ملحم زين: {السوشيال ميديا} مفهوم حديث أخطأ كثيرون في كيفية استخدامه

يطل في «مهرجانات بيبلوس الدولية» ليغني موشحات أندلسية

أطلق الفنان ملحم زين «ميني ألبوم» يتضمن 5 أغنيات جديدة بعنوان «ملحم زين 2019»
أطلق الفنان ملحم زين «ميني ألبوم» يتضمن 5 أغنيات جديدة بعنوان «ملحم زين 2019»
TT

ملحم زين: {السوشيال ميديا} مفهوم حديث أخطأ كثيرون في كيفية استخدامه

أطلق الفنان ملحم زين «ميني ألبوم» يتضمن 5 أغنيات جديدة بعنوان «ملحم زين 2019»
أطلق الفنان ملحم زين «ميني ألبوم» يتضمن 5 أغنيات جديدة بعنوان «ملحم زين 2019»

قال المطرب ملحم زين إنه على الفنان أن يخلع عباءته بين وقت وآخر فيحدث تغييرا ملحوظا في أعماله كي لا يقع في التكرار. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في ألبومي الجديد لامست أسلوبا فنيا جديدا لم يسبق لي أن أديته من قبل كما في أغنية (لهون وبس) التي تتسم بنمط غنائي مغاير تماما عما سبق أن قدّمته في مشواري الفني». وكان ملحم زين قد أطلق مؤخرا «ميني ألبوم» بعنوان «ملحم زين 2019» ويتألف من 5 أغنيات وهي «صفّي قلبي» و«مدري شو بني» و«قولوا» ومن مدة» و«لهون وبس» شارك في كتابتها عدد من الشعراء وجميعها من ألحان سليم سلامة ومن إنتاج شركة «بلاتينيوم ريكوردز».
«يتمتع الملحن سليم سلامة بقدرة على التلوين والتنويع في ألحانه». يعلق صاحب لقب «ريّس الأغنية اللبنانية» في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويتابع: «وهذا الأمر ساهم في جمعنا أكثر من مرة منذ بداياتي حتى اليوم. وعندما أجد ما أرغب في سماعه من سلامة أو غيره فإني لا أتردد في غنائه بكل طيبة خاطر. فالأغنية الجميلة على الفنان أن يقتنص فرصة غنائها دون شك».
يجمع ملحم زين في ألبومه الجديد الرومانسية والحلم من خلال كلمات أغاني تخاطب سامعها بلسان حاله فلا يمل من سماعها. وكذلك تحضر فيها الحداثة في الأداء وفي التوزيع الموسيقي، ومن بينها أغان تتمتع بالنمط الإيقاعي الذي عوّدنا عليه في أغان سابقة. «تطرقت إلى المقسوم البطيء وإلى تركيبة موسيقية جديدة وكذلك إلى الحداثة كي أسجل الفرق. فالألبوم بصمة أولى في مشوار التغيير، ولا يمكنني أن أقدّم تغييراً كاملاً بين ليلة وضحاها أو أن أترك لون الطرب الشعبي إلى مكان آخر نقدّم فيه اليوم أغنية من نوع يعرف بـ(Future Base)، أي الموسيقى المركّبة التي لا تحمل هوية معينة، وصحيح أنني أقدمت على مجازفة ولكنها وصلت إلى الناس».
والمعروف عن ملحم زين دماثة أخلاقه مع زملائه الفنانين ووفاؤه لمن يتعاون معه من موسيقيين وشعراء. ويعلّق: «الوفاء قيمة إنسانية لا تتعلق فقط بالأشخاص الذين نعمل معهم وهي من الشيم الأخلاقية التي أتبعها في حياتي.
والفنان يجب أن يثابر أيضا على تجديد جلده ولذلك هناك موسيقيون كثر يلفتونني اليوم سبق أن تعاونت معهم أيضا أمثال وسام الأمير وبلال الزين وعمر صباغ وسمير صفير وأكن لأعمالهم إعجابا كبيرا».
المجازفة التي أقدم عليها زين في أغانيه الجديدة سيكمل فصولها التغييرية مع عملية تصوير جديدة أيضا تعرف بـ«مودبورد». «هو أسلوب جديد في تصوير الأغاني بعيدا عن التقليدية المتبعة في هذا الإطار». يوضح ملحم زين ويتابع: «فهي ترتكز على تصوير أغاني الألبوم مرة واحدة في موقع واحد مع تغيير الديكورات المطلوبة لتحمل كل منها أجواء مختلفة. وهذا الأمر يسهّل علي مهمة تنفيذ الكليب الغنائي لكوني لست من الفنانين الذين يستطيعون تحمل طول تصويرها الذي يتطلب مرات كثيرة أكثر من 30 ساعة للأغنية الواحدة. ولقد اخترت المخرج الرائد سعيد الماروق لينفذها وسأطلقها على مراحل».
ويؤكد زين أنه لمس نجاح أغانيه الجديدة بعد إحيائه مهرجانات طرابلس مؤخرا.
«لقد تفاعل معي الجمهور بشكل كبير بعد أن حفظوها وراحوا يرددونها معي». ولكن ما هو التغيير الذي أحدثه على المسرح النمط الغنائي الجديد الذي تؤديه؟ يرد: «طوال مشواري الفني كنت أنوع في أغانيّ ولا أتقيد بنمطية واحدة. وكان هذا الأمر يلقى تجاوبا كبيرا من الحضور. والتغيير الوحيد الذي يرافق خطوتي في ألبومي الجديد اليوم هو ضرورة اللجوء إلى أوركسترا أكبر. فالأغاني تتمتع بتوزيع موسيقي مغاير يحتاج إلى آلات عازفة متنوعة. وهمّي الوحيد وأنا أقف على خشبة المسرح أمام الجمهور هو أن يستمتع بما أقدمه من أنواع موسيقى تتراوح ما بين الفولكلور اللبناني والشعبي والدبكة والكلاسيكي والحديث الذي يبرز حاليا في عدد من أغاني ألبومي».
ويحيي ملحم زين هذا الصيف عددا كبيرا من المهرجانات الفنية في مناطق لبنانية مختلفة وبينها جونية وصور وقرطبا والمدفون وغيرها، إضافة إلى حفلات أخرى خارج لبنان وهي كناية عن جولات فنية في بلدان أوروبية وأستراليا وأميركا الجنوبية وفي البرازيل والأرجنتين. ولكن أين أنت من مهرجانات تقام في بيروت؟ يرد: «أتمنى أن أغني في مهرجانات تقام في بيروت ولكنها تنحصر اليوم بواحد معروف وهو (أعياد بيروت).
ولم تسنح لي الفرصة بعد للمشاركة فيها مع أني أتمنى ذلك. فالقيمون عليها وهم من أعز الأصدقاء يلجأون إلى استضافة فنانين محددين كل عام وبشكل متكرر. وأحزن لكون بيروت لا تتمتع بمهرجان دولي أسوة بمدن لبنانية أخرى كبعلبك وصيدا وبيبلوس وصور».
وعما ستتضمنها حفلته في مهرجانات بيبلوس الدولية لهذا العام والتي تقام في 26 الحالي بمشاركة الموسيقي شربل روحانا يقول: «سأقدم حفلة مغايرة تماما عما سبق أن أحرزته في هذا المجال. فسأغني أمام نحو 6000 شخص مع أوركسترا ضخمة يقودها شربل روحانا وأؤدي الموشحات الأندلسية على أنواعها وهي المرة الأولى التي أقدمها على المسرح. وأتمنى أن أنجح في هذه الخطوة خصوصا أن الأغاني التي سأؤديها قديمة ويعود بعضها إلى ما قبل عامي 1850 و1905. فأعتبره مهرجانا استثنائيا قلبا وقالبا خصوصا أنه لا أحد من الفنانين سبق أن قدّم هذه الأنماط الغنائية في مهرجانات لبنانية».
وعن التغييرات الرئيسية التي يلحظها اليوم على الساحة الفنية بعد مرور نحو 15 عاما على دخوله عالم الغناء يقول: «التغيير الأساسي والوحيد الذي طرأ على الساحة الفنية هو انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بحيث إنها تكتسح الساحة بقوة. وما لا أستوعبه هو هذا المفهوم الخاطئ عند البعض بأن من لا يدخل هذه الموجة يفشل وينتهي مشواره وهو أمر غير دقيق بتاتا. فهناك من يصور الوضع وكأن النجاح لا يتأتى سوى عبر حسابات إلكترونية كـ(إنستغرام) ولذلك عليه أن يبقى عليها بشكل دائم وممل. وبرأيي هذا الاعتقاد السائد غير صحيح كليا وهناك كم كبير من الفنانين الذين لا يستخدمون هذه الوسائل ومع ذلك لا يزالون نجوم الساحة العربية كجورج وسوف وكاظم الساهر وصابر الرباعي ووائل كفوري وغيرهم. كما أن هذه الوسائل كشفت عورات أشخاص فوقعوا في أوحال صنعوها بأيديهم وشكلت مذلة كبيرة لهم على أصعدة كثيرة».
ولكنك أنت نفسك طرحت ألبومك الجديد بشكل رقمي فانتميت أيضا إلى العالم الافتراضي؟ «هنا الأمر مغاير تماما لكون الوضوح يسود هذا النوع من العمليات الإلكترونية بحيث في استطاعتي أن أعرف وبالأرقام عدد المستمعين إلى أغاني ألبومي الجديد وما حققه من نجاحات على مواقع إلكترونية مختلفة. فالطابع تجاري بامتياز والجميل هو أن الفنان يستطيع مراقبة حركة الألبوم وهو يجلس على كرسيه ليتعرف إلى مدى انتشاره على الكرة الأرضية بأجمعها». وهل تحن إلى زمن الـ«سي دي» الذي رافقك منذ بداياتك؟ «أول ألبوم أصدرته في بداياتي (إنت مشيت) كانت الشرائط التسجيلية (كاسيت) لا تزال موجودة ومن بعدها انتشرت الأسطوانات المدمجة. وأحن كثيرا لتلك الحقبة لما كانت تحمل من ذكريات جميلة وأحزن عندما أسترجعها لاشتياقي الكبير لها».
وعما إذا كان سيتابع إصدارات أعماله الجديدة على طريقة الـ«ميني ألبوم» بعيدا عن عدد أغان يفوق الـ12 أحيانا يعلق: «سأتمسك بهذا الأسلوب الجديد، لا بل أفكر بأن ينقص عدد (تراكات) الألبوم الواحد لأقل من 5 أغنيات. وسأثابر على طرح أغان فردية وملونة بين وقت وآخر. فبهذه الطريقة أعطي لكل أغنية حقها وبالتالي لا يستغرق الألبوم وقتا طويلا لإصداره ولتسويقه».
ذكرت في إحدى إطلالاتك التلفزيونية الأخيرة بأنك تمنيت لو كانت أغنية «3 دقات» للفنان أبو من نصيبك... لماذا؟ يرد: «لقد أعجبت كثيرا بهذه الأغنية وكانت مناسبة لي لأدخل بها على الأسواق المصرية، وليس عندي أي حرج بأن أؤديها على المسرح في حفلاتي ولكن هذا الأمر لم يحدث حتى الساعة». وعن رأيه بالساحة الفنية اليوم يقول: «إنها تمر بأحلى أيامها بعد أن هدأت وتغربلت وغابت عنها أصوات النشاز وأخرى استعراضية فقط».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».