ميساء مقدادي أول من أعطى دروس طهي في المزارع العضوية بالإمارات

في حِصصها طبخ واسترخاء وعودة إلى الجذور

ميساء مقدادي تعطي دروساً في المزارع العضوية
ميساء مقدادي تعطي دروساً في المزارع العضوية
TT

ميساء مقدادي أول من أعطى دروس طهي في المزارع العضوية بالإمارات

ميساء مقدادي تعطي دروساً في المزارع العضوية
ميساء مقدادي تعطي دروساً في المزارع العضوية

يمر الزمان ولا تنسى ميساء صواني البندورة المغطاة بقماش وقد وضعتها جدتها عند باب البيت بالقرب من شجرة البوملي، بغية تشميسها في انتظار أن تُحضّر منها الجدة أصنافاً متنوعة مثل معجون البندورة، وإلى جوارها تصطف صوانٍ أخرى فيها ميرمية وزعتر ونعنع؛ وثمار ونباتات أخرى يفوح منها رائحة تعطّر أرجاء الحارة.
لميساء مقدادي أمٌ أخذت عن أمِها حُسن الخلق في التعامل مع النِعم، فقد أحضرت مراراً راعي الأغنام إلى البيت لأجل إنتاج الجبنة النابلسية حتى تضمن نظافة المكونات؛ فيما كان يعبق المنزل برائحة حليب الغنم لأيام، وهذا الشغف المتصالح مع الطبيعة اتضح لاحقاً أنه وراثي.
ميساء مهندسة مدنية انعطف بها الطريق إلى هواية قديمة وأصبحت اليوم مُدرّسة طهي تسير على نهجٍ تعبّر عنه بجملة لا تفارق لسانها: «اللي ما كانت تاكله ست ستك ما تاكله».
من دون تكلّف؛ تستهل «الفلسطينية» ميساء حديثها مع «الشرق الأوسط» بالقول: «زرعت أمي البذرة في مشروعي من غير قصد، فما تبين لي أنه ليس بمقدور شخصٍ من بيئة عادية أن يتقن عملاً من هذا النوع، بدليل أن الكثيرين حاولوا تقليده ولم يفلحوا».
زُبدة مشروعها الذي بدأ في رؤية النور قبل أن يُسدل عام 2013 ستاره، تلخصّه قائلة: «لا يهدف مشروع (دردشات طعام من دبي) إلى نشر الوصفات فقط وإنما أيضاً إلى تعليم تقنيات في الطبخ لا تتأتى إلا عن طريق الخبرة والتجربة في تحضير الأطباق مراراً وتكراراً؛ مع التركيز على العودة إلى الجذور. الطبخ ليس اختراعاً؛ فقط مكونات صحيحة وتقنيات بسيطة تخلو من التعقيد؛ إلا أنها غير موجودة في كتب الطهي أو يوتيوب».
لقد استعارت لون السماء وطلَت بالأزرق طاولة خشبية أصبحت معمل الإبداع خاصتها؛ إذ تتوزّع عليها صحون تأسرك زرقة زخرفتها، تجلبها من مصنع النتشة بمدينة الخليل إلى حيث تقيم في مدينة دبي، ناهيك عن اقتنائها أدوات مطبخية مصنوعة من الخشب أو الفخار على غرار «القصعة المغربية»؛ نصرة منها لأيادٍ تجيد كيمياء الحب بالفطرة.

تحضيرات وصداقات
اتقدت شرارة الفكرة حين كانت تعمل في شركة فرنسية في الأردن وهناك تعرفت على جنسيات مختلفة وتجاذبت معهم أطراف الحديث عن الطعام حول العالم، ثم قررت الاستقالة للتفرع لأولادها والمضي قدماً نحو عمل يتوافق مع هواياتها، فوجدت أن مَدرسة الطهي تناسب أحلامها، أرادت فيها أن ينشأ حديث هادف ولطيف بين المشاركين حول الثقافات والمكونات الغذائية في العالم كله.
ميساء التي تجرّب الوصفة أكثر من أربعين مرة قبل أن تعطيها للمشاركين في الحصص، تقول إنها ليست أفضل من يطهي الطعام لكن احترافها يكمن في القدرة على التحضير بوقت قياسي وبمكونات ذات جودة عالية من الأرض مُقدّمة أطباقها بشكل جذاب، وتضيف: «لدي شغف بتعريف العالم على حضارة فلسطين التي لا يدخر الاحتلال وسعاً لطمسها؛ وبعيداً عن المهاترات السياسية رأيت في تدريس الأطباق الفلسطينية مشروعاً سلمياً قادراً على اجتذاب الكثيرين، فمطبخنا مع الأسف صار منسياً وتجميع الوصفات من الأمهات والجدات اللاوتي يتوزعن في الشتات ليس بالأمر الهيّن كسائر المطابخ في العالم». هي امرأة تعيش في جلباب أمها وجدّتها وفي الوقت نفسه تواكب مستجدات العصر؛ تتقصّى عن كل وصفة بالتواصل مع سيدات يمتلكن خبرة «العتاقي»؛ مستخدمة المكونات العضوية والمحلية قدر الإمكان؛ مع العلم بأنها تتجنب تحديث الوصفات التقليدية فتقدمّها بالشكل الصحيح الذي تناقلته الأجيال.
نظرة حبٍ تتبادلها مع لحظة تعود بها إلى أيام الطفولة، فتقول: «كنت طفلة لأم وأب صيدلانيين كرسّا حياتهما للطعام الصحي، كانت أمي تحرص على توفير الطعام المُحضّر بالبيت بجميع أنواعه فلا أذكر أنها اشترت لنا منقوشة زعتر من مخبز، إضافة إلى تقديسها لقيمة لأعشاب، فقلما أن قدمت للضيوف الشاي أو القهوة، مستعيضة عنهما بالملّيسة واليانسون».
وتتقن مُدّرسة الطهي وصفات لا يعرف سرها إلا الكبيرات في السن، ومن أهمها الخبز الفلسطيني بالزعتر الذي يتطلب جهداً في العجن، والمعمول الذي تجد فيه متعتها، ناهيك عن الكعك والمسخن، وما كان ذلك ليتأتى لولا أنها تعلمت من والدتها إدارة الوقت بشكلٍ سليم وطرق التخزين الصحيحة في المونة السنوية والشغف بالمكونات ذات الخير الوفير؛ وتبدو ممتنة إلى الحد الذي تعجز فيه عن شكر والدتها؛ فتقول: «صنعت أمي بي معروفاً حين غرست بداخلي فكرة مفادها (لنعرف ماذا نأكل)».
التقطت أنفاسها ثم أخبرتني عن جدتها: «أصابع ستي أم غازي - الله يرحمها - الغارقة بزيت الزيتون طوال النهار لن أنساها ما حييت، كانت تعجن بحب وترسل لنا باستمرار طناجر الملفوف وورق العنب».
تخبرني أيضاً بأنها لا تحب مناداتها بـ«شيف»، فعمل الطهاة، حسب رأيها له، أصوله فيما تفضل وصف نفسها بطباخة منزلية. تقول ميساء عن ذلك: «الطبخ المنزلي يعطي المشروع روح البيت، الموضوع ليس فقط أن نطبخ، فذلك الوهج العجيب في الحصة ينتج حين نعلّم وصفات صحية في البيت تتصل بجذور الأرض مما يثير الحماس أكثر، بخلاف لو كانت في استديو طبخ».
ووفق تقييمها يتطور مشروع «دردشات الطعام» بشكل فاق التوقعات، ولعل السبب الأهم في نجاحه؛ المصداقية وربط موضوع الطبخ بقصص من حياتها كما تقول.
تواصل حديثها بروح حلوة تُغبط عليها: «مشروعي يمتاز بالأجواء التي يخلقها الطبخ؛ ويسعدني أن أرى المشاركين قد خرجوا ممتلئين بطاقة إيجابية؛ حتى إنهم يرون في الحصص استرخاء يتخففّون فيه من ضغوط الحياة».
سألناها عن عوامل نجاح مشروع قد يبدو للبعض سهلاً، فرّدت بشفافية: «الأمر بحاجة إلى تحضيرات كبيرة وإتقان سابق للوصفات وطرق التدوين، لأن الحضور لم يجربوا الوصفة قط؛ لنأخذ الحمص مثالا؛ يتوجب علي تحديد المقادير (على التكّة) - بدقة متناهية - كم ليمونة بالضبط ومقدار الطحينية وغيره؛ وهذا يستدعي تكرار التجربة والوزن، الحصة تبدأ في العاشرة لكن استعدادي يبدأ من الساعة السادسة صباحا؛ وفي وقت باكر أجلب المكونات حتى أضمن طزاجتها».
وعما يلفت انتباهها في من يُقبلون على هذا النوع من الورش، تقول: «يلتحق بحصصي أناس مهتمون بالاطلاع على الثقافات الأخرى عن طريق الطعام، وكم أندهش من تناغمهم وعقدهم صداقات عميقة فيما بينهم؛ وتبادلهم الوصفات وحديثهم عن ثقافات مطابخهم بشغف مثير للاهتمام».
تضحك ميساء بعفوية وتحكي: «ثمة أشخاص يقطعون مسافات طويلة من أجل حضور الحصة فأسأل نفسي: «تُرى هل يستحق الأمر هذا العناء! الجواب: نعم يبدو أنه جدير بذلك».

زيت الزيتون عِشقي
في رحلة الحياة تحاول ميساء مقدادي الاعتناء بتوازنها الداخلي، وربما حبها للحقول وممارسة التأمل جزء من هذه المعادلة، فهي أول من أعطى حصص طهي في المزارع العضوية بالإمارات، «نقضي معاً وقتاً ممتعاً؛ (من الأرض للقلاّية للمعدة)؛ لا شيء يفتح الشهية أكثر من مكونات تم حصادها مباشرة من المزرعة»... تغمر السعادة صوتَها هنا.
لم تزر فلسطين من قبل رغم محاولاتها، ولكنها تمكنت بواسطة الطعام تغيير أفكار مغلوطة بشأن القضية الفلسطينية مما أدخل الفرحة والرضا إلى قلبها، تحدثني عن موقف أثرّ بها كثيرا: «هناك سيدة مكسيكية باحت لي بعد خامس حصة أنها كانت في كل يوم أحد تذهب مع رفاقها إلى الكنيسة للتبرع لصالح إسرائيل بدعوى أنها مضطهدة وتتعرض للإرهاب؛ ومن حيث لا أحتسب ذهبت حصص الطعام بها لوجهة مختلفة عندما أدركت المرأة أن ما تعرفه بشأن ما يجري في الشرق الأوسط لا يمتّ للحقيقة بصلة لتقوم بدورها بتصحيح الصورة لدى أصدقائها في المكسيك».
وبالدرجة الأولى يطلب المشاركون المسخن والمنسف والكنافة وشوربة الفريكة التي تحضرّها معلمتهم على طريقتها؛ تلك المعلمة لمست عن كثب ما يُعرف بـ«طاقة النّفس»، موضحة: «سبحان الله قد تمسك إحداهن بعجينة (ولا تنفش) لأن طاقتها سلبية، فيما يحدث العكس مع مشارِكة أخرى أخذت من العجينة نفسها، وهذا ما لا يصدقه عقل».
وقد يُقال «مجرد وصفات والسلام»! والحقيقة أنها عملية متكاملة. تعطي ميساء الشرح حقه، مستشهدة بمثال «الفتوش» الذي يستطيع أياً كان تحضيره، «إلا أن زيت الزيتون إن لم يكن أصلياً من فلسطين والسماق إن لم يكن من عجلون؛ ودبس الرمان ليس من لبنان وإذا لم تكن الخضراوات طازجة وباللهجة الشامية (بتقرش قرش)، فإن الفتوش لا معنى له».
إذن واحد من أهم أسرارها في الطبخ قد اتضح. إنها تجلب مكونات بعينها من «المكان الصحيح»، فزيت الزيتون يصلها كل عام من مدينة جنين، حيث يخرج الزيت بِكراً من عصارّات يبلغ عمرها مئات السنين، وبمناسبة زيت الزيتون تورد ملاحظة بنبرة فخر: «يعدّه الأجانب منتجا فاخرا ويشترونه بسعر باهظ، هم يجهلون أن الزيت من المكونات الأساسية في طعامنا نحن الفلسطينيين؛ استخدمه أجدادنا واستمرت الأجيال في تناوله».
يحلو لها أن تُهدي مقربيها سلالاً تحمل فيها أعمق مشاعرها، فمرطبان «لبنة جرشية» بزيت زيتون من فلسطين يجده المرء في وجبة فطوره يساوي الدنيا، حسب قولها. مفصحة لـ«الشرق الأوسط» أنها تعكف حالياً على إصدار كتاب يتأّلف من قصص ووصفات بأسلوب يضمن أن يستمتع به الصغير والكبير، تختلط فيه الأحاسيس ما بين قصص تُبكي تارة وتضحك تارة أخرى؛ تبعاً لها. وحتى تستكشف ميساء أكبر قدر من النكهات حول العالم لا تنقطع عن السفر وزيارة المطاعم. تقول صاحبة النَفس الأصيل في ختام حديثها: «أخلق الفرص من أجل تطوير ذاتي وأدائي؛ زرت تركيا وبرشلونة وتايلند وحضرت في كل منها حصص طهي منزلية أغنت تجربتي بالاطلاع على ثقافات الشعوب؛ وآمل يوماً أن اصطحب الشغوفات بهذا المجال في رحلة واسعة النطاق».



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.