إردوغان سيبحث الشأن السوري مع ترمب وبوتين في اليابان

قافلة عسكرية تركية تعبر معبر باب الهوى الحدودي مع الشمال السوري في العشرين من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
قافلة عسكرية تركية تعبر معبر باب الهوى الحدودي مع الشمال السوري في العشرين من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

إردوغان سيبحث الشأن السوري مع ترمب وبوتين في اليابان

قافلة عسكرية تركية تعبر معبر باب الهوى الحدودي مع الشمال السوري في العشرين من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
قافلة عسكرية تركية تعبر معبر باب الهوى الحدودي مع الشمال السوري في العشرين من الشهر الحالي (أ.ف.ب)

بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، آخر تطورات الوضع في سوريا، ولا سيما في منبج وشرق الفرات، في وقت يستعد فيه الرئيس التركي لبحث الشأن السوري مع ترمب وبوتين في قمة العشرين التي تفتتح اليوم في اليابان.
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية، أمس، أن أكار عقد اجتماعاً مع جيفري في بروكسل على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع الناتو.
وأضاف البيان، أن أكار وجيفري تناولا خلال الاجتماع التطورات في الآونة الأخيرة بسوريا، ولا سيما في منبج وشرق الفرات، وأن أكار أبلغ جيفري بأن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة الوفاء بوعودها حيال منبج السورية، ووجهة النظر التركية بشأن المنطقة الآمنة المخطط إقامتها شرق الفرات، أن تكون السيطرة عليها لها وحدها، بينما ترى واشنطن أنها يجب أن تخضع لسيطرة قوات أوروبية من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» مع توفير ضمانات بشأن حماية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الذي كان حليفاً للولايات المتحدة في الحرب على «داعش».
في السياق، وقبل توجهه إلى اليابان أول من أمس للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين في أوساكا، قال إردوغان، في تصريحات للصحافيين، إن النظام السوري يتصرف بلا رحمة في إدلب، وأن نقاط المراقبة التركية الـ12 هناك تتعرض بين الحين والآخر إلى تحرشات، قائلاً: «لا نريد أن يحدث أي أمر لتلك النقاط، لكن نرغب في أن تسير الأمور كما هو مخطط لها ووفقاً للوعود المقطوعة، فمخاطبنا هي روسيا، وننسق معها عبر التشاور بين وزارات الدفاع أو الخارجية والاستخبارات».
وأشار إلى أنه سيتطرق إلى الشأن السوري خلال لقاءات ثنائية سيعقدها مع نظيريه الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين على هامش الاجتماعات، لافتاً إلى أن تركيا تراقب الوضع في منبج السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مطالباً واشنطن بالوفاء بوعودها بشأن إخراج الوحدات الكردية من المدينة التي يعود 90 في المائة منها إلى المكون العربي.
إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري استهدافها محيط نقطة المراقبة العسكرية التركية في شير مغار في ريف حماة الغربي الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من تحذير أنقرة من الرد على أي استهداف لنقاط مراقبتها المنتشرة في المنطقة وبالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي إلى النقطة التي تعرضت للاستهداف أكثر من مرة في الأسابيع الماضية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية بقرية شير مغار بريف حماة الغربي، من مناطق تمركزها في حاجزي «الكريم» و«التمانعة».
ولفتت المصادر إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجنود الأتراك أو أضرار مادية في نقطة المراقبة. مضيفة أن القصف تزامن مع دخول رتل للجيش التركي إلى نقاط المراقبة بريف حماة يضم عدداً من الآليات والمدافع الثقيلة.
وقبل 3 أيام من استهداف الأمس، دفع الجيش التركي بتعزيزات شملت 20 آلية عسكرية وناقلات جنود مدرعة، إضافة إلى عناصر من قوات الكوماندوز إلى نقطتي المراقبة التاسعة في شير مغار، والعاشرة في مورك، بعد تكرار قصفهما من قبل قوات النظام؛ ما أدى إلى مقتل أحد الجنود وإصابة عدد آخر خلال الشهر الماضي.
ونشرت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب وحماة ضمن اتفاق مناطق التصعيد الذي تم التوصل إليه في محادثات آستانة بين الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، والذي أعقبه في 17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا لإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة.
وتلتزم روسيا الصمت تجاه استهداف النظام لنقاط المراقبة كما تدعمه في الهجوم على جنوب إدلب، الذي انطلق في 26 أبريل (نيسان) الماضي، بعدما أعلنت مراراً أن تركيا لم تف بالتزامها بموجب اتفاق سوتشي، ولم تقم بدورها في إخراج المجموعات المتشددة من إدلب. واستهدفت قوات النظام، في أكثر من مناسبة، نقاط المراقبة التركية المنتشرة في ريف حماة؛ ما أسفر عن إصابة جنود عدة بجروح، وردت القوات التركية على مصادر القصف.
وكانت أنقرة جددت، مساء الثلاثاء الماضي، تحذيراتها من أنها سترد بحزم على هجمات النظام على نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك: «نقلنا إلى الجانب الروسي أننا سنرد بحزم على الاعتداءات التي تطال نقطتي المراقبة التركية التاسعة (في شير المغار) والعاشرة (في مورك)، والتدابير التي اتخذناها في هذا الإطار». ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف تجاه انتهاكات النظام السوري لمنطقة خفض التصعيد التي أعلنت في إدلب ومحيطها بموجب اتفاقات آستانة وسوتشي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».