أشتية: سنذهب لانتخابات عامة إذا لم نتفاهم مع «حماس»

يبحث في جولة عربية خطة حكومته لـ«الانفكاك» عن مؤسسات الاحتلال

TT

أشتية: سنذهب لانتخابات عامة إذا لم نتفاهم مع «حماس»

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور محمد أشتية، أمس (الجمعة)، إن السلطة الفلسطينية ستذهب إلى انتخابات عامة إذا لم تتمكن من الوصول إلى تفاهم مع حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة. وجاء كلامه عشية بدئه سلسلة جولات في الدول العربية لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، من جهة، ودرس مخطط حكومته لـ«الانفكاك عن الارتباطات التي لم تعد واقعية» بالمؤسسات التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، إن أشتية سيبدأ هذه الجولات بزيارة للعاصمة الأردنية عمّان، اليوم، وتستمر يومين، وذلك بمشاركة كل من وزراء الصحة والاقتصاد والزراعة والنقل والمواصلات والمالية والطاقة. وسيلتقي أشتية بنظيره الأردني عمر الرزاز يوم غد الأحد لبحث سبل التعاون بين الطرفين في كافة المجالات. كما ستعقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء المعنيين لبحث آفاق الانفكاك من الاحتلال.
وقبيل مغادرته إلى عمّان، شارك أشتية في افتتاح المؤتمر العام الثاني عشر لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في مدينة رام الله، وتحدث عن ضرورة إجراء انتخابات عامة، في حال لم تكن هناك إمكانية للتفاهم مع حركة «حماس»، قائلاً: «إذا لم تكن هناك إمكانية للتفاهم مع حماس، نريد أن نحتكم إلى شعبنا، ولنذهب لانتخابات عامة، من أجل أن يقول الشعب كلمته، ونحن جاهزون لذلك».
وتطرق أشتية إلى القضية التي تقض مضاجع الفلسطينيين، والمتعلقة بقيام عدد من النشطاء والسماسرة ببيع العقارات العربية لجمعيات استيطانية، فقال: «سنعمل على مقاضاة كل من هو متورط في ملف المستوطنات، سواء كانوا دبلوماسيين أو شركات أو مستوطنين، في كل مكان من أراضينا، بما في ذلك القدس». وهاجم الإدارة الأميركية لإقدامها على تبني السياسة الإسرائيلية الاحتلالية في القدس الشرقية والضفة الغربية، فقال: «رأينا قبل أيام سفير دولة عظمى يتباهى بهدم أحد بيوت سلوان، من أجل المساهمة في حفر نفق لتسهيل حركة المستوطنين». وأضاف: «لم يحصل مثل هذا الأمر في تاريخ الدبلوماسية في العالم». وقصد بذلك قيام السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، بالمشاركة في مراسم افتتاح نفق جنوب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.