السبسي يوقّع أمراً بدعوة التونسيين للانتخابات التشريعية والرئاسية

TT

السبسي يوقّع أمراً بدعوة التونسيين للانتخابات التشريعية والرئاسية

أكدت سعيدة قراش، المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وقّع أمس على أمر رئاسي، يدعو بموجبه الناخبين التونسيين إلى التوجه نحو صناديق الاقتراع، لينهي بذلك الجدل السياسي والقانوني حول ضرورة احترام المراحل التي تسبق العملية الانتخابية، وليؤكد في الوقت ذاته أن الانتخابات ستجري حسب الروزنامة، التي حددتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وأوضحت قراش أن رئيس الجمهورية تعهد بإتمام عهدته الرئاسية ليقطع الطريق أمام الجدل الدائر حول شغور محتمل للمنصب، مؤكدة أن مراسم التوقيع على الأمر الرئاسي ستبث صوتاً وصورة على الموقع الرسمي للرئاسة، لتنهي بذلك كل الإشاعات والأخبار الزائفة، التي رافقت إصابة الرئيس التونسي بوعكة صحية، استوجبت نقله خلال الأسبوع الماضي إلى المستشفى العسكري بالعاصمة التونسية لتلقي العلاج.
في السياق ذاته، كشف نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن تمسك أعضاء الهيئة بروزنامة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في الثلث الأخير من السنة الحالية. وقال في اجتماع نظمته الهيئة وسط العاصمة التونسية مع الأحزاب السياسية، أمس، خصص لتناول استعدادات الهيئة لفترة فتح أبواب الترشح، إنه لا مجال لتأخير الانتخابات، مؤكداً على أن هيئة الانتخابات ستشرع في قبول الترشحات للانتخابات البرلمانية في 22 من يوليو (تموز) الحالي.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد حددت يوم السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، على أن تجري الانتخابات الرئاسية في 17 من نوفمبر المقبل.
ويدخل هذا الاجتماع في إطار تكريس مبدأ «التشاركية والإعلام»، الذي دأبت عليه الهيئة منذ سنة 2011 لإخبار المواطنين بحصيلة عملية تسجيل الناخبين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي جرت في الرابع من الشهر الحالي، علاوة على التعريف بشروط وإجراءات الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
وخلال هذا الاجتماع، طالب بفون بالكف عن ممارسة الضغوط على هيئة الانتخابات، معتبراً أنها وباعتبارها هيئة دستورية «تنأى بنفسها عن كل التجاذبات السياسية، ولا تناصر شقاً سياسياً على حساب الآخرين»، وأكد في المقابل أنها ظلت تسعى طوال سنوات وجودها إلى «الحفاظ على شرعيتها الشعبية ومصداقيتها داخلياً وخارجياً»، بعد أن نجحت في تنظيم مختلف المحطات الانتخابية السابقة، على حد تعبيره. ويأتي هذا الاجتماع، الذي نظمته هيئة الانتخابات، في اليوم نفسه الذي وقع فيه الرئيس أمره الرئاسي الذي يدعو الناخبين إلى التوجه إلى مكاتب الاقتراع، وهو إجراء دستوري ضروري لإجراء الانتخابات، حيث ينص الدستور التونسي على ضرورة صدوره قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات، وهو ما يصادف السادس من يوليو الحالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».