حذّر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من حركة التغير المناخي وتداعياته عالمياً، مشيراً إلى أن حركته باتت تفوق سرعة تحرك البشر لمواجهته، وقال: «في كل أسبوع نشهد كارثة طبيعية جديدة، تجبر أعداداً متزايدة من البشر على النزوح من مناطقهم، وخلال الأسبوع الماضي سجلت تقارير علمية عدة ارتفاع سرعة ذوبان الجليد في منطقة الهمالايا، ما يؤكد أن الخطر والتهديد يزداد يوماً بعد الآخر، ويتطلب تسريع وتيرة العمل وتحقيق التزام فعليّ لحماية البشرية والكوكب بشكل عام».
وأضاف غوتيريش، خلال كلمته في انطلاق أعمال «اجتماع أبوظبي للمناخ» أمس: «هناك جهود كبيرة لموجهة التغير المناخي، لكنها غير كافية، لذا يجب التركيز على الوفاء بالتزامات وتعهدات اتفاق باريس للمناخ، فبحسب الدراسات أمامنا أقل من 12 عاماً فحسب لمواجهة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الأرض والعمل على خفض مسبباتها، وإلا سنصل لمرحلة لن تفلح أي جهود لمعالجتها أو التغلب عليها أو تفادي الكوارث التي ستسببها».
وأوضح الأمين العام أن عدم كفاية الجهود العالمية للعمل من أجل المناخ شكّل الدافع الرئيس وراء الدعوة إلى عقد قمة الأمم المتحدة للمناح في نيويورك، في سبتمبر (أيلول) المقبل، للتأكيد على جميع القادة وصانعي القرار عالمياً، الالتزام بوقف حركة التعدين عن الفحم بحلول 2020، وخفض انبعاثات الكربون عالمياً بنسبة 25 في المائة بحلول 2030، والوصول إلى معدل تحييد انبعاثات الكربون بشكل كامل بحلول 2050، واعتماد آليات ومعايير بناء خضراء للبنية التحتية، والعمل على دعم الصندوق الأخضر للعمل من أجل المناخ بتوفير 100 مليار دولار لتعزيز جهود مواجهة التغير المناخي عالمياً، وبالأخص في الدول النامية. وأشار إلى أن اجتماع أبوظبي يمثل فرصة فعالة لجميع الدول وصناع القرار لتجهيز خططهم ومبادراتهم للوفاء بالالتزامات والتعهدات وقياس ودراسة ما تم تحقيقه سابقاً وما يجب العمل عليه خلال المرحلة المقبلة لعرضه على قمة الأمم المتحدة للمناخ في سبتمبر المقبل.
وانطلقت أمس أعمال «اجتماع أبوظبي للمناخ» بحضور الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وتستمر على مدى يومين، بمشاركة 100 مسؤول عالمي رفيع المستوى، ووزراء من دول عدة حول العالم، وأكثر من 2000 من صناع القرار وممثلي الدول والخبراء والمختصين العالميين في مجال العمل من أجل المناخ من أكثر من 160 دولة.
كما يتضمن جدول أعمال «اجتماع أبوظبي للمناخ» 5 مناقشات رفيعة المستوى، وعدداً من الجلسات العامة التي تجمع بين أبرز الشخصيات العالمية الداعية للعمل من أجل المناخ، وتهدف المناقشات والجلسات التي يتضمنها إلى تحديد أفضل الطرق المتاحة لمعالجة وتجنب الآثار الكارثية المحتملة للتغير المناخي على كوكب الأرض وموارده وسكانه، والعمل على التكيف معها.
ويمثل اجتماع أبوظبي للمناخ الخطوة التحضيرية لرسم ملامح السياسات والمبادرات والقرارات التي سيتم طرحها على أجندة أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك المقرر انعقادها في سبتمبر المقبل.
وخلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع تم التركيز على أهمية تكثيف العمل العالمي الجماعي، وضرورة اتخاذ إجراءات متعددة الأطراف، باعتبارها الطريقة الوحيدة التي يمكن للإنسانية عبرها مواجهة التغير المناخي، ورفع قدراتها على التكيف مع تداعياته السلبية، وما يخلفه من ظواهر مناخية متطرفة.
من جهته، قال الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، إن اجتماع أبوظبي للمناخ يوفر المنصة المثلى لممثلي القطاعين الحكومي والخاص، وصناع القرار والخبراء والمختصين ومسؤولي الأمم المتحدة لتحديد توجهاتهم وطموحاتهم تجاه المناخ وتوسعة سقف العمل السياسي والفني من أجل المناخ والوقوف على أهم القرارات والإجراءات الواجب طرحها خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ، لذا يجب أن نستغل هذا التجمع بالشكل الأمثل لتحديد توجهاتنا المستقبلية لمواجهة التحدي الأهم الذي يواجه البشرية وكوكب الأرض حالياً.
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من سرعة التغيّر المناخي
قال في «اجتماع أبوظبي للمناخ» إن العالم يشهد كارثة طبيعية أسبوعياً
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من سرعة التغيّر المناخي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة