موسيقى الراب.. غزة تعلّم الفن والحياة.. لا للموت

نجحت مجموعة من الشبان في غزة بتسجيل أغنية مصورة من موسيقى الراب، تحت القصف الذي استمر سبعة أسابيع متصلة خلال الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع.
الشبان الخمسة هم أعضاء فريق "بالستينيان يونيت"، واستوحوا أغنيتهم المصورة من قصيدة "نحن نعلمكم الحياة سيدي"، للناشطة الفلسطينية رفيف زيادة.
وتتضمن الأغنية مشاهد ولقطات لما حدث في غزة خلال الحملة الاسرائيلية.
وقال خميس أبو شعبان عضو الفريق، إن فكرة الفرقة توصيل رسالة بطريقة ثانية من خلال دمجها بالموسيقى. لهذا لحّنوا القصيدة وحوّلوها الى أغنية. وكل جزء منها يحكي قصة مختلفة، فمنها ما يغنّى بالراب.. وبعضها تغنى ار.ان.بي.. وأجزاء أخرى تحكى إلقاء، بحيث أن تصل اخيرا رسالة واحدة مفادها أن الشعب الفلسطيني يعلّم الحياة.
استغرق الفريق نحو عشرة أيام في تركيب الصوت على مشاهد من شوارع غزة، التي تغيرت معالمها، وأصبح كثير من مبانيها أنقاضا بعد القصف الاسرائيلي.
من جهته، اعتبر عضو ثان في الفريق واسمه أيمن مغامس، أنّ الأغنية تحوي العديد من الرسائل، منها أن يشهد العالم وحشية الاحتلال الاسرائيلي، وأن يعرف العالم ايضا عن طريق اللغة التي يفهمها العالم، وهي لغة الموسيقى، أن الشعب الفلسطيني شعب ينظر الى السلام ويأمل في السلام ويريد السلام بكل جوراحه وبكل طوائفه.
وكان عضو ثالث في فريق بالستينيان يونيت، هو محمد الجبالي يرافق سيارة إسعاف تابعة للصليب الاحمر في غزة أثناء الحملة الاسرائيلية حاملا كاميرا الفيديو.
وقال الجبالي إن المجهود الذي استطاعوا تقديمه كان أكثر من طاقتهم، إذ أنهم يعيشون في وضع جدّ مأساوي في ظل القصف، واستطاعوا التعبير عن الصورة الموجودة لديهم؛ فمن خلال هذه الأغنية وعلى الرغم من كل الظروف التي مرّوا ويمرون بها استطاعوا توصيل صورة للعالم أنهم يستطيعون العيش ولهم حياة. وأنّهم يعلّمون الحياة.
يذكر أنّ الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزّة بدأت في الثامن من يوليو (تموز). وتقول وزارة الصحة الفلسطينية، ان ما يزيد على ألفين ومائة فلسطيني قتلوا خلالها معظمهم مدنيون. كما أسفرت الحملة أيضا عن هدم آلاف المباني وتشريد زهاء 500 ألف فلسطيني من أهالي القطاع.