«الجيش الوطني» يسقط مقاتلة لـ«الوفاق»... وحفتر يتعهد تحرير العاصمة

حكومة طرابلس تحتجز روسيين اثنين بتهمة محاولة التأثير على الانتخابات المقبلة

TT

«الجيش الوطني» يسقط مقاتلة لـ«الوفاق»... وحفتر يتعهد تحرير العاصمة

أسقطت دفاعات «الجيش الوطني» الليبي مقاتلة تابعة لقوات حكومة «الوفاق» في مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرقي العاصمة)، ما نتج عنه مقتل قائدها، في وقت تعهد القائد العام المشير خليفة حفتر، باستمرار معركة طرابلس، حتى «تحرير» العاصمة وطرد الميليشيات منها، وهي المعركة التي خلفت إلى الآن قرابة ألف قتيل، وأكثر من 5 آلاف جريح، حسب تصريح منظمة الصحة العالمية في ليبيا أمس.
وأعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني»، مساء أول من أمس، أن القوات أسقطت مقاتلة تابعة لحكومة «الوفاق» في مدينة ترهونة، وقال إن الدفاعات الأرضية «أسقطت طائرة (39 - إل)، نتج عنه مقتل قائدها، وذلك بعد إقلاعها من الكلية الجوية مصراتة للإغارة على الأمنيين في مدينة ترهونة».
وفور انتشار صور حطام طائرة ومظلة وأشلاء بشرية في منطقة زراعية، قيل إنها تعود للطائرة التي أسقطت، قال العقيد طيار محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة «الوفاق»، التي تستعد لتلقي طائرات «درون» من تركيا، حسب ما أوردته قناة «العربية» أمس، «لقد فقدنا الاتصال بطائرة تابعة لسلاح الجو الليبي من نوع (39L)، كانت تقوم بمهمة قتالية جنوب العاصمة». لكن ليست هذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها قوات «الجيش الوطني» طائرات عسكرية تابعة لقوات «الوفاق»، حيث تكررت مرات عدة، من بينها طائرات مسيرة «درون».
ميدانياً، قالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة لـ«الجيش الوطني» أمس، إن القيادة العامة أصدرت أوامرها للقوات بتحريك الكتائب العسكرية ضمن الموجة الثانية للمشاركة في العمليات القتالية. لافتة إلى أن هذه الموجة تضم مجموعة من الكتائب العسكرية، تشارك لأول مرة منذ انطلاق عملية «طوفان الكرامة»، لكن دون أن توضح المكان الذي تحركت إليه هذه القوات.
في شأن قريب، نفى حفتر «اتهامات بأن الجيش استولى على مطارات مؤسسة النفط»، لكنه تمسك بـ«الاحتفاظ بحق استخدامها إذا لزم الأمر»، متعهداً بمواصلة حماية كافة المنشآت النفطية.
وقال حفتر لوكالة «بلومبرغ» الأميركية العالمية، نشرتها، أمس إن «المؤسسة الوطنية للنفط، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، هي التي تبيع النفط الليبي الخام، وهي من يمتلك حالياً الامتياز الحصري في تصديره». مضيفا أن «الجيش ليس تاجراً... الجيش لا يبيع النفط بشكل قانوني أو غير قانوني»، مشددا على ضرورة «عدم استخدام موارد قطاع النفط وعائداته لدعم الإرهابيين والميليشيات المسلحة، على أن يتجنب المعنيون بالنفط التدخل في الجيش أو في عمله أو العمل ضده». وتابع حفتر موضحا «أكبر مخاوف بعض الدول، وخاصة تلك المعنية بالاقتصاد العالمي، هو تأثير عملياتنا العسكرية على صناعة النفط. لكن الواقع أثبت أن هذه المخاوف لا مبرر لها».
من جهة ثانية، ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أمس، نقلا عما أسمته وثيقة حصلت عليها، أن أفراداً من الأمن ألقوا القبض على شخصين يحملان الجنسية الروسية لاتهامهما بمحاولة التأثير على الانتخابات المقبلة في البلاد.
وأوضحت الوكالة أن رسالة من مكتب الادعاء العام الليبي، موجهة إلى الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، أشارت إلى أن الروسيين «تورطا» في محاولة الترتيب لعقد اجتماع مع سيف الإسلام القذافي، الابن الهارب للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وهو مرشح محتمل في الانتخابات، ويحظى بتأييد بعض المسؤولين في روسيا. ولم يقم المسؤولون الروس على الفور بالتعقيب على ذلك.
وأشارت «بلومبرغ» إلى غياب أي دور للولايات المتحدة في ليبيا، وإلى أن الروس «يتقربون إلى أحد الزعماء ويدعى القذافي».
وكانت ليبيا قد خططت لإجراء انتخابات خلال العام الحالي، حسب خارطة طريق برعاية الأمم المتحدة. لكن الهجوم على العاصمة طرابلس من جانب قائد قوات شرق ليبيا المشير خليفة حفتر أدى إلى إخفاق هذه الخطة. وذكر مكتب الادعاء العام في رسالته إلى حكومة طرابلس أنه تم ضبط أجهزة حواسب آلية نقالة، وشرائح ذاكرة تثبت أن الروسيين يعملان مع مجموعة «تخصصت في التأثير على الانتخابات، المقرر عقدها في العديد من الدول الأفريقية»، ومن بينها ليبيا. لكن روسي ثالث تمكن من مغادرة ليبيا قبل مداهمة قوات الأمن لمقر سكنهم. وأضافت بلومبرغ أن رسالة الادعاء العام لحكومة طرابلس تعود إلى الثالث من يوليو (تموز) الجاري. لكن الرسالة لم تذكر تاريخا محددا للقبض على الروسيين. كما نقلت الوكالة عن مسؤول ليبي، لم تسمه، قوله إن عملية احتجاز الروسيين نفذت في طرابلس في مايو (أيار) الماضي.
في شأن آخر، دعا مجلس الأمن الدولي أمس إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، في بيان حظي بدعم الولايات المتحدة،. بينما أعلن الاتحاد الأوروبي في ليبيا، في بيان، أمس، تقديم 10 ملايين يورو إضافية لدعم البلديات في جنوب ليبيا، وذلك بهدف تحسين البنية التحتية العامة، فضلاً عن الخدمات الصحية والتعليمية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.