أكثر من 2400 وفاة بوباء «إيبولا».. وأعداد مضاعفة من الإصابات به

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن أسوأ موجة من وباء فيروس الحمى النزفية «إيبولا» قد تسببت في وفاة أكثر من 2400 شخص في غرب أفريقيا، وأكدت أن الإصابات بلغت مرتين أكثر من عدد الوفيات. وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «في 12 سبتمبر (أيلول) سجلنا 4784 حالة إصابة وأكثر من 2400 وفاة». لكنها توقعت أن يكون عدد الوفيات أكبر من هذا الرقم بكثير.
وأضافت تشان: «في الدول الثلاث الأكثر تضررا، يتزايد هذا الرقم بسرعة تفوق قدرات استجابة المجتمع الدولي له.. وفي ليبيريا لم يعد يتوفر أي سرير لعلاج مرضى إيبولا». ولم تحدد تشان إن كانت هذه الأرقام تشمل نيجيريا بالإضافة إلى الدول الثلاث التي يتفشى فيها الوباء في غرب أفريقيا وهي غينيا وسيراليون وليبيريا. وكانت منظمة الصحة العالمية أوردت في إحصاء سابق الثلاثاء الماضي أن 2300 شخص لقوا حتفهم نتيجة المرض في الدول الأربع منذ بداية العام.
وأعلنت المنظمة أن تفشي الإيبولا أسرع من القدرة على احتوائه وأنه يتخطى قدرات السلطات الصحية في دول غرب أفريقيا على احتوائه. وقالت تشان بأن «تفشي الإيبولا هو الأكبر والأعقد والأشد منذ ظهور المرض قبل نحو أربعة عقود». وبدأ ظهور الوباء في مارس (آذار) وأصيب به مواطنون في السنغال أيضا.
كما انتشر الوباء في الكونغو الديمقراطية إذ أعلن وزير الصحة مساء أول من أمس أنه حصد 37 قتيلا في المنطقة الموبوءة بهذا الفيروس في شمال غربي البلاد، محذرا من أن الوباء يواصل انتشاره.
وعلى صعيد المساعي الدولية لمكافحة «إيبولا» تعهدت كوبا بتقديم مساعدات طبية كبيرة إلى الدول المنكوبة، إذ أعلن وزير الصحة فيها أثناء مؤتمر صحافي مع تشان أن بلاده سترسل 165 طبيبا وممرضة إلى سيراليون لمدة ستة أشهر للمساعدة في مكافحة فيروس إيبولا.
وأعلنت وزيرة الدولة الفرنسية للتنمية والفرنكوفونية انيك جيرادين مساء أول من أمس في دكار أن فرنسا ستعزز تعبئتها لمساعدة غينيا في التصدي لفيروس إيبولا موضحة أن دولا أوروبية أخرى ستتخذ إجراءات مماثلة في ليبيريا وسيراليون. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزيرة أن «مبدأ الوقاية ما زال قائما ويجب اعتماده باستمرار. هناك قرارات اتخذت بالنسبة لوقف الخطوط الجوية». وكان سيراليون قد أدانت مواقف شركات فرنسية، إذ ندد سيراليون كايفلا مارا وزير المالية فيها الخميس بـ«حصار اقتصادي في قطاع النقل» بعد أن علقت سبع من تسع شركات رحلاتها بتوصية من الحكومة الفرنسية.
وفي إطار الدعم المالي لمكافحة الوباء نقلت «رويترز» عن مصدر أميركي مطلع أن مؤسسة بول ألين، وهو الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت، أعلنت أمس الخميس عن تبرعها بمبلغ 9 ملايين دولار لدعم جهود الولايات المتحدة لمكافحة تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا. وتأتي هذه المنحة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في وقت تحذر فيه منظمات دولية ومن بينها «أطباء بلا حدود» ومنظمة الصحة العالمية من أن الموارد اللازمة لاحتواء الوباء وعلاج المصابين لا تكفي، بشكل مأساوي.
وسيساعد هذا التبرع من مؤسسة «بول ألين فاملي» مراكز مكافحة الأمراض على إنشاء مراكز للعمليات الطارئة في غينيا وليبيريا وسيراليون. وكتب ألين في مقال من المقرر نشره على مدونته أن «مأساة مرض الإيبولا هو أننا نعرف كيف نتعامل معه لكن الحكومات في غرب أفريقيا في حاجة ماسة إلى مزيد من الموارد والحلول. ويتعين على العالم المتقدم أن يعزز الآن هذه الموارد والحلول». وكانت مؤسسة ألين قد تبرعت الشهر الماضي بمبلغ 8.‏2 مليون دولار للصليب الأحمر الأميركي لصالح عمله في مكافحة المرض.
وفي شيكاغو أعلنت السلطات الصحية عن تحسن ملحوظ في صحة مصاب أميركي ثالث بالإيبولا، بعد تلقيه جرعة من بلازما الدم من طبيب أميركي تم شفاؤه من المرض، فضلا عن جرعة من علاج تجريبي.
وذكر الدكتور فيل سميث أحد المعالجين للطبيب ريك ساكرا (51 عاما) في إفادة صحافية أن ساكرا تلقى جرعتين من بلازما الدم من الطبيب كينت برانتلي وهو ما يصفه الأطباء بأنه «مصل النقاهة»، كما تلقى جرعات ليلية من علاج تجريبي لم يكشف عن اسمه. ويعالج ساكرا في وحدة خاصة بالمركز الطبي بجامعة نبراسكا في مدينة أوماها. وقال سميث: «لا أعرف إلى أي مدى يعود الفضل في تحسنه إلى العقار وإلى مصل النقاهة وإلى السوائل الوريدية». وكان ساكرا قد وصل إلى مستشفى نبراسكا يوم الجمعة الماضي قادما من ليبيريا. وقالت زوجته ديبي ساكرا بأنه أصيب بالمرض يوم 29 أغسطس (آب) خلال عمله في أحد مستشفيات ليبيريا.