اجتماع طارئ لبرلمان تونس بعد أنباء عن «تدهور» صحة الرئيس

TT

اجتماع طارئ لبرلمان تونس بعد أنباء عن «تدهور» صحة الرئيس

فيما نفى فراس قفراش، مستشار رئيس الجمهورية التونسية، ما راج من معلومات حول وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وصفت سعيدة قراش، مستشارة رئيس الجمهورية، حالته الصحية، بأنها «مستقرة».
وفي غضون ذلك، دعا رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، إلى اجتماع عاجل أمس، وسط ازدياد الأنباء عن وضع حرج لرئيس الجمهورية.
وقال رئيس حزب حركة الشعب، زهير المغزاوي، إن رئيس البرلمان دعا إلى اجتماع عاجل برؤساء الكتل البرلمانية، موضحاً: «لدينا علم بالوضع الصحي للرئيس، وهي المعلومات المتداولة في الإعلام».
وكانت الرئاسة التونسية قد أعلنت في وقت سابق أمس، نقل السبسي إلى المستشفى العسكري، إثر تعرضه لـ«أزمة صحية حادة». ووصف المستشار الخاص للرئيس فراس قفراش في تدوينة له حالة الرئيس بـ«الحرجة».
وينص الدستور التونسي على أن رئيس الحكومة هو من يتولى منصب الرئيس في حالة وجود ما يمنع الرئيس من أداء مهامه، أو في حالة وجود شغور وقتي، على ألا تتجاوز مدة سد الشغور الوقتي ستين يوماً.
وواجه الشارع التونسي إشاعة موت رئيس الجمهورية بالحديث عن مستقبل البلاد السياسي، قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس، علاوة على تأثير حالته الصحية الحالية، التي تشير إلى صعوبة مواصلة مباشرته لمنصبه الرئاسي، على المشهد السياسي كله.
ونُقل الرئيس التونسي صباح أمس على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة التونسية، إثر تعرضه لوعكة صحيّة حادة. وبينما خففت رئاسة الجمهورية من حدة هذه الوعكة الصحية بقولها إنها «مستقرة»، فقد أكدت مصادر طبية مطلعة أن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية «حرج جداً»، وأنه «تحت العناية المركزة، ولا يمكنه العيش دون استعمال أدوات طبية».
وكان يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، قد زار الرئيس في المستشفى، وقال إنه «يطمئن التونسيين بأن رئيس الجمهورية بصدد تلقي كل العناية اللازمة التي يحتاجها، من قبل أكفأ الإطارات الطبية». مضيفاً: «أرجو له الشفاء العاجل، واستعادة عافيته في أسرع وقت، وأدعو الجميع إلى الترفع عن بث الأخبار الزائفة، التي من شأنها بث البلبلة بين التونسيين» على حد قوله.ومن الناحية الدستورية، ينص الدستور التونسي في الفصل 83، على أن رئيس الحكومة هو من يتولى منصب الرئيس في حالة وجود ما يمنع الرئيس من أداء مهامه، أو في حالة وجود شغور وقتي، على ألا تتجاوز مدة سد الشغور الوقتي ستين يوماً. أما في حالة الوفاة، أو العجز الدائم، فإن الفصل 84 من الدستور نفسه يمنح لرئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة، لأجل أدناه 45 يوماً، وأقصاه تسعون يوماً، وخلال المدة الرئاسية الوقتية يُنتخب رئيس جمهورية جديد لمدة رئاسية كاملة، كما لا يمكن تقديم لائحة لوم ضدّ الحكومة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.