جونسون يقترح ضريبة دخل بريطانية على عمالقة التكنولوجيا

جونسون يقترح ضريبة دخل بريطانية على عمالقة التكنولوجيا
TT

جونسون يقترح ضريبة دخل بريطانية على عمالقة التكنولوجيا

جونسون يقترح ضريبة دخل بريطانية على عمالقة التكنولوجيا

قال بوريس جونسون، المرشح الأوفر حظا لخلافة تيريزا ماي في منصب رئيس وزراء بريطانيا، إنه يجب على الحكومة أن تجد وسيلة لفرض ضريبة على الدخل لشركات التكنولوجيا العالمية الكبرى.
ومتحدثا في مدينة يورك بشمال إنجلترا مساء الخميس، قال جونسون: «أعتقد أنه من غير المنصف للغاية أن الشركات التجارية تدفع ضريبة باهظة... في حين أن عمالقة الإنترنت.. فيسبوك وأمازون ونتفليكس وغوغل.. لا تدفع شيئا تقريبا». وأضاف قائلا: «علينا أن نجد وسيلة لإخضاع عمالقة الإنترنت للضريبة على الدخل، لأن الوضع الحالي هو ببساطة غير عادل».
وجاء مقترح جونسون في وقت تواجه فيه شركة «أمازون»، عملاق التجارة الإلكترونية الأميركي، مراجعة أولية من قبل جهات حماية المنافسة ومنع الاحتكار في بريطانيا، على خلفية عرض الشركة شراء حصة في شركة توصيل المواد الغذائية البريطانية «ديليفرو».
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن بيان لهيئة المنافسة والأسواق في بريطانيا نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الجمعة أن لديها «أسبابا معقولة» تدفع إلى الاعتقاد بأن «أمازون» و«ديليفرو» لم تعودا شركتين منفصلتين، أو أنهما في سبيلهما إلى الدخول في صفقة اندماج مع بعضهما في المستقبل القريب.
وتعني المراجعة الأولية أنه لن يكون بإمكان «أمازون» إبرام الصفقة مع «ديليفرو»، وأنه يتعين على الشركتين مواصلة العمل ككيانين منفصلين.
وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أعلنت «أمازون» أنها قررت استثمار 575 مليون دولار في «ديليفرو»، مقابل حصة أقلية، من أجل دعم الشركة، ومقرها لندن، في توسيع شبكتها وفريق التكنولوجيا لديها ومنافسة شركات مثل «جاست إيت بي إل سي» و«أوبر تكنولوجيز انكوربوريشن»، في السوق الأوروبية، حيث المنافسة الشرسة في صناعة توصيل المواد الغذائية. ووفقا لـ«بلومبرغ»، فإن هذه الصناعة في بريطانيا تتميز بأنها أكثر تنافسية.
وكانت «أمازون» أغلقت العام الماضي شركتها لتوصيل الأغذية التي كانت تركز على العاصمة البريطانية لندن، وأعربت في الوقت نفسه عن طموحها في المملكة المتحدة من خلال شركة «برايم ناو» التي تقدم خدمات التوصيل إلى كثير من المدن البريطانية خلال ساعتين. ولكنها تواجه منافسة شرسة من شركات محلية أخرى مثل «أوكادو غروب»، الرائدة في توصيل مواد البقالة عبر الإنترنت، والتي تأمل في إنجاز خدمة التوصيل في نصف هذا الوقت.



تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
TT

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو - اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

وقال تيل ليوبولد، رئيس شؤون العمل والأجور وخلق الوظائف في «المنتدى الاقتصادي العالمي»: «اتجاهات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحولات التكنولوجية السريعة، تقلب الصناعات وأسواق العمل، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة ومخاطر عميقة». وأضاف: «الوقت الآن للعمل معاً من قبل الشركات والحكومات، والاستثمار في المهارات، وبناء قوة عاملة عالمية متكافئة وقادرة على الصمود».

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.