تركيا تقصف مواقع للنظام السوري رداً على مقتل أحد جنودها وإصابة 3 آخرين

أبلغت موسكو أنها سترد بقسوة على أي هجوم على نقاط المراقبة في إدلب

دمار في إدلب (أ.ف.ب)
دمار في إدلب (أ.ف.ب)
TT

تركيا تقصف مواقع للنظام السوري رداً على مقتل أحد جنودها وإصابة 3 آخرين

دمار في إدلب (أ.ف.ب)
دمار في إدلب (أ.ف.ب)

قصف الجيش التركي مواقع للنظام السوري، أمس (الجمعة)، رداً على قصف قواته لإحدى نقاط المراقبة العسكرية التركية في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 3 آخرين، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها.
وذكر البيان أنه تم قصف مواقع النظام السوري التي اعتدت على نقطة مراقبة في إدلب أمس (أول من أمس) «بشكل مؤثر»، وأن وسائط الإسناد الناري الموجودة في المنطقة قصفت «بشكل مؤثر»، مواقع النظام التي وقع منها الهجوم على نقطة المراقبة التركية «الرقم 10»، في منطقة خفض التصعيد، عقب اعتدائه على النقطة.
وفي بيان سابق صدر، ليل الخميس - الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي وإصابة 3 آخرين في هجوم لقوات النظام السوري على نقطة المراقبة التركية العاشرة في منطقة «خفض التصعيد» بمحافظة إدلب بقذائف «مورتر».
وأضافت الوزارة أن الهجوم شُن من منطقة يسيطر عليها الجيش السوري، مشيرة إلى أنها تعتبره «متعمداً»، مشيرة إلى أنه تم نقل الجنود المصابين من الموقع وبدأ إسعافهم. وذكرت الوزارة أنه تم استدعاء الملحق العسكري الروسي لدى أنقرة إلى مقر رئاسة أركان الجيش التركي بسبب الهجوم، وتم إبلاغه بأن الجيش التركي سيرد على الهجوم «بقسوة وبأشد السبل».
وفي بيانها الثاني، أمس، قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي فتح النار على مواقع للجيش السوري في المنطقة التي نفذ منها الهجوم على موقع المراقبة. وفي المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الجيش رد بعدما استهدفت أكثر من 18 قذيفة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في ريف حماة شمال غربي البلاد.
في الوقت ذاته، دفع الجيش التركي بتعزيزات من الآليات العسكرية وعناصر من قوات الكوماندوز إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، للدفع بها إلى نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وضمت التعزيزات المرسلة إلى ولاية هاتاي الحدودية (جنوب تركيا) من مناطق مختلفة، ناقلات جند مدرعة، والعديد من أفراد القوات الخاصة (الكوماندوز)، وتوجهت التعزيزات التي وصلت أمس إلى قضائي ريحانلي وكيرك هانه، إلى الشريط الحدودي، وسط تدابير أمنية مشددة.
كانت قوات النظام السوري استهدفت نقطة المراقبة العسكرية التركية في شير مغار في ريف حماة الغربي الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في الشمال الغربي، أول من أمس، بعد أقل من 48 ساعة من تحذير أنقرة من الرد على أي استهداف لنقاط مراقبتها المنتشرة في المنطقة، وبالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي إلى النقطة التي سبق أن تعرضت للاستهداف أكثر من مرة في الأسابيع الماضية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية بقرية شير مغار بريف حماة الغربي، من مناطق تمركزها في قريتي الكريم والتمانعة اللتين قصفتهما تركيا أمس.
كان الجيش التركي دفع الثلاثاء، بتعزيزات شملت 20 آلية عسكرية وناقلات جنود مدرعة، إضافة إلى عناصر من قوات «الكوماندوز» إلى نقطتي المراقبة في شير مغار ومورك بعد تكرار قصفهما من قبل قوات النظام.
ونشرت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب وحماة ضمن اتفاق مناطق التصعيد الذي تم التوصل إليه في محادثات آستانة بين الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، الذي أعقبه في 17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي «اتفاق سوتشي» بين روسيا وتركيا لإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة.
وتلتزم روسيا الصمت تجاه استهداف النظام لنقاط المراقبة، كما تدعمه في الهجوم على جنوب إدلب، الذي انطلق في 26 أبريل (نيسان) الماضي، بعدما أعلنت مراراً أن تركيا لم تفِ بالتزامها بموجب «اتفاق سوتشي»، ولم تقم بدورها في إخراج المجموعات المتشددة من إدلب. واستهدفت قوات النظام، في أكثر من مناسبة، نقاط المراقبة التركية المنتشرة في ريف حماة، ما أسفر عن إصابة جنود عدة بجروح، وردت القوات التركية على مصادر القصف.
وفي تعليق على التطورات الأخيرة والقصف المتبادل بين القوات التركية وقوات النظام، قال الخبير الأمني التركي عبد الله أغار لـ«الشرق الأوسط»، إن الاستهدافات المتكررة لقوات النظام لنقاط المراقبة لا يمكن أن تتم من دون علم روسيا التي عليها أن تتخذ بموجب اتفاقات آستانة وسوتشي الإجراءات اللازمة لوقف استفزازات النظام في منطقة خفض التصعيد والمنطقة العازلة منزوعة السلاح في إدلب. وأضاف أن أنقرة أبلغت موسكو أنها لن تتسامح مع أي هجوم للنظام في المنطقة، وسترد عليه بقوة وحسم، معتبراً أن روسيا لا يمكن أن تتغاضي عن هذه الهجمات على نقاط المراقبة بدعوى تحميلها تركيا المسؤولية عن عدم إخراج المجموعات الإرهابية من إدلب بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين البلدين في 17 سبتمبر 2018 بشأن إقامة المنطقة منزوعة السلاح للفصل بين قوات النظام والمعارضة في إدلب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.