقة من خلال عمليات (إرادة النصر)»، مشددا على ضرورة «الحفاظ على النصر والإنجاز الأمني والعسكري المتحقق من تلك العمليات». وأوضح أن «الخيار الأمثل هو تطويع أبناء تلك المناطق باعتبارهم أدرى بمناطقهم وأكثر قدرة على ضمان عدم عودة فلول (داعش)».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.