«التحالف» يستقطب مقاتلين في التنف

مناورات على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية

صور من حساب «جيش مغاوير الثورة» لمناورات التحالف الدولي ضد «داعش» على مثلث الحدود السورية
صور من حساب «جيش مغاوير الثورة» لمناورات التحالف الدولي ضد «داعش» على مثلث الحدود السورية
TT

«التحالف» يستقطب مقاتلين في التنف

صور من حساب «جيش مغاوير الثورة» لمناورات التحالف الدولي ضد «داعش» على مثلث الحدود السورية
صور من حساب «جيش مغاوير الثورة» لمناورات التحالف الدولي ضد «داعش» على مثلث الحدود السورية

وسط حالة من التوتر والترقب في منطقة شرق الفرات بسوريا، فتحت قوات التحالف الدولي، على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية، باب الانتساب إلى صفوفها، وذلك وسط أنباء عن قيام قوات التحالف بمناورات عسكرية في قاعدة التنف، بمشاركة مقاتلين من المعارضة السورية.
وأفادت مصادر إعلامية معارضة باستخدام أنواع عدة من الصواريخ وراجمات الصواريخ والمدفعية والهاونات، في المناورات، وذلك استعداداً لمواجهات محتملة من تنظيم «داعش» في البادية السورية. وأكدت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، أن قاعدة التنف التابعة للقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية فتحت باب الانتساب إلى صفوفها، أمام أبناء المنطقة، حيث سيتم تدريب المنتسبين في معسكرات بالأردن.
كان موقع «فرات بوست» قد نقل عن مصادر خاصة «قيام التحالف الدولي بفتح باب الانتساب، بهدف تعزيز قدرات التحالف العسكرية في البادية»، بينما تشهد القاعدة تحرّكات عسكرية لقوات التحالف الدولي.
ونشر «جيش مغاوير الثورة»، على حسابه في موقع «تويتر»، الجمعة، أنه يقوم بتدريبات ناجحة، إلى جانب قوات التحالف، ولم يصب أي شخص بالأذى أثناء التدريبات، لافتاً إلى أن التدريبات تهدف إلى صقل مهاراته لدحر «داعش»، وضمان عدم عودتهم إلى منطقة الـ55 كم (حدود منطقة التنف).
وتقع قاعدة التنف في محيط معبر التنف الحدودي مع الأردن والعراق في صحراء الحماد جنوب شرقي محافظة حمص السورية، على بعد 240 كلم من مدينة تدمر.
في سياق متصل، قالت مصادر محلية في دير الزور إن تعزيزات عسكرية ولوجستية أميركية وصلت الأسبوع الماضي إلى قاعدة حقل العمر النفطي على الضفة الشرقية لنهر الفرات (10 كم عن مدينة الميادين) في محافظة دير الزور. فيما قال موقع «فرات بوست» إن «معدات عسكرية مؤلفة من قوارب مطاطية وعبّارات نهرية وصلت إلى قاعدة حقل العمر النفطي عبر طائرات شحن ومروحية تابعة للتحالف الدولي، كما تم تركيب كاميرات مراقبة متطورة في محيط القاعدة».
كانت تقارير إعلامية قد تحدثت، في وقت سابق، عن نية الولايات المتحدة الأميركية دعم تشكيل قوة محلية عربية في المنطقة الشرقية، إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» (ذات الأغلبية الكردية)، وذكرت في هذا السياق أن قائد «جيش سوريا الجديد»، مهند الطلاع، قام، قبل شهرين، بزيارات سرية إلى قاعدة العمر، وأيضاً إلى تركيا.
و«جيش سوريا الجديد» أنشئ نهاية عام 2015 برعاية من دول عربية وغربية صديقة للشعب السوريّ. وجميع عناصره مقاتلون سابقون في تشكيلات «الجيش الحرّ»، يخضعون لبرامج تدريب عسكري احترافية في معسكرات في الداخل والخارج.
وتشير المعلومات الواردة من شرق الفرات إلى قيام الولايات المتحدة الأميركية بتوسيع وتعزيز قاعدتها العسكرية في حقل العمر النفطي، لا سيما المطار العسكري.
في مقابل ذلك تزيد إيران من تعزيز نشر ميليشياتها في محافظة دير الزور، مع نشاط متنامٍ في نشر الحسينيات والدعوة إلى التشيع والتجنيد في مناطق الميادين والبوكمال، كما تواصل تنظيم رحلات حج إلى منطقة عين علي قرب مدينة القورية، باعتبارها مزاراً شيعياً، أعادت بناءه العام الماضي.
ودير الزور هي ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، وخزان سوريا النفطي، وتتقاسم النفوذ فيها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وروسيا، وقوات التحالف التي تدعم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الكردية، التي أرسلت إليها الولايات المتحدة شحنتين من الأسلحة، الشهر الماضي، رغم انتهاء المعارك بين «قسد» وتنظيم «داعش»، بعد سيطرة الأولى على آخر معاقل التنظيم في دير الزور.
من جانب آخر، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن تزايد حالات العصيان في صفوف «قسد» بعد إصدار الإدارة الذاتية قانوناً جديداً لـ«التجنيد» الإجباري للشبان، في مناطق سيطرتها في شرق الفرات، ومنها أجزاء من مدينتي الحسكة والقامشلي وبلدات عامودا والدرباسية.
وشهدت الأيام الأخيرة توتراً عالياً بين القوات الإيرانية والقوات الروسية، على خلفية منع روسيا لميلشيات إيرانية من التمركز في عدد من المناطق القريبة من الحدود مع العراق.
، جاء ذلك بعد أسبوع من اجتماع مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والروسي والأميركي في إسرائيل، الذي ترافق مع التوتر الإيراني الأميركي المتزايد في منطقة الخليج.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.