تطوير الأندية المنافسة لملاعبها يبرز إهمال عائلة غليزر لـ«أولد ترافورد»

حاجة ماسة لتطويره بعدما بدأت علامات الزمن تظهر عليه... لكن مالكيه لا يريدون إنفاق الأموال

المدرج الذي يحمل اسم السير بوبي تشارلتون لم يشهد أي تطوير منذ 45 عاماً
المدرج الذي يحمل اسم السير بوبي تشارلتون لم يشهد أي تطوير منذ 45 عاماً
TT

تطوير الأندية المنافسة لملاعبها يبرز إهمال عائلة غليزر لـ«أولد ترافورد»

المدرج الذي يحمل اسم السير بوبي تشارلتون لم يشهد أي تطوير منذ 45 عاماً
المدرج الذي يحمل اسم السير بوبي تشارلتون لم يشهد أي تطوير منذ 45 عاماً

من المؤكد أن معظم جمهور مانشستر يونايتد غير راضٍ عن الطريقة التي تدير بها عائلة غليزر الأميركية الأمور داخل هذا النادي العريق. وفي الحقيقة، لم يكن هذا الأمر يشكل مفاجأة، بالنظر إلى «جبال الديون» التي كدستها هذه العائلة على النادي. وعندما استحوذت هذه العائلة على مانشستر يونايتد وعدت بأن يكون هناك خط اتصال مفتوح ومباشر بينها وبين جمهور ومحبي النادي في كل مكان، لكننا لم نسمع منها أي شيء منذ 14 عاماً!
ربما سيتغير هذا الأمر في يوم من الأيام. لكن حتى ذلك الحين، لن يكون من السهل التأكد من معرفة ما إذا كانت هذه العائلة تعرف، أو حتى تهتم، بأن هذا قد يكون الوقت المناسب للحديث عن ملعب «أولد ترافورد»، والحاجة الماسة إلى تطويره بعدما بدأت علامات الزمن تظهر عليه.
انتقل نادي توتنهام إلى ملعبه الجديد، وهناك العديد من الخطط الطموحة من جانب العديد من الأندية التي يرى مانشستر يونايتد دائماً أنها ضمن الفئة التي ينافسها على الساحة الأوروبية، حيث سيبدأ نادي ريال مدريد العمل على تطوير ملعب «سانتياغو بيرنابيو» خلال هذا الصيف، كما سيعمل نادي برشلونة على تطوير ملعب «كامب نو» بحيث يكون لديه سقف معلق وتصل سعته إلى 105 آلاف متفرج.
كما سيتم تجديد ملعب سان سيرو، الذي يحتضن مباريات ناديي ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين، لكي يناسب التطورات التي يشهدها القرن الحادي والعشرين. وعلاوة على ذلك، انتقلت أندية بايرن ميونيخ ويوفنتوس وأتليتكو مدريد إلى ملاعب جديدة ورائعة خلال الفترة التي استحوذت فيها عائلة غليزر على مانشستر يونايتد. وينطبق نفس الأمر أيضاً على آرسنال ومانشستر سيتي.
ولا يزال «أولد ترافورد» هو أكبر ملعب كرة القدم في إنجلترا، بعد ملعب ويمبلي، بفارق كبير عن باقي الملاعب الإنجليزية، ويضم مدرجاً واحداً يمكنه استيعاب جمهور يفوق عدد الجمهور في ملاعب فولهام أو واتفورد أو هيدرسفيلد تاون أو بيرنلي أو بورنموث. وعندما وصل فريق برشلونة إلى مدينة مانشستر من أجل خوض المواجهة الهامة في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، كان ذلك بمثابة تذكرة على أن ملعب «أولد ترافورد» يمتلك شيئاً قد لا يملكه أي ملعب جديد بالضرورة، وهو «الروح».
ومع ذلك، لا يغير ذلك من حقيقة أنه سيكون هناك باعة متجولون في مدرج مدرب مانشستر الأسطورة السير مات بيسبي، يبيعون آخر نسخة من مجلة «ريد نيوز» التي تصدر عن النادي والتي تتحسر على الحالة السيئة التي وصلت إليها أرضية ملعب «أولد ترافورد» في هذه الأيام، وتكرس مساحة كبيرة لتحليل الأسباب التي تجعل عائلة غليزر الأميركية لا تفكر في تطوير ملعب الفريق. أما الاستنتاج المنطقي الوحيد لهذا الأمر فيتمثل في أن العائلة الأميركية لا تريد إنفاق الأموال.
وعلاوة على ذلك، فإن سقف هذا المدرج قديم للغاية وبه بعض الشقوق التي تسمح بتدفق السيول في أوقات الأمطار الغزيرة. ورغم أنني لا أريد أن أوجه الانتقادات إلى أي مسؤول تنفيذي داخل النادي، فإن هذا ربما يلخص الطريقة السيئة التي يدار بها النادي خلال السنوات الماضية. كل ذلك يذكرنا بالصورة التي نشرتها صحيفة «ذا صن» على صفحتها الأخيرة لفأر يركض داخل الملعب، خلال مباراة مانشستر يونايتد أمام بورتون ألبيون في كأس الاتحاد الإنجليزي، وانتقاد المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون خلال المؤتمر الصحافي التالي لمن يتحدثون حول هذا الأمر، وكأن شيئاً لم يحدث على الإطلاق.
لقد رأى فيرغسون أنه من العادي أن يكون هناك فأر في ملعب المباراة، لكنه، ولأسباب غير واضحة، لم يكن يقبل الانتقادات الموجهة لعائلة غليزر. ولم يكن فيرغسون يهتم على ما يبدو بأنه في وقت من الأوقات كان كل مشجعي الفريق داخل ملعب «أولد ترافورد» يرتدون ملابس باللونين الأخضر والذهبي للاحتجاج على بيع النادي لعائلة غليزر الأميركية، أو أن ديفيد جيل، الرئيس التنفيذي آنذاك، قد عارض في البداية عملية الاستحواذ قبل أن يغير ولاءه ورأيه بمجرد إتمام الصفقة.
وقد كتب فيرغسون في آخر سطر من سيرته الذاتية التي نشرتها عام 1999: «لقد كان الولاء دائماً هو أساس حياتي». لكن للأسف، كان فيرغسون خلال السنوات الأخيرة من عمله مديراً فنياً لمانشستر يونايتد موالياً للأشخاص الذين كانوا يدفعون له راتبه، وليس لجمهور النادي الذي حذرهم جيل من أن «الديون هي الطريق إلى الخراب». ربما لا يزال فيرغسون يعتقد بأنه قد راهن على الجواد الرابح. لكنني أريد أن أعرف رأيه الآن وهو يرى الأندية المنافسة وهي تنمو وتتطور، وأتذكر كيف كانت الإدارات السابقة للنادي تدرك دائماً أن نادياً بمطوحات كبيرة مثل مانشستر يونايتد يجب أن يكون لديه ملعب أكبر وأفضل من بقية الملاعب الأخرى.
وكتبت صحيفة «سبورتنغ كرونيكل» في نهاية شهر فبراير (شباط) عام 1910 عندما احتضن ملعب «أولد ترافورد» أول مباراة له على الإطلاق: «إنه الملعب الأجمل والأكثر اتساعاً والأكثر جذباً للأنظار على الإطلاق. إنه لا يوجد له مثيل على الإطلاق، من حيث جودة أرضية الملعب، وإنه لمدعاة للفخر لمانشستر يونايتد، وملعب يساعد الفريق على صنع المعجزات». والآن؟ دعونا لا نبالغ في الانتقادات ونعترف بأن «أولد ترافورد» يمتلك التاريخ والسعة والفخامة التي تجعله دائماً أحد أبرز معالم كرة القدم، وهو أمر ليس محل نزاع أو شك. لكن الأمر يتعلق بطريقة إهمال هذا الملعب في الوقت الحالي وعدم تطويره وتحديثه، وكيف ينعكس ذلك بدوره على القائمين على إدارة هذا النادي.
فما الذي يعنيه، على سبيل المثال، أن يمتلك مانشستر يونايتد لمساحات شاسعة من الأراضي حول الملعب، لكنه لا يفعل أي شيء لاستغلالها؟ ويمتلك نادي مانشستر سيتي، على سبيل المثال، ملعباً بسعة 7 آلاف متفرج مقابل ملعب الاتحاد لاحتضان مباريات الفريق تحت 23 عاماً ومباريات السيدات والناشئين. ويمتلك برشلونة ملعباً صغيراً سيتم إعادة بنائه وسيحمل اسم أسطورة النادي «يوهان كرويف»، كجزء من ملعب «كامب نو» الجديد.
أما بالنسبة لـ«أولد ترافورد» نفسه، فإن الملعب لم يشهد أي تغيير منذ استحواذ عائلة غليزر الأميركية عليه في عام 2005، رغم أنه كان قد تم التصديق على مشروع بقيمة 42 مليون جنيه إسترليني لتوسعة الملعب بحيث يتسع لـ75 ألف متفرج. وخلافاً لذلك، كان أكبر تطوير يشهده النادي هو افتتاح فندق «أوتيل فوتبول» على أرض خاصة مقابل «ملعب أولد ترافورد». وحتى هذا المشروع كان من تفكير غاري نيفيل وزملائه في فريق 1992. وليس من تفكير مسؤولي النادي أنفسهم!
باختصار، يعكس كل ذلك عدم وجود تفكير في التطوير والتحديث في مانشستر يونايتد. وقد أظهر تقرير صادر في عام 2015 أن مسؤولي مانشستر يونايتد لا يهتمون بتطوير الملعب، الذي يبدو في حالة سيئة، وينطبق نفس الأمر على المراحيض والممرات الضيقة داخل الاستاد، وحتى إشارة «الواي فاي» تحتاج إلى تحسين حتى تصبح أفضل، فضلاً عن مناطق تناول الطعام والأماكن المخصصة للصحافيين، التي عفا عليها الزمن.
وهناك سبب وجيه يجعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يعد يختار أكبر ملعب للأندية في إنجلترا لاستضافة المباريات النهائية للبطولات الأوروبية. وكما تقول مجلة «ريد نيوز» التي يصدرها مانشستر يونايتد: «يجب أن يكون أولد ترافورد الوجهة المرئية لمؤسسة عالمية شهيرة، لكنه بدلاً من ذلك يتحلل وينهار في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

فالكاو يصبح أفضل هداف كولومبي في التاريخ

رياضة عالمية المهاجم المخضرم راداميل فالكاو (رويترز)

فالكاو يصبح أفضل هداف كولومبي في التاريخ

أصبح المهاجم المخضرم راداميل فالكاو، أفضل هدّاف كولومبي في التاريخ بعد أن سجّل، الخميس، هدفه الـ347 في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
رياضة عالمية ريكاردو بيبي نجم المنتخب الأميركي (أ.ب)

دوري الكونكاكاف: المنتخب الأميركي يضع قدماً في نصف النهائي

قاد ريكاردو بيبي المنتخب الأميركي، حامل اللقب، للفوز خارج أرضه على حساب جامايكا 1 - 0.

«الشرق الأوسط» (كينغستون)
رياضة عربية المعز علي مهاجم منتخب قطر يسجل مرتين في مرمى أوزبكستان (أ.ف.ب)

المعز علي: صعبنا المهمة على أنفسنا أمام أوزبكستان

أوضح المعز علي، مهاجم منتخب قطر لكرة القدم، أن فريقه جعل المهمة أصعب على نفسه أمام منتخب أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أستراليا عانت أمام السعودية وفشلت في التسجيل (أ.ف.ب)

أزمة تهديف تلاحق أستراليا في تصفيات آسيا المونديالية

سيعزز منتخب أستراليا صفوفه بعودة الجناح كريج غودوين للمشاركة، عندما يحل ضيفا على البحرين الثلاثاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية دومينيكو تيديسكو المدير الفني لمنتخب بلجيكا (أ.ف.ب)

تيديسكو: إيطاليا تقدم «كرة قدم سلسة»

أعرب دومينيكو تيديسكو، المدير الفني لمنتخب بلجيكا، عن إعجابه بأداء منتخب إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».