استغراب لبناني من خطة دمج اللاجئين الفلسطينيين

TT

استغراب لبناني من خطة دمج اللاجئين الفلسطينيين

استغرب المسؤولون اللبنانيون والفاعليات السياسية من إصرار مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر على توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفق خطة يعدها للسلام في الشرق الأوسط. وما دعاهم إلى الاستهجان زعمه أن دمج اللاجئين يحقق ما يطمح إليه لبنان ويسميه «الحل العادل» للقضية، وتجاهل رفض المسؤولين اللبنانيين المساهمة في أعمال ورشة البحرين. وأعربوا عن أملهم في أن يتفهم كوشنر موقف لبنان وأن تكون الحلول المقترحة التي وعد بها «براغماتية وقابلة للتطبيق» وفق ما تنطوي عليه هذه العبارات بالنسبة للبنان الرسمي والقيادة الفلسطينية وليس كما يراها كوشنر.
وقلّل هؤلاء من شأن الذريعة التي لجأ إليها صهر الرئيس من أن دمج اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان يوفر لهم «سبيلا يمكنّهم من الحصول على حقوق إضافية وأن يعيشوا أفضل».
وسألت «الشرق الأوسط» الوزير الأسبق حسن منيمنة عن موقفه من تصريحات كوشنر، فعلّق قائلا إن «تصريحات كوشنر ليست جديدة وسبق أن وردت لدى شرحه مشروع صفقة القرن». وأضاف: «كوشنر لا يعرف تاريخ المنطقة ولا يلّم بما هو عليه الصراع العربي - الإسرائيلي ويتصرف وكأن حل القضية الفلسطينية صفقة تجارية عنوة عن الحقوق المشروعة لشعب احتلت أرضه بالقوة». وتابع: «هل يعلم كوشنر أن الدستور اللبناني يمنع توطين الفلسطينيين وأن جميع القوى والفاعليات السياسية تؤيد ذلك بقوة ومن دون تردد؟».
وأشار منيمنة إلى أنه دعا إلى اجتماع للجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني يوم الخميس المقبل للتداول بنتائج ورشة البحرين، وما أفرزته، وإصرار كوشنر على دمج اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وسئل منيمنة عن العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين الباقين حاليا في لبنان فقال إنه نحو 174 ألف نسمة، وفقا لإحصاء أجرته إدارة الإحصاء المركزي الرسمية بالتنسيق مع إدارة الإحصاء الفلسطيني. ولفت إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين أتوا من سوريا إلى لبنان أثناء اندلاع الأزمة السورية كان 60 ألفا وحاليا لا يتجاوز 22 ألفا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.