الاتحاد الأوروبي: حل الدولتين هو الأفضل

TT

الاتحاد الأوروبي: حل الدولتين هو الأفضل

قالت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سوزانا تيرستال، إن حل الدولتين هو أفضل حل متفق عليه من قبل غالبية الزعماء، وإنه لا بديل عنه.
وأضافت في كلمة لها أمام الحضور في مؤتمر هرتسليا السنوي الذي يقام في معهد الدراسات المتعددة المجالات وتقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الاستراتيجية، أن «إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل هو الحل الوحيد لحل النزاع العربي – الإسرائيلي.
وتساءلت تيرستال «إن إسرائيليين وفلسطينيين كثيرين يعتقدون أن هذا الحل غير ممكن، إذن ما هو الحل بنظركم؟ هل هو أن يسمح بتقاسم العدل والازدهار الاقتصادي؟». وفي انتقاد واضح للدور الأميركي، قالت تيرستال: «إن أي قرار آخر من شأنه أن يكون غير ديمقراطي ويزيد من عدم الاستقرار».
وجاءت أقوال تيرستال في وقت نشر فيه البيت الأبيض الشق الاقتصادي من خطة السلام «سلام للازدهار».
وقال جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام، إنه «في وقت قاطعت فيه القيادة الفلسطينية مؤتمر المنامة وحاولت إفشاله، يحق للفلسطينيين أن يدرسوا الخطة بأنفسهم قبل أن يقولوا كلمة الفصل فيها».
ويرفض الفلسطينيون انفراد الولايات المتحدة في عملية سلام، كما رفضوا سلفاً خطة السلام المعروفة باسم صفقة القرن وشقها الاقتصادي. ويتطلع الفلسطينيون إلى دعم الاتحاد الأوروبي من أجل إطلاق مؤتمر دولي للسلام ينتج منه آلية دولية متعددة لرعاية المفاوضات.
وقالت تيرستال، إن الاتحاد الأوروبي يتمتع بعلاقات مزدهرة مع إسرائيل، ويتطلع إلى الجهود المشتركة لحل النزاع ضمن الطرق الدبلوماسية الديمقراطية لتحقيق السلام بالشرق الأوسط. وأضافت: «الاتحاد الأوروبي ملتزم بأمن إسرائيل، وهو أحد الشواغل الرئيسية بالنسبة للاتحاد الذي يتمثل دوره في دعم السلام».
لكن في إسرائيل يتطلعون بعين الشك إلى هذه العلاقة مع اتهامات متواصلة للاتحاد بدعم الفلسطينيين. وانتقد رون بروسور، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق وسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، دور الاتحاد الأوروبي، ورد على تيرستال: «يقول الاتحاد الأوروبي دائماً إنه يريد المشاركة في العمليات، لكن ما هي النزاعات التي تم حلها؟ الاتحاد الأوروبي ليس لاعباً في الساحة الدولية، ولا يوجد سياسي واحد يعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيحقق السلام في الشرق الأوسط».
ورد إيمانويل جيوفرت، سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، على بروسور بقوله: إن الحوار السياسي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي «ليس مستمراً كما ينبغي». وأضاف: «الاتحاد يقوم بعمليات غير منظورة، خلف الكواليس».
وتابع: «لقد ساهم في حل مشكلات مقلقة لإسرائيل».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.