الأحمد يتهم «حماس» بأنها «لا تريد المصالحة»

بعد رد سلبي حول تسليم معبر رفح وبقية الوزارات

جانب من المواجهات التي شهدها قطاع غزة أول من أمس (الجمعة) بين مشاركين في مسيرات العودة وجنود الاحتلال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
جانب من المواجهات التي شهدها قطاع غزة أول من أمس (الجمعة) بين مشاركين في مسيرات العودة وجنود الاحتلال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

الأحمد يتهم «حماس» بأنها «لا تريد المصالحة»

جانب من المواجهات التي شهدها قطاع غزة أول من أمس (الجمعة) بين مشاركين في مسيرات العودة وجنود الاحتلال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
جانب من المواجهات التي شهدها قطاع غزة أول من أمس (الجمعة) بين مشاركين في مسيرات العودة وجنود الاحتلال الإسرائيلي (إ.ب.أ)

اتهم عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، حركة «حماس»، بأنها غير جدية في إنهاء الانقسام.
وقال الأحمد في تصريحات بثتها الإذاعة الفلسطينية الرسمية: «نحن لدينا قناعة أن حماس غير جدية إطلاقاً، ولا تمتلك إرادة إنهاء الانقسام، وتمتلك الرغبة في استمرار الانقسام ومحاولة خلط الأوراق في اتصالات هنا وهناك، وتجاوز التحرك المصري».
وجاءت اتهامات الأحمد بعد أيام من إعلان «حماس» أنها لن تسلّم المقرات والوزارات إلى السلطة، لأنها يجب أن تكون شريكة في كل شيء. وكان هذا أول تعليق من «حماس» على تحرك مصري جديد لتحقيق المصالحة.
وقال الأحمد: «تحركت مصر في بداية شهر مايو (أيار) في ملف المصالحة، والتقت معنا. وأؤكد تماماً أن مصر اقترحت أفكاراً ليست جديدة، لكنها حول كيفية تطبيق اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) 2017 وكل التفاهمات والاتفاقيات التي وقعت، لأننا لسنا بحاجة إلى جلسات حوار واتفاقيات جديدة». وأضاف: «تمت دراسة هذه الأفكار من جانبنا وأرسلنا رسالة خطية إلى مصر لتحديد موقفنا بشكل واضح ونهائي، وبالفعل كما كان مقرراً أن هناك وفداً سيزور غزة، وآخر يزور رام الله، لنقل إجابات حركة حماس بشكل نهائي».
وتابع: «سبق أن قلت في تصريح موسع في نهاية الشهر الماضي، إن المصريين أبلغوا (فتح) أن (حماس) أبلغتهم بأنها تنسجم مع معظم الورقة التي أرسلتها (فتح) إلى مصر، رداً على الأفكار التي طرحت من جانب القاهرة علينا». وأردف: «رد (حماس) عملياً كان عبر الإعلام يوم 25 من الشهر الماضي، في تصريح لناطق من (حماس)، حيث قال بالحرف الواحد إن (حماس) لن تسلم السلطة تحت أي ظرف، ومعبر رفح أيضاً».
وأوضح الأحمد: «لذلك قررت مصر عدم إرسال الوفد إلى غزة ولم تتم اتصالات جديدة معنا، لا من قبل الأشقاء المصريين ولا من أي طرف آخر».
وكان القيادي البارز في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق قال الأسبوع الماضي، إن الحركة ليست «قوة احتلال» حتى تسلم مقاليد الحكم بغزة للسلطة الفلسطينية وترحل. وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة: «نحن في بلدنا، ونحن شركاء في إدارة شأننا الفلسطيني، سواء في رام الله أو غزة، وهذه العقلية يجب أن ننبذها من بيننا».
وتعقيب أبو مرزوق جاء بعد أيام من إعلان الأحمد عن تطورات في ملف المصالحة الداخلية.
وعودة ملف المصالحة إلى الواجهة يأتي بعد نحو عام على تجميد الملف بسبب خلافات حول تمكين الحكومة الفلسطينية والعقوبات على قطاع غزة ومباحثات التهدئة مع إسرائيل.
وتحدث الأحمد عن اتصال بينه وبين القيادي في «حماس» موسى أبو مرزوق، بحسب ما أشار الأخير، لكنه أكد أن هذا الاتصال كان فقط من أجل تبادل التهاني بمناسبة الأعياد.
وشدّد الأحمد على أن الاتصال حول المصالحة لن يكون إلا عبر مصر.
ولمح الأحمد إلى وجود مشكلة حول تسلم معبر رفح. وقال: «قلنا إن المسألة ليست 90 في المائة وليست 99 في المائة، نريد 100 في المائة، وتناولنا موضوع العمل في معبر رفح تحديداً». وأضاف: «أبلغت الأشقاء المصريين أن المعبر أهميته مثل أهمية عمل كل الوزارات، والعنوان هو السيادة، وسيطرة الحكومة على إدارة البلد».
وتشير تصريحات الأحمد إلى عودة الجمود ما في ملف المصالحة بسبب موقف «حماس» من معبر رفح وبقية الوزارات.
وكانت «فتح» قد تمسكت بتطبيق اتفاق 2017 للمصالحة وطلبت موافقة خطية من «حماس» بشأن ذلك. وتريد «فتح» اتفاق 2017 لأنه يقضي بتسليم «حماس» قطاع غزة فوراً بما يشمل الأمن والمعابر والجباية والقضاء وسلطة الأراضي، لكن «حماس» ترفض وتريد اتفاق 2011، لأنه يقضي بتشكيل حكومة وحدة مهمتها إجراء انتخابات بعد عدة أشهر ويعطيها الحق بالتدخل في إعادة تشكيل عقيدة الأجهزة الأمنية ويشمل منظمة التحرير في الاتفاق. ويبدو أن الخلاف حول هذا الأمر مستمر.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».