أصوات تصدح بالتراث والزمن الجميل في موسم الموسيقى الأفريقية بأصيلة

في أجواء موسيقية بديعة، ومزيج متنوع من أغان تنبض بالتراث الأفريقي، انطلقت أول من أمس، فعاليات موسم الموسيقى الأفريقية، الذي ينظمه منتدى أصيلة الثقافي الدولي الـ41. إذ احتضنت مكتبة الأمير بندر بن سلطان في أصيلة، أمسية موسيقية للفنان الأنغولي شالو كوريا، والفنانة المغربية نبيلة معن.
قدم كوريا على إيقاعات احتفالية، وعزف على أنغام الغيتارة الأنغولية التقليدية والهارمونيكا، أغاني تمزج بين الطابع التراثي والألحان المعاصرة. واعتبر المغني والملحن كوريا، أن مشاركته في أصيلة هو امتداد واحتفاء بصوت تراثه في دول القارة الأفريقية كافة، مشيراً إلى سعادته بغنائه ضمن فعاليات موسم ثقافي دولي.
من جانبها، قدمت معن، توليفة من الأنواع الموسيقية بلمستها الفنية في التلحين والأداء، ضمت التراث المغربي والغرناطي والحمدوشي والطرب الأندلسي والملحون، إضافة إلى الموشحات.
وقالت معن لـ«الشرق الأوسط»، إنها مسرورة بمشاركتها الثانية في «موسم أصيلة» لما تتميز به هذه المدينة من عمران وسكان وبحر وموسم يهتم بكل ما هو ثقافي، موضحة أنها سعيدة بالإعلان عن جائزة «الموسيقى الأفريقية»، التي ستخصص لتتويج الأعمال المميزة في الدورات المقبلة للموسم.
وذكرت معن، أنه سبق لها أن شاركت في إحدى السهرات التي أحيتها في مراكش، بعمل مشترك مع الفنان السنغالي يوسوندور؛ حيث غنى كل منهما من تراثه وبإيقاع موسيقي واحد، غير مستبعدة أن تعيد ذلك مع فنانين آخرين.
وأوضح الملحن طارق هلال، زوج معن، وعازف على الغيتارة، أن الموسيقى المغربية هي أساساً أصلها من القارة الأفريقية مثل الملحون والكناوي، مضيفاً أنها تحتوي على الكثير من المقامات الخماسية الموجودة في وسط وجنوب أفريقيا، وقال: «سننخرط في مشروع جائزة الموسيقى الأفريقية ويهمنا ذلك».
ويضم برنامج موسم الموسيقى الأفريقية بأصيلة، مشاركة الفنان السنغالي دودو كواتي، والفنان المغربي عثمان الخلوفي، والفنان ماريو لوسيو، ومجموعة سيمنترا من الرأس الأخضر، والثلاثي وادا من «كناوة أصيلة»، وتتوزع جولاتهم الموسيقية في كل من مكتبة الأمير بندر بن سلطان، وساحة محمد الخامس، وحديقة سيدي الغزواني، وساحة القمرة.
وفي أمسية شاعرية بقصر الثقافة بأصيلة، عزف الرباعي الوتري «العازفون المنفردون لأوركسترا الغرفة الفرنسية»، ليلة السبت الماضي، مقطوعات متنوعة لكبار الموسيقيين سافرت بالحاضرين لنحو 3 قرون من الموسيقى الكلاسيكية، من نيكولو باغنيني إلى أسطورة الصوت ميشيل ليجراند.
وأشاد عازفو رباعي الكورد، في مشاركتهم الرابعة بموسم أصيلة، بـ3 من أساطير الموسيقى الفرنسية؛ ميشيل ليجراند وتشارلز أزنافور وإديث بياف، من خلال عزفهم بعضاً من أفضل موسيقاهم، عبروا فيها عن أحاسيسهم وتناغمهم.
ويعد رباعي الكورد، الذي تشكل عام 1989 بباريس، إحدى فرق موسيقى الغرفة الفرنسية الأكثر شهرة؛ حيث برهنوا أنهم وسيلة لنشر الموسيقى الراقية في منطقة باريس وفي جميع أنحاء فرنسا، كما شاركوا في مهرجانات وعرض موسيقية دولية، منها إسبانيا وألمانيا وإنجلترا وأميركا.