شوكة باراك تقوى واليسار يسعى لتوحيد جهوده

استطلاع يبشر لأول مرة بهزيمة حكم اليمين

إيهود باراك
إيهود باراك
TT

شوكة باراك تقوى واليسار يسعى لتوحيد جهوده

إيهود باراك
إيهود باراك

بعدما أعلن رئيس الوزراء الأسبق الجنرال إيهود باراك عودته إلى الحياة السياسية على رأس حراك جديد على يسار الخريطة الحزبية، دلَّت نتائج استطلاع رأي جديد على أن هناك إمكانية واقعية ولأول مرة بهذا الوضوح، بأن يمنى حكم اليمين بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالهزيمة، وتكليف الجنرال بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقد أظهر الاستطلاع، الذي نشرته «القناة 12» العبرية للتلفزيون الإسرائيلي، أنه، في حال أُجريت الانتخابات للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، اليوم، فسيحصل معسكر الوسط واليسار على أغلبية 61 مقعداً برلمانياً، ويذهب الليكود ونتنياهو إلى المعارضة. ويُظهر الاستطلاع خسارة الحزبين الأكبرين الليكود و«كحول لفان»، على ثلاثة مقاعد لكل منهما، والاستمرار في التساوي بحجم قوة كل منهما: 32 مقعداً. لكن ما يرجِّح الكفة، هو حصول إيهود باراك على 6 مقاعد، جاءت بمعظمها من أصوات اليمين.
ويظهر الاستطلاع أن العرب، بعد قرارهم إعادة تشكيل «القائمة المشتركة» سيستعيدون قسماً جدياً من قوتهم وسيحصلون على 12 مقعداً (في سنة 2015 حصلوا على 13 مقعداً وفي الانتخابات الأخيرة عادوا للانقسام وحصلوا على 10 مقاعد). كما أن حصة حزب «ميرتس» سترتفع إلى 6 مقاعد (لديه اليوم 4 مقاعد)، وسيهبط حزب العمل إلى 5 مقاعد (مقابل 6 مقاعد يشغلها اليوم). وهكذا سيصبح معسكر اليسار والوسط مع العرب 61 مقعدا ًمن مجموع 120. حسب هذه النتائج، بينما يحصل معسكر اليمين على 59 مقعداً: بواقع 32 مقعداً لليكود، وارتفاع مقداره 5 إلى 7 مقاعد لحزب اليهود الروس «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان، ويهبط كل من حزب اليهود المتدينين الشرقيين - شاس واليهود الأشكناز (يهدوت هتوراة) من 8 مقاعد حالياً إلى 6 مقاعد، ويهبط اتحاد أحزاب اليمين من 6 إلى 4 مقاعد، فيما يعبر حزب «اليمين الجديد» برئاسة نفتالي بنيت نسبة الحسم، ويدخل الكنيست بـ4 مقاعد.
وقد بدت هذه النتائج ملائمة لاستطلاعات سرِّية أجراها مكتب نتنياهو، في الأسابيع الأخيرة، وجعلته يسعى لإلغاء الانتخابات المعادة المقررة ليوم 17 سبتمبر (أيلول) المقبل. ولكنه فشل في هذا. ومع التقدم في المعركة الانتخابية تزداد احتمالات تراجع شعبيته.
وجاء قرار إيهود باراك دخول المعترك السياسي من جديد، ليمنح المعركة الانتخابات زخماً حماسياً ملتهباً، إذ أن حزب الجنرالات بقيادة غانتس يدير معركته ضد نتنياهو بأسلوب بارد. بل إن باراك اتهمه، أمس، بأنه «معارضة نائمة، وعليها أن تتيقظ». وقال موجهاً كلامه إلى غانتس شخصياً: «إسرائيل تعاني من خطر دمار، وأنت تدير معركة باردة لا يكاد الناس يحسون بها». وقد أعلن باراك عن تأسيس حركة جماهيرية تسعى لخوض الانتخابات المقبلة معاً مع عدة أحزاب أخرى. وعقد باراك مؤتمراً صحافياً، مساء أول من أمس، ألقى فيه خطاباً قتالياً استهلَّه بالقول: «هذا ليس الوقت المناسب للبقاء على الحياد، يجب الإطاحة بنظام نتنياهو».
وتكلم باراك عن علاقاته القديمة مع نتنياهو فقال: «عرفتُه منذ أكثر من 50 عاماً، رأيته في أجمل اللحظات وفي لحظات أقل جمالاً. كنتُ منافساً سياسياً له، وقد فزتُ عليه في الانتخابات. وأنا أقول لكم بصراحة ووضوح ومن خلال هذه المعرفة: (نتنياهو بات في نهاية طريقه السياسية، وشركاؤه في الائتلاف والحزب والمعسكر، على دراية كاملة بهذه الحقيقة، ومن المؤسف أنهم أُصِيبوا بشلل بفعل الخوف. جبناء ولا يقوون على قول الحقيقة في وجهه)».
وتوجه باراك إلى نتنياهو مباشرة فقال: «كقائد عسكري سابق لك في الجيش، أقول لك: نتنياهو، انتهى عهدك. يجب ألا تستمر في القيادة. لمصلحتك الخاصة، ولمصلحة الدولة أيضاً، اذهب إلى البيت. لقد انتهى وقتك كزعيم سياسي، إذا ما واصلت التعنت ستنتهي الأمور بشكل سيئ».
وخاطب باراك حزب الجنرالات «كحول لفان»، بقيادة غانتس قائلاً: «إخوتي في السلاح، خصمنا هو نتنياهو ونهجه، هناك مئات الآلاف من المنتخبين الشجعان والوطنيين مثلنا في الأحزاب الأخرى، أناس يفهمون أنه في السنوات والأشهر الأخيرة والأسابيع الأخيرة، تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء. ولذلك، لا ينفع التخاطب معهم بأسلوب الدول الإسكندنافية. يجب الإطاحة بنظام نتنياهو، نقطة».
وقد جلس إلى جانب باراك في المؤتمر الصحافي، نائب قائد أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، الجنرال يائير غولان، الذي أعلن انضمامه إلى الحزب الجديد، مؤكدا أن إسرائيل بلغت مرحلة حسم في تاريخها، على صعيد نظام الحكم والقيم وصنع السلام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.