العقاقير المخفضة للكولسترول تطيل عمر مرضى الخرف

العقاقير المخفضة للكولسترول تطيل عمر مرضى الخرف
TT

العقاقير المخفضة للكولسترول تطيل عمر مرضى الخرف

العقاقير المخفضة للكولسترول تطيل عمر مرضى الخرف

توصلت دراسة سويدية عرضت أمس بمؤتمر الأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب، إلى وجود علاقة بشكل كبير وملحوظ بين استخدام العقاقير الخافضة للكولسترول وتخفيض خطر الوفيات لدى مرضى الخرف.
ووفق الدراسة التي حللت بيانات 44 ألفاً و920 مريضاً سويدياً من سجلات مرضى الخرف بالسويد، بين عامي 2008 و2015، فإن مستخدمي عقار تخفيض الكولسترول «الستاتين» من مرضى الخرف، قل لديهم خطر الوفاة بسبب السكتة الدماغية بنسبة 22 في المائة، عند المقارنة مع الآخرين الذين لم يستخدموا هذا الدواء.
ويثبط هذا الدواء الإنزيم «HMG-CoA reductase» المسؤول عن تصنيع الكولسترول في الكبد، والذي يقوم بدوره بتصنيع 70 في المائة من المجموع الكلي للكولسترول في الجسم.
وأظهر البحث أيضاً أن فاعلية هذا الدواء مع مرضى الخرف تزيد بنسبة ثلاثة أضعاف لدى مرضى الخرف المعتدل، وسبع مرات أكثر لدى مرضى الخرف الشديد. وكان التأثير الوقائي لهذا العقار واضحاً لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 75 عاماً (قلت نسبة الوفاة بنسبة 27 في المائة).
ويقول بوجانا بيتيك، من معهد «كارولينسكا» بالسويد، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره أمس موقع الأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب: «البقاء على قيد الحياة عند المرضى الذين يعانون من الخرف متغير. وقد حددت الدراسات السابقة كثيراً من العوامل المرتبطة بالبقاء، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند هؤلاء المرضى، وهذه أول دراسة تبحث تأثير العقاقير المخفضة للكولسترول».
ولم تتطرق الدراسة إلى المكونات التي توجد في عقار «الستاتين» لتمنحه هذه الميزة لمرضى الخرف، وهو ما سيسعى الفريق البحثي لتناوله في دراسات تالية؛ لكنهم أوجدوا فقط ارتباطاً بين تناول هذا العقار وتخفيض خطر الوفاة لدى مرضى الخرف، كما تقول الدكتورة سارة غارسيا بتاتيك، من معهد «كارولينسكا» بالسويد في التقرير ذاته.
وتضيف: «هذه دراسة جماعية، ما يعني أن المرضى لم يتم اختيارهم بصورة عشوائية للعلاج، كما لو كانوا في تجربة سريرية. لهذا السبب يمكننا فقط إظهار الارتباط، وليس بالتأكيد إثبات أن العقار يتسبب في هذا الانخفاض بمعدل الوفيات».
ويؤثر الخرف على نحو 10 ملايين شخص في أوروبا، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات بحلول عام 2030. ويرجع ذلك بشكل كبير إلى شيخوخة السكان، ويزيد معدل انتشار الخرف بشكل كبير مع تقدم العمر، ما يؤثر على 5 في المائة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ويصل إلى 50 في المائة بحلول 90 عاماً.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».