جعجع: باسيل أعادنا 50 سنة إلى الوراء

TT

جعجع: باسيل أعادنا 50 سنة إلى الوراء

عدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «كي يزول التشنج في البلد يجب أن يزول الخطاب الذي يتسبب به وزير الخارجية جبران باسيل»، مشدداً على أن «باسيل أعادنا 50 عاماً إلى الوراء... يطرح الأمور بقلب أسود، ويشنج الأجواء من جديد».
ورأى أنه «لإزالة التشنج والعودة إلى حياة سياسية طبيعية، فعلى باسيل أن يوقف خطاباته المتشنجة ومهاجمة الآخرين وإثارة مواضيع كانت حساسة أيام الحرب، والبعض منها سبب حرباً بين اللبنانيين».
وقال جعجع في حديث إذاعي إن وزير الخارجية «يعيد المواضيع الخلافية الحساسة ويتمرجل في الوقت الذي لم يكن هو في الحرب». وتمنى «ألا تكون تصريحات الوزير باسيل خلال زيارته الجنوب مماثلة لتصريحاته أثناء زيارته الجبل وطرابلس، لأن الضرر الذي لحق بلبنان حتى الآن دفعنا جميعاً للانكباب على إنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، وحتى هذه المحاولات الخجولة تعطلت بسبب خطابات متشنجة أدت إلى انعكاسات تترجمت في الجبل».
وأضاف: «بدلاً من أن يعتذر باسيل عما تسبب به في الجبل، عطّل الحكومة للضغط لتحويل قضية الجبل مسبقاً إلى المجلس العدلي. هناك تسلسل طبيعي للأمور. التحقيقات يجب أن تكتمل ويجب أن يسلم من يظهره التحقيق مذنباً، وعلى ضوء التحقيقات الأولية تأخذ الأمور مجراها، فإما تحال القضية إلى المجلس العدلي أو لا. يجب عدم إطلاق أحكام مسبقة».
وأشار إلى أن «حوادث عدة حصلت في لبنان ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص لم تحول إلى المجلس العدلي. مع كل أسفنا على الضحايا، إلا إن إحالة الملف إلى المجلس العدلي يعود إلى التوصيف القانوني الذي يصدر عن التحقيقات، وهذا ما لا يقبل به باسيل». ولفت إلى أن «هناك أشخاصاً من (التيار الوطني الحر) منزعجون من باسيل بقدر انزعاجنا منه. ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية ميشال عون مؤيداً لما يفعله باسيل أم لا».
وعن زيارة وفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي» معراب، قال جعجع إن «الوفد شرح لي بالتفصيل ما حصل في الجبل؛ الأسباب التي أدت إلى الحادثة، الاتصالات التي حصلت، ومحاولة لثني باسيل عن الزيارة. مع تأكيدي أن لكل مواطن لبناني الحق في أن يجول لبنان، لكن الأمور تحتاج إلى لباقة وحسن دراية وإدارة».
وأضاف: «تكلمنا أيضاً عن مواضيع عدة؛ كتعطيل الحكومة الذي اتفقنا على أنه غير مقبول. والتركيز الأساسي كان على ألا مشكلة بين المسيحيين والدروز في الجبل، ليطمئن الجميع؛ لأننا نحن من جهة و(الاشتراكي) من جهة أخرى ساهرون على الوضع، رغم التشنجات التي يتسبب فيها باسيل بتصريحاته وخطاباته السياسية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.