«طالبان» تدمر بشاحنة مفخخة مقراً للاستخبارات الأفغانية

مع بدء المحادثات بين وفد من القادة السياسيين وشخصيات المجتمع الأفغاني وقيادات من حركة «طالبان» في الدوحة، لإنهاء 18 عاماً من الحرب، فجّرت «طالبان» شاحنة مفخخة في مقر الاستخبارات الأفغانية بمدينة غزني جنوب شرقي العاصمة كابل، مما أدى إلى مقتل اثني عشر شخصاً وجرح 177 آخرين حسب مصادر حكومية أفغانية.
وأعلنت «طالبان» المسؤولية عن تفجير الشاحنة، حيث أعلن ذبيح الله مجاهد في بيان له: «سقط العشرات من أفراد مديرية الأمن الحكومية بين قتيل وجريح». وأكد عارف نوري الناطق باسم حاكم ولاية غزني مقتل ثمانية أفرد من مديرية الأمن وأربعة مدنيين آخرين وجرح أكثر من خمسين مدنياً. ونقلت وكالة «أريانا» الحكومية عن مصادر في غزني قولها إن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة استهدفت المقر الإقليمي للاستخبارات الأفغانية في منطقة شمير صاحب، صباح أمس (الأحد)، ونقلت الوكالة عن عارف نوري قوله إن عدد القتلى وصل إلى 12 شخصاً وجرح 179 آخرين جراء الانفجار، وأن تسعة من الجرحى من ضباط الاستخبارات، فيما البقية من المدنيين بينهم نساء وطلبة مدارس، حسب قوله.
وكالة «باختر» الأفغانية نقلت عن الناطق باسم حاكم غزني في وقت لاحق أن عدد القتلى وصل إلى عشرين شخصاً، بعد الانفجار الذي وقع في سيارة مفخخة في مدينة غزني، مضيفاً أن 12 مدنياً بينهم أطفال من بين القتلى في التفجير، وأن أكثر من 88 من المدنيين جُرِحوا، وأن مبنى الاستخبارات الأفغانية وعدداً من المنازل القريبة منه تم تدميرها بالتفجير. وقال ظاهر شاه نكمال مدير إدارة الصحة في إقليم غزني إن عدد الضحايا قد يزيد بسبب حالة بعض الجرحى الحرجة.
ويقع مقر الاستخبارات الأفغانية في مدينة غزني وسط منطقة مزدحمة، ويمثل الهجوم الجديد أحدث هجمات «طالبان» على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية.
وفي نبأ آخر نقلته وكالة «باختر»، فإن عدداً من المسلحين الأجانب قُتلوا في غارات جوية في ولاية نورستان شرق أفغانستان، وحسبما نقلته الوكالة فإن الغارة وقعت في منطقة ميهان، والمسلحون القتلى كانوا يعدون لهجمات ونشاطات عنف، وتم تدمير جميع الأسلحة والمواد المتفجرة التي كانت بحوزتهم.
ونقل موقع «ميل أون لاين» البريطاني عن مصادر قولها إن فريقاً من القوات الخاصة البريطانية قاموا بمهاجمة 100 من مسلحي تنظيم «داعش» في معركة استمرت ست ساعات متواصلة بعد تفجير سيارة العائلة من قبل مسلحي تنظيم «داعش». وحسب الموقع، فإن القوات الخاصة استخدمت قوارب نهرية خاصة في ولاية كونار شرق أفغانستان. وأضاف الموقع البريطاني أن القوات الخاصة البريطانية وقعت تحت قصف شديد، مما أجبرها على التراجع والانسحاب من المنطقة.
من جانبها، نقلت وكالة «خاما بريس» المقربة من وزارة الدفاع الأفغانية عن قيادة الأركان قولها إن القوات الحكومية شنت 11 هجوماً وعملية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن قوات الجيش شنت 15 هجوماً مشتركاً، وأن القوات الخاصة قامت بـ97 عملية لمواجهة المسلحين المناوئين للحكومة». وأضاف البيان أن سلاح الجو اشترك في 11 عملية حيث قدم الدعم الجوي للقوات الحكومية. وشملت العمليات المذكورة أربع عشرة ولاية أفغانية، وأدت إلى مقتل 65 من المسلحين خلال العمليات، كما جرحت 28 آخرين، وأن قوات حلف شمال الأطلسي قدمت أيضا الدعم والإسناد للقوات الحكومية الأفغانية أثناء هذه العمليات.
ونقلت وكالة «خاما» عن وزارة الداخلية الأفغانية قولها إن قوات الأمن قتلت حاكم الظل المعيَّن من «طالبان» في ولاية ميدان وردك غرب العاصمة كابل. وحسب البيان، فإن القوات الخاصة شنت عملية في منطقة نرخ، و قتلت أثناء العملية أمين الله حاكم الظل من «طالبان» مع ستة من حراسه.
ويأتي تكثيف «طالبان» هجماتها متزامناً مع بدء المحادثات بين وفد مكون من أكثر من ستين شخصية أفغانية قدموا من كابل مع قيادات المكتب السياسي لحركة «طالبان» الأفغانية يستمر يومي الأحد والاثنين برعاية الحكومتين الألمانية والقطرية.
ويأتي الاجتماع في قطر في إطار جهود دبلوماسية للتوصل إلى تفاهمات أفغانية قبل التوصل إلى اتفاق سلام بين مفاوضي «طالبان» والمبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد.
ويمثل وفد الشخصيات الذي يلتقي وفد «طالبان» عدداً من الأحزاب السياسية الأفغانية، والشخصيات الفاعلة في المجتمع الأفغاني، بينهم عدد من النساء والمدرسين في الجامعات وقادة الرأي.
وكان المبعوث الأميركي إلى أفغانستان والمتحدث باسم المكتب السياسي لـ«طالبان» أعلنا عن تفاؤلهما بعد أسبوع من المفاوضات في الدوحة حيث أقر الطرفان بإحراز تقدم كبير في المفاوضات حول النقاط الأربع المدرجة على جدول المحادثات، وهي: «انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية منطلقاً لنشاط جماعات إرهابية تعمل ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ووقف شامل لإطلاق النار وبدء حوار بين الحكومة الأفغانية و(طالبان)».
وترفض «طالبان» حتى الآن الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية معتبرة إياها دمية بيد القوات الأميركية، فيما لم تعارض «طالبان» وجود مسؤولين حكوميين في الوفد القادم إلى الدوحة شريطة جلوس الجميع ليس بصفتهم الحزبية أو الوظيفية، وإنما «كونهم مواطنين أفغاناً».
وتسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان مع مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تفاؤله أثناء زيارته الأخيرة إلى كابل قبل أسبوعين حول إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع «طالبان»، مطلع سبتمبر المقبل.