بما أن النظام الانتخابي الأميركي لا يسمح باختيار الرئيس مباشرة، بل عبر ما يُسمّى «المجمع الانتخابي» Electoral College، يمثل الفوز في ولاية كاليفورنيا أهمية حاسمة لأي مرشح، لأنها الولاية الأكبر من حيث عدد السكان (نحو 40 مليون نسمة)، وبالتالي، تحظى بالعدد الأكبر من المندوبين (55 مندوباً) في «المجمع» الذي يتكون من 538 مندوباً. وهذا الرقم يساوي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ معاً. ومن ثم، يحتاج المرشح للرئاسة إلى 270 صوتاً ليصبح الرئيس الجديد للولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، فضلاً عن شهرة كاليفورنيا بأنها مركز الابتكارات التقنية في العالم، و«مقر» صناعة الترفيه والسينما، ونموذج لمعايير اقتصادية وبيئية وتجارية وصناعية عالمياً، اشتهرت هذه الولاية الغنية الجميلة الطبيعة والمناخ بأنها موطن عدد من كبار سياسة الولايات المتحدة. فيما يلي أبرزهم:
ريتشارد نيكسون: من أشهر أبناء كاليفورنيا، وهو الرئيس الأميركي الـ37، الذي تولى المنصب من عام 1969 إلى 1974. واضطر للتنحي في بداية رئاسته الثانية بسبب فضيحة ووترغيت. اشتهر نيكسون بمعاداته للشيوعية ولمع نجمه داخل الحزب الجمهوري، ومثّل الولاية في مجلس الشيوخ الأميركي (1950 - 1953)، قبل أن يصبح نائباً للرئيس دوايت آيزنهاور، وقبلها مثلها في مجلس النواب عام 1946.
خسر نيكسون انتخابات الرئاسة أمام منافسه الديمقراطية جون كنيدي بفارق بسيط عام 1960. لكنه، تمكّن من الفوز بالرئاسة عام 1969. وما يسجل له إبان رئاسته إنهاء حرب فيتنام، وتتويج برنامج الفضاء الأميركي بهبوط أول إنسان على القمر.
رونالد ريغان: الرئيس الأميركي الـ40 (حكم بين 1981 و1989)، يُعدّ من أبناء الولاية مع أنه ولد في ولاية إيلينوي. الممثل العالمي حقق نقلة ناجحة إلى السياسة من عالم السينما، واختير رئيساً لنقابة ممثلي الشاشة، بعدما انتقل إلى كاليفورنيا عام 1937 ليعمل في هوليوود. في البداية كان ديمقراطياً ليبرالياً، لكنه تحوّل إلى التيار المحافظ اليميني في الحزب الجمهوري عام 1962. ومن ثم انتخب حاكماً لكاليفورنيا عام 1967 واستمر حتى 1975.
إبان رئاسته، تولى ريغان تنفيذ مبادرات سياسية واقتصادية، أدت إلى خفض الضرائب لتحفيز النمو الاقتصادي وحارب تضخم القطاع العام وحقق الاقتصاد نمواً بلغ 3.4 في المائة. أطلق ما سمي بـ«حرب النجوم» التي أنهكت الاتحاد السوفياتي (الذي كان ريغان يصفه بـ«إمبراطورية الشر»)، وأنهت «الحرب الباردة» بانهيار الاتحاد السوفياتي، ومعه الكتلة الشرقية في أوروبا. وفي المقابل، في أواخر فترة رئاسته تفجرت فضيحة «إيران كونترا»
كاسبار وينبرغر: سياسي ورجل أعمال جمهوري بارز، ولد في سان فرنسيسكو. تولى مناصب عدة لعقود ثلاثة، بما في ذلك رئيس الحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا، وأبرزها وزير الدفاع في عهد الرئيس ريغان من عام 1981 إلى 1987. لعب دوراً بارزاً في «حرب النجوم»، ووُجّهت إليه التهم في فضيحة «إيران كونترا».
وارين كريستوفر: سياسي ديمقراطي ومحام ودبلوماسي بارز. وُلِد خارج كاليفورنيا (في ولاية نورث داكوتا) لكنه درس واستقر وتوفي فيها. كان وزيراً للخارجية بين 1993 و1997 في عهد الرئيس بيل كلينتون، وقبلها كان من أبرز مستشاريه إبان حملته واختيار فريقه السياسي والوزاري. كذلك شغل منصب نائب وزير الخارجية بين 1977 و1981، ونائب وزير العدل بين 1967 و1969.
ديان فاينشتاين وباربرا بوكسر: سيناتورتان ديمقراطيتان، ليبراليتان ويهوديتان، دخلت الأولى مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا للمرة الأولى في تاريخها بأواخر 1992. والثانية دخلته في مطلع 1993. بوكسر استقالت عام 2016 لتحل محلها كامالا هاريس، في حين تواصل فاينشتاين (وهي عمدة مدينة سان فرانسيسكو سابقاً) عضويتها لست مرات متتالية، وحصلت في انتخابات 2012 على أعلى نسبة تصويت شعبي في تاريخ انتخابات مجلس الشيوخ.
نيكسون وريغان ووينبرغر وكريستوفر من أبرز شخصيات كاليفورنيا السياسية
نيكسون وريغان ووينبرغر وكريستوفر من أبرز شخصيات كاليفورنيا السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة