«مجهول» مسرحية فلسطينية من وحي الملاحم الإغريقية عن اللجوء والوطن

تقدم مجموعة من الشبان الفلسطينيين في رام الله مسرحية من وحي الملحمة الإغريقية «الأوديسة» تتناول مشكلات وقضايا اليوم مع تسليط الضوء بشكل خاص على اللجوء ومعنى الفقد وحب الوطن.
وتتناول مسرحية «مجهول» للمخرج الفلسطيني إميل سابا قصة طفل تائه من إحدى الحروب يضيع من والدته أثناء رحلة اللجوء فتتجسد المعاناة في أقسى صورها مع فقد الأهل وفقد الوطن معاً. والعمل مأخوذ عن نص للكاتبة الأميركية من أصل ياباني نعومي إيزوكا مستوحى من ملحمة الأوديسة، وتولى ترجمته وإعداده سابا بالتعاون مع سبين سعادة، حسب «رويترز».
وتعود البطولة إلى عشرة ممثلين من مسرح عشتار بعضهم يقف على المسرح لأول مرة بعد أن تولى سابا تدريبهم وإعدادهم. وقال سابا لـ«رويترز» بعد العرض: «اخترت هذا العمل المسرحي لأنه يلامس الواقع الذي نعيشه اليوم مع سماعنا للكثير من القصص عن غرق المهاجرين في البحر الهاربين من بلدانهم إما بسبب الحروب أو الفقر». وأضاف: «سبق وأن شاركت في تمثيل هذه المسرحية في أميركا مع ممثلين أميركيين لكنها قدمت في حينه بقالب أميركي وأردت أن أقدمها في هذا العرض بقالب فلسطيني مع الحفاظ على النص الأصلي للعمل المسرحي». وما إن يدخل الجمهور إلى قاعة المسرح يجد ثلاثة شبان وسبع شابات يجلسون كأنهم في سفينة يحمل بعضهم حقيبة سفر فيما تحمل واحدة منهم ما يشير إلى أنه طفلها. ويستخدم المخرج المؤثرات الصوتية والإضاءة التي تنقل الجمهور إلى جو إبحار السفينة وسط الأمواج إضافة إلى أصوات القذائف والتفجيرات.
وقال سابا إنه يسعى في الأعمال المسرحية التي يخرجها إلى الاعتماد على المؤثرات الصوتية والإضاءة أكثر من الديكور ليكون قادراً على عرض المسرحية في أكثر من مكان. وبحسب صناع العمل فإن خروجه للنور استغرق نحو الشهرين ما بين قراءة النص والتدريب على التمثيل. وقال سابا: «كان معنا في هذا العرض طلاب تمثيل يقفون للمرة الأولى على خشبة المسرح أمام الجمهور». وقدم الممثل علاء صانع في أول وقوف له على خشبة المسرح الشخصية الرئيسية في العرض، وهو الولد الذي ضاع من أمه وهو صغير خلال رحلة اللجوء في البحر وعندما كان يسأله أحد عن اسمه يقول إنه لا أحد. وفي أكثر من مشهد خلال المسرحية تظهر كريستين عبد الله التي قدمت دور الأم وهي تخيط الكفن في إشارة إلى اقتناعها بأن طفلها الذي فقدته في البحر خلال رحلة اللجوء قد مات.