الدهون تُعطل عمل خلايا المخ المسؤولة عن مقاومة الجوع

تمكن فريق بحثي دولي، من تحديد مسؤولية النظام الغذائي الغني بالدهون في تعطيل عمل خلايا بالدماغ مسؤولة عن تنظيم تناول الطعام.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية ساينس «Science» الشهرية، وجد الفريق البحثي الذي يضم باحثين من الولايات المتحدة الأميركية، والسويد، والمملكة المتحدة، أنّ «بعض خلايا الدماغ المشاركة في الحد من الإفراط في تناول الطعام بفئران التجارب، أصبحت أقل نشاطاً بعد أن تمت تغذية الفئران بنظام غذائي غني بالدهون».
ويعرف معظم الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة، أنّه كلما زاد تناولهم للأطعمة الدهنية، أصبحوا أكثر ميلاً لتناول الطعام، وربما اكتشف الباحثون جزءاً من السبب في دراستهم الجديدة.
وخلال الدراسة، راقب الفريق البحثي الخلايا العصبية في دماغ الفئران باستخدام تقنية تعرف باسم «تصوير الكالسيوم ثنائي الفوتون»، وذلك بعد أن غُذّيت بنظام غذائي دهني، فوجدوا أنّ الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد الجانبي بالمخ والمسؤولة عن قمع الجوع، التي تكون مهمتها إخبار الفئران عندما يكون لديها ما يكفي من الطعام، قد تعطلت عن أداء مهمتها.
وتعتمد تقنية تصوير الكالسيوم ثنائي الفوتون على مراقبة مستوى الكالسيوم داخل الخلايا، إذ إنّه منظم مهم جداً لكثير من العمليات الفسيولوجية في الأنسجة الوعائية، ويكون التغير في مستواه مؤشراً على عدم أداء الخلايا لوظيفتها، وركز الباحثون بشكل خاص على نشاط الدماغ في المنطقة المعروفة بـ«ما تحت المهاد الجانبي»، حيث أظهرت الأبحاث السابقة أنّه الجزء الدماغي المشارك في تنظيم الشعور بالجوع.
ويقول د. غاريت ستوب، من قسم بيولوجيا الخلية وعلم وظائف الأعضاء في جامعة نورث كارولينا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير عرضه موقع الجامعة بالتزامن مع نشرها: «بعد أسبوعين فقط من نظام الحمية الدهنية، أصبحت الخلايا العصبية الغلوتامية في منطقة ما تحت المهاد الجانبي أقل نشاطاً عند إعطاء الفئران رشفة من ماء السكر، واستمر التخفيض في النشاط مع استمرار النظام الغني بالدهون لمدة 12 أسبوعاً». ويضيف: «قد ننطلق في دراسات تالية إلى تجارب سريرية على البشر، لا سيما أنّ أبحاث سابقة أظهرت أنّ منطقة ما تحت المهاد الجانبي لدى البشر مسؤولة أيضاً عن تنظيم الشعور بالجوع».