يبدو أن الأسبوع الحالي حمل مستجدات أفضل في كل أحوالها من الأسابيع الأربعة الماضية، التي كانت بمثابة كابوس جمود أمام الجهود الأممية الرامية إلى دفع ملف السلام في اليمن؛ في البلد الذي يعاني ويلات الانقلاب والحرب منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
فأمس، أكد مصدر يمني لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك توافقاً مبدئياً لعقد اجتماع يضم ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، بعد توقف الاجتماعات فترة ليست بالقصيرة، بيد أن تحديد المكان والزمان لم يجر بعد.
في الأثناء، أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أنه «سيزور روسيا والإمارات وسلطنة عمان الأسبوع المقبل»، في جولة مكوكية جديدة. وقال المكتب، في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن المبعوث «مصمم على التوصّل إلى حلّ سياسي شامل للنزاع، ويشجّعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن على الانخراط معه».
ورغم أن مراقبين ينتقدون المبعوث عندما يلوح بمسألة الحل الشامل بأنه يحاول القفز على «اتفاقية استوكهولم»، وأبرزها «الحديدة»، إلا أن مصادر تؤكد أن المبعوث يقضي وقتاً كثيراً في تركيزه على الحديدة، ويتابع بدقة المستجدات المتعلقة بالملف، ويعقد اجتماعات عديدة حوله.
وبدأت الانفراجة التي ألمّت بالملف السياسي للأزمة اليمنية تظهر حين بدأت صور المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، تدور في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتحدث مع نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن، عشية ظهور صورة أخرى للجنرال مايكل لوليسغارد رئيس لجنة إعادة الانتشار رئيس البعثة الأممية السياسية إلى الحديدة مع نائب الرئيس أيضاً.
مصادر وصفت اللقاءين الأممين مع نائب الرئيس في الرياض بالمثمرين، لا سيما وأن دفعة معنوية أخرى سبقت ذلك من اجتماع «الرباعية حول اليمن» التي عقدت في لندن، وتمثلت في دعم المبعوث البيان الذي صدر عن السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وكانت سماء العلاقة بين المبعوث والحكومة اليمنية ملبدة بالغيوم، إذ حملت رسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عتباً وغضباً من «تجاوزات» قال إنها تهدد بانهيار فرص الحل السياسي الذي يتطلع إليه الشعب اليمني.
بيد أن غوتيريش سارع وأنقذ الموقف وبعث تطمينات عبر وكيلته للشؤون السياسية روزماري ديكاردو، ثم أعاد التأكيد على أن الحكومة اليمنية «مفتاح الحل»، ووعد الرئيس اليمني بأن ملاحظاته «تم أخذها بنظر الاعتبار».
يقول آدم بارون الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ«الشرق الأوسط»، «المهم هنا هو بناء الزخم. عملية السلام تمر بحالة ركود. وعلى مكتب المبعوث أن يصبح قادراً على الحركة مجدداً، وإلا فإن المساعي تواجه خطر الاستسلام للركود».
ويترقب المهتمون بالحل السياسي لليمن أن يكثف غريفيث جهوده، وأن يعكسها على الأرض، وألا يسمح للجمود بالسيطرة على الجهد السياسي، في الوقت الذي يواجه فيه مطالبات «بتصحيح» مساره.
ويعتقد حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني عضو الفريق الإعلامي لمشاورات السويد، أن على المبعوث «الإيفاء بالتزاماته التي أكد عليها غوتيريش ووكيلته، بمعالجة الاختلالات السابقة»، ويقول: «أقصد معالجة الاختلالات المتعلقة باتفاقية استوكهولم، وكيفية تعديل تلك الاختلالات، لكن إذا استمر على الطريقة السابقة نفسها في حشد الدعم من غير تغيير حقيقي في المنهج أعتقد أنه سيصل إلى النقطة السابقة نفسها، وستبوء مساعيه للفشل... هناك أمل في الحل السياسي بسبب التصعيد ضد إيران، ويجب التقاط هذه اللحظة».
غريفيث يتخلص من «كابوس الجمود» بجولة مكوكية تشمل روسيا
لوليسغارد لاجتماع يضم «الشرعية» والحوثيين... والمبعوث «مصمم» على «الحل الشامل»
غريفيث يتخلص من «كابوس الجمود» بجولة مكوكية تشمل روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة